اعتصامات فلسطينية في البداوي وشاتيلا وصور وبعلبك

22-09-2007

اعتصامات فلسطينية في البداوي وشاتيلا وصور وبعلبك

تحولت الاعتصامات واللقاءات المتواصلة التي ينفــذها نازحو مخيم نهر البارد للمطالبة بتأمين المستلزمات الحياتية والاسراع في عودتهم الى ديارهم، إلى جزء من يوميات النزوح في مخــيم البـداوي، حيث لا يكاد يمر يوم فيه دون تنظيم اعتصــام او لــقاء، الامر الذي يطرح سلسلة تساؤلات حول جدية تعاطي الجهات المعنية مع هذه الملفات وإمكانية تنفيذ الوعود التي اخذتها على عاتقها، لجهة بناء مساكن مؤقتة في محيط المخيم وإعادة تأهيل المباني الصالحة في المخيم الجديد، خصوصاً مع ما يتردد عن عراقيل تواجه هاتين المسألتين بسبب اعتراض البعض في المنــية على بناء تلك المساكن في منطـقتهم وعدم صدور اي تقرير حول عدد المباني الصالحة للسكن في المخيم وموقف قيادة الجيش اللبناني من مسألة اعادة السكان الى تلك المناطق.
فقد طالب نازحو البارد في بيان وزع خلال الاعتصام الذي اقيم في باحة مدرسة الناصــرة في البداوي، «الحكومة اللبنـانية وقيادة الجيش بالتدقيق في المعلومات التي تتسرب عن تدمير للمباني بمعزل عن مـبررات هندسية وسلب وتخريب متعمد للمنازل»، داعين إلى تخفيف الاجراءات الامنية المتبعة وتسهيل عودة النازحين السريعة والآمنة إلى منازلهم في الأحياء الجديدة المحيطة بالمخيم.
وشارك في الاعتصام ممثلو الفصائل والقوى الفلسطينية والهيئات الاجتماعية والنقابية وحشد كبير من ابناء البارد، ورفع المعتصمون لافتات تطالب بالاسراع بعودتهم الى ديارهم وتأمين مساكن بديلة لحين تحقق ذلك، وتلك الرافضة لكل أشكال التوطين والتحريض على الشعب الفلسطيني.
وتلا أبو خالد غنــيم مذكرة موجهة إلى الحكومة اللبنانية ورئيسها فؤاد السنـيورة، طالب فيها «بتسهيل عودة النازحين السريعة والآمنة الى منازلهم بالأحياء الجديدة المحيطة بمخيم نهر البارد وخاصة ان التقارير تشير الى ان اكـثر من 65 في المئة من الأبنية صالحة للسكن، اتخاذ الاجراءات الكفيلة ببناء مساكن مؤقتة ولائقة على الاراضــي المجاورة للمخيم خاصة تلك التي وقعت الاونروا العـقود مع اصحابها، ومعالجة بعض الاعتراضات لدى رؤساء البلديات اللبنانية، الشروع الفوري في وضع آليات زمنية للبدء في إعادة اعمار المخيم، ونؤكد بأن عملية اعادة الاعمار يجب ان تحافظ على النسيج الاجتماعي لأبناء المخيم وعلى البنية الاقتصادية والتجارية وعلى الكيانية السـياسية ورمزية اللجوء.
وفي اعتصام في مخيم شاتيلا، حملت نازحة من مخيم نهر البارد المذياع وصرخـت بأعلى صوتها ومن حرقة قلب «بدنا نرجع على البارد اليوم قبل بــكرا، على التراب، على الردم وعلى الحجار راجعين».
الصرخة تلتها عدة صرخات في مخيم شاتيلا، حيث يتحسّر نازحو البارد من اجل لعودة الى ديارهم. يرفضون «الصوم» عن المطالبة بحقوقهم، كما يرفضون حبات الأرز وفتات الخبز والمعلبات. كل ما يطالبون به هو الاسهام في عودتهم الى المخيم.
ونفذت لجنة اهالي نازحي مخيم نهر البارد امس مسيرة في مخيم شاتيلا شارك فيها اهالي المخيم والنازحون. وخلال المسيرة تلا أمين سر اللجنة طارق السيد بيانا للتذكير «ان مخيم البارد ما زال يعيش بنكبته مع الحجر وما زال النازحون يترقبون مستقبلهم، ودخان المعركة ما زال يحجب الرؤية عن مستقبل العودة الموعودة».
وأشار البيان «أن خروجنا من المخيم حفاة عراة اسهاما منا فى اجتثاث ظاهرة مفاتيح الشر، كان له الدور الكبير في انتصار الجيش على هذه الظاهرة، ونعتبر انفسنا شركاء بهذا الانتصار. ويجب ان يكرم أهالي المخيم من جانب الحكومة اللبنانية، باتخاذ القرار السياسي الواضح بإعادة النازحين الى مخيمهم». وأضاف البيان ان« أي محاولة لتعطيل عودتنا او عدم الاسهام فيها هي محاولة لاستكمال ما كانت تسعى له عصابة فتح الاسلام في ضرب العلاقة الفلسطينية اللبنانية».
وتساءل البيان: «لماذا لم يسمح لنا بالدخول الى المخــيم لإخـراج ما يمكن إخـراجه من أوراق ثبــوتية وخاصة وما تبقى من مستلزمات»؟. وطالب البيان «الانروا» بوقف سياسة التخصيص والتمييز المتبعة بحق النازحين، داعيا إياها الى العمل على تأمين مستلزمات فصل الشتاء كافة وتأمين العلاج الكامل والدواء للنازحين.
وانضم نازحو مخيم نهر البارد في مخيمات منطقة صور الى المطالبين بتسريع العودة، وشارك العشرات من هؤلاء النازحين الذين تعدّوا الـ100 عائلة موزعة على مخيمات الرشيدية، البص والبرج الشمالي في الاعــتصام الذي دعت اليه فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» امام مكتب الانروا في الرشيدية، ورفع المشاركون اللافتات الداعية الى عودة النازحين وإعادة إعمار منازلهم التي تهدمت بفعل المعارك الاخيرة في البارد.
وألقى المسؤول الاعلامي لحركة «فتح» في الجنوب احسان الجمل كلمة اعتبر فيــها ان عدم العودة الى مخيم نهر البارد سيؤدي الى انفجار اجتماعي وسياسي، مؤكدا العمل الدؤوب على عودة كريمة للنازحين.
كما تحدث عضو قيادة منظمة التحرير ابو فضل مصطفى فقال: «اننا نعلن تضامننا الكامل مع اهلنا النازحين والعمل على تأمين عودتهم الى مخيم البارد في اسرع وقت ممكن»، مؤكدا بأن هذا المخيم «تخلص من خاطفيه الذين ارادوا ان يعيثوا فسادا والتخطيط لحرب مخيمات بيننا وبين اخواننا في الجيش اللبناني وسائر اللبنانيين».
كما نفذ اهالي مخيم الجليل في بعلبك بدعوة من اللجنة الشعبية اعتصاما تضامنيا مع اهالي البارد، وأكد امين سر اللجنة الشعــبية للمخيم عمر قاسم مواصلة التــحرك في المنـاطق كافة لتنفيذ وعود الدولة والاونروا بإعادة الإعمار وعودة النازحين.

عمر إبراهيم

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...