إسرائيل ترفع حالة التأهب في سفاراتها ومؤسساتها اليهودية في العالم

18-09-2007

إسرائيل ترفع حالة التأهب في سفاراتها ومؤسساتها اليهودية في العالم

رفعت “إسرائيل” حالة التأهب والإجراءات الأمنية حول سفاراتها في الخارج والمؤسسات اليهودية حول العالم بزعم التحسب من هجمات رداً على انتهاكها الأجواء السورية. واعتبر المندوب الأمريكي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون ان هذه العملية “رسالة الى إيران”. وأثارت تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أول أمس الأحد حذر فيها من مخاطر نشوب حرب ضد الجمهورية الإسلامية، عواصف سياسية، وانقسامات في الأوساط السياسية في فرنسا، وبين دول الاتحاد الأوروبي، بين التأييد والمعارضة.

وقالت وسائل الإعلام العبرية والغربية ان “إسرائيل” ما كانت تتكبد عناء خرق الأجواء السورية ومهاجمة هدف غامض ما لم يكن ذلك يستحق، وأوضحت نقلاً عن تسريبات ان “إسرائيل” دمرت “مفاجأة مدمرة” للكيان، في إشارة الى نشاط لامتلاك رؤوس حربية نووية وكيميائية.

وقال بولتون ان الغارة “الإسرائيلية” التي تحظى بترحيب واشنطن كانت “رسالة واضحة الى إيران”. وطالبت النائبة اليسارية من حزب ميرتس زهافا غال أون رئيس الوزراء ايهود أولمرت بإبلاغ لجنة الخارجية والدفاع بشأن هذه العملية في أجواء سوريا “وفقاً للقانون الأساسي” في الكيان.

من جهتها، هاجمت إيران بشدة، أمس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير خارجيته برنار كوشنير، وحذرت الغرب من خيار المواجهة، عقب التوافق الفرنسي - الأمريكي حول الحرب، وأكدت أن قواتها الجوية مستعدة لصد أي عدوان خارجي. وقال نائب الرئيس الإيراني رضا اقازاده ان الغرب اختار طريق المواجهة بدلاً من التفاهم والعلاقات الودية مع أمة إيران العظيمة.

وقال مسؤول إيراني آخر، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ان الساكن الجديد في الاليزيه (ساركوزي) يريد تقليد البيت الأبيض، وأضاف “هذا الأوروبي لبس جلد الأمريكيين ويقلد صياحهم”. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني ان التوافق الفرنسي - الأمريكي الجديد “يدل على تأثير الإيحاءات غير الحقيقية والمعلومات الخاطئة، التي لا تخدم مصالح فرنسا”. واتهم قادة فرنسا الجدد بأنهم باتوا “مترجمين لإرادة البيت الأبيض”.

وطالب الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي فرانسوا هولاند بمناقشة برلمانية حول إيران غداة تصريحات كوشنير الداعية للاستعداد للأسوأ بما في ذلك الحرب، وشدد هولاند على طرح كل شيء على الطاولة، وعلى الحكومة ان تطلع البرلمان على الأمر.

بيد أن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أكد ضرورة بذل كل الجهود لتفادي احتمال اندلاع حرب مع إيران، وشدد على أن دور فرنسا هو قيادة الطريق نحو حل سلمي لوضع قد يصبح شديد الخطورة لبقية العالم، وأعرب عن تأييده لكوشنير لأن الوضع خطير وينبغي التعامل معه بجدية.

وصبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ماءً بارداً على تصريحات كوشنير، وقال المدير العام للوكالة محمد البرادعي انه لا يرى في الوقت الحاضر خطراً جلياً في شأن البرنامج النووي الإيراني، وشدد على رفض التفكير في اللجوء الى القوة إلا بعد استنفاد كل الخيارات الأخرى.

وحدث انشقاق في المواقف داخل الاتحاد الأوروبي، ففيما أعربت دول مثل هولندا عن تأييدها فرض عقوبات خارج إطار الأمم المتحدة، رفضت النمسا على لسان وزيرة خارجيتها اورسولا بلاسنيك تصريحات كوشنير أو “لهجة الحرب”، وشددت على أولوية الحلول التفاوضية. وأكد متحدث باسم الحكومة الألمانية ان من الخطأ الحديث عن الحرب، لكن يجب بذل كل المساعي لمنع وصول إيران الى امتلاك سلاح نووي.

ودعا وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما الى إمهال الدبلوماسية “الوقت الضروري”، تعليقاً على تصريحات نظيره الفرنسي برنار كوشنير.

وقال داليما في تصريحات أدلى بها على هامش اجتماع في تورينو ونقلتها وسائل إعلام إيطالية “أعتقد أن حروباً جديدة لن تحل المشكلة ولا يمكن إلا أن تولد مآسي جديدة ومخاطر جديدة”.

وقال داليما “قبل التحدث عن حروب جديدة، يجب إمهال المبادرات السياسية والدبلوماسية الوقت الضروري”.

وتابع: “ثمة عقوبات قررتها الأسرة الدولية وهناك في الوقت نفسه عرض قدم لإيران بالتفاوض من أجل التوصل الى حل سلمي لهذه الأزمة”.

من جانبها، رحبت الولايات المتحدة أمس بتصريحات كوشنير حول احتمال وقوع حرب ضد إيران، بيد أنها ذكرت أنها تفضل الخيار الدبلوماسي.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك ان “فرنسا تشاطرنا الأهداف نفسها، هذا النظام الإيراني لا يمكن أن يمتلك سلاحاً نووياً”. وأضاف ان تعليقات كوشنير “تؤكد جدية الموقف الفرنسي” قبل أن يشدد على موقف الولايات المتحدة المؤيد للخيار الدبلوماسي من دون استبعاد الخيار العسكري. وتابع ماكورماك: “لا نزال نعتقد أنه يمكننا بذل جهود أكثر على الصعيد الدبلوماسي”، مضيفا: “ان الإيرانيين يشعرون بأن الضغط يتصاعد بسبب هذه الجهود الدبلوماسية، لم يغيروا رأيهم بعد لكنهم يشعرون بتصاعد الضغط”.

وقال: “في ما يتعلق بأي نهج آخر، سأقدم نفس الرد المعتاد: ان رئيس الولايات المتحدة لا يسحب أي خيار عن الطاولة لكننا نركز على النهج الدبلوماسي في الوقت الراهن”.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...