إعادة بناء ملف الصراع السني-الشيعي في المنطقة

06-02-2010

إعادة بناء ملف الصراع السني-الشيعي في المنطقة

الجمل: رصدت التقارير الوقائع والأحداث التي تجري الآن في العراق وباكستان واليمن, والمتعلقة بالتفجيرات الدامية التي أودت بحياة العشرات في العراق وباكستان, إضافة إلى تزايد وتائر القتال في صعدة اليمنية.
ما هو الملف الخفي في مثلث العراق-اليمن-باكستان؟
تحليل الأحداث والوقائع الجارية, في أطراف مثلث العراق-اليمن-الباكستان, يشير إلى وجود ملف خفي يتمثل في الآتي:
• استهدفت تفجيرات العراق قتل أعداد كبيرة من الشيعة العراقيين, وغير العراقيين, خلال تأدية شعائرهم الدينية المتمثلة في ذكرى أربعينية عاشوراء.
• استهدفت تفجيرات باكستان قتل أكبر عدد مكن من الشيعة الباكستانيين, وغير الباكستانيين خلال تأدية شعائرهم الدينية المتمثلة في ذكرى أربعينية عاشوراء.
• استهدفت العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات السعودية والقوات اليمنية, الشيعة الزيدية المتمركزة في مناطق محافظة صعدة اليمنية.
إذا, القاسم المشترك الأعظم في هذه الاستهدافات الثلاثة هو السكان الشيعة, وبالمقابل, فإن القاسم المشترك الآخر يتمثل في حالة الغموض والإبهام المتعلقة بتحديد من هو الطرف الذي نفذ تفجيرات العراق وتفجيرات باكستان, ولماذا يصر محور صنعاء-الرياض على الاستمرار في شن الهجمات ضد المسلحين الحوثيين, برغم أنهم وافقوا على وقف إطلاق النار!!.
إعادة بناء ملف الصراع السني-الشيعي:
على خلفية التعامل مع الصراعات والنزاعات كظاهرة سلوكية-سياسية:
فقد برزت إلى حيز الوجود, محاولات بعض الخبراء لجهة القيام بما يمكن أن نطلق عليه تسمية "صناعة الصراعات", وفي هذا الخصوص, بدأت القوى الإقليمية والدولية, تسعى لجهة تخطيط وتنفيذ نماذج الصراعات والنزاعات, بشكل ينطبق وينسجم تماما معتوزيع السنة-الشيعة في العالم معطيات نظرية السيناريو بأبعادها وتطبيقاتها الدرامية.
قرأ الناس كثيرا عن وقائع وخلفيات الفتنة الكبرى التي حدثت في مطلع التاريخ الإسلامي, وتداعيات هذه الفتنة المأساوية على مستقبل التاريخ السياسي الإسلامي, وطوال مئات الأعوام التي أعقبت لحظة الفتنة الكبرى, لم نسمع عن أي استهداف سني ضد الشيعة, أو أي استهداف شيعي ضد السنة.
بعد قيام القوات الأميركية بإكمال عملية غزو واحتلال العراق, وتحديدا في الفترة بين 2005-2006م برزت إلى سطح الأحداث عمليات القتل المتبادلة في العراق, حيث يحدث انفجار غامض في مكان سني, تعقبه اغتيالات جماعية تبدو وكأنها عملية انتقام ضد المناطق الشيعية, ثم يحدث انفجار في منطقة شيعية, تعقبه اغتيالات جماعية تبدو وكأنها عملية انتقامية ضد المناطق السنية.
كشفت التقارير والتحليلات الغربية, أن الوقائع الدراماتيكية للتفجيرات والاغتيالات العراقية التي كان يتواتر حدوثها بين المناطق السنية والمناطق الشيعية كانت تتم وفقا لمخطط مرسوم ومعد سلفا, بواسطة خبراء مكتب ديك تشيني الذي كان يتولى منصب نائب الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش وأضافت المعلومات والتسريبات, أن الشركات الأميركية الامنية التي ظلت تعمل تحت غطاء العقودات الخاصة, كانت عناصرها هي المسئولة عن تنفيذ معظم التفجيرات والاغتيالات التي حدثت في العراق.
لم تقتصر خدمات الشركات الأمنية الأميركية على الساحة العراقية, وإنما امتد نشاط هذه الشركات إلى الساحة الباكستانية والأفغانية, وقد أكدت المعلومات والتسريبات بان شركة بلاك ووتر الأمنية الأميركية, هي التي نفذت سرا المزيد من التفجيرات والاغتيالات التي تمت في العراق, وأيضا نفس هذه الشركة, هي التي تتورط حاليا في إحداث التفجيرات والاغتيالات الجارية في العديد من المدن الباكستانية.
سيناريو الصراع السني-الشيعي: إلى أين؟
تشير معطيات خبرة تحليل النزاعات إلى وجود تلازم طردي بين متغير التصعيد, ومتغير الاستقطاب, بحيث يفضي كل واحد إلى الآخر, بما يعزز قوته وفعاليته وتأثيراته:
• تزايد التصعيد يؤدي إلى تزايد الاستقطاب.
• تزايد الاستقطاب يؤدي إلى تزايد التصعيد.
متابعة الإدراك السلوكي لما يحدث حاليا في المسرح العراقي والمسرح الباكستاني والمسرح اليمني, تشير إلى أن المطلوب حاليا هو دفع "الأيادي الخفية" و"شبه الخفية" إلى القيام بأكبر عملية استهداف دموي ممكنة ضد الشيعة العراقيين واليمنيين والباكستانيين, وذلك, بما يؤدي إلى رفع مستوى التعبئة السلبية الفاعلة في الأوساط الشيعية, ضد الأوساط الشيعية، وهو أمر يمكن استغلاله وتوظيفه لجهة القيام بعمليات الاستهداف الجديدة في المرحلة الثانية ضد الأوساط السنية, بشكل يمكن تنفيذه بشكل جيد الإحكام بحيث يبدو وكأنما هو عمل انتقامي شيعي, وعلى ما يبدو, فإن الساحة اللبنانية سوف تكون أحد الأماكن المرشحة لاحتمالات تنفيذ الفصول والحلقات الأكثر أهمية في سيناريو الصراع الشيعي-السني. وهو السيناريو الذي تم إعداده بواسطة محور واشنطن-تل أبيب, ويقوم بدور البطولة فيه بعض الأطراف العربية الحليفة لواشنطن, ونعتذر عن الإشارة إليها.. "لأن الفيلم ممنوع لمن هم أقل من 16 عاما".

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...