الاتجاهات الرئيسية في رصد العراق

04-01-2007

الاتجاهات الرئيسية في رصد العراق

الجمل:   نشر الباحث جيفري وايت الورقة السياسية رقم 1181 على موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والتي حملت عنوان (الاتجاهات الرئيسية في رصد العراق).
يقول جيفري وايت بأن الموقف في العراق لا يتمثل فقط في العنف، بل هو موقف أكثر التباساً وغموضاً وإرباكاً لكل من يرافقه. وكل شيء يحدث في العراق أصبح يسهم بقدر أو بآخر في مسيرة الاضطراب والوقوع في هاوية الفوضى.
يقول جيفري وايت: إن مقاربة المشهد العراقي تتضمن العناصر الآتية:
• الإرادة الأمريكية: كانت الإدارة الأمريكية موحدة في بادئ الأمر، ولكن حالياً أصبحت الإرادة الأمريكية أكثر تأثراً بالنقاش والحوار الدائر.. والذي كان في البداية يتعلق بكيفية تحقيق النصر في العراق، ثم تطور الى حوار يتعلق بكيفية الخروج من العراق، وتأسياً على ذلك يقول جيفري وايت: إن الموقف إزاء العراق أصبح يتميز بالانقسام والثنائية داخل امريكا، فالرأي العام الأمريكي يدعم التوجهات المتعلقة بالخروج من العراق، أما دوائر اتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية فتدعم توجهات كيفية تحقيق النصر النهائي في العراق.. ويخلص الكاتب إلى أن دوائر صنع القرار قد أصبحت تعاني من الإحباط وعدم الثقة بسبب ضغوط الرأي العام الهادفة إلى ضرورة الخروج من العراق.
• الثقافة السياسية العراقية: ويقول جيفري وايت إن الثقافة السياسية العراقية تمثل في حد ذاتها عاملاً هاماً في تحديد مصير الوجود الأمريكي في العراق، وذلك لأن الثقافة السياسية العراقية الداعمة لاعتبارات تأييد الوجود الأمريكي ودوره الفاعل في تطوير ودعم مستقبل العراق سوف تساعد الإدارة الأمريكية في تحقيق النصر النهائي. أما الثقافة السياسية العراقية الداعمة لاعتبارات المقاومة ضد الوجود الأمريكي في العراق، فإنها سوف تؤدي إلى دعم توجهات الرأي العام الأمريكي الداعمة للخروج من العراق، وبالتالي لن يكون أمام الإدارة الأمريكية سوى الخروج من العراق تحت ضربات المقاومة العراقية وضغوط الرأي العام الأمريكي.
• القدرات العسكرية الأمريكية: حالياً تقوم القوات الأمريكية بمهام اللاعبين الرئيسيين في كل شيء: مكافحة التمرد، تدريب وتسليح القوات العراقية، حماية الحدود العراقية، حماية الحكومة العراقية، دعم العملية السياسية العراقية.. وغير ذلك.
ومن ثم فإن دعم وتعزيز القدرات العسكرية الأمريكية هو المفتاح الرئيسي الذي يحقق للإدارة الأمريكية السيطرة الكاملة على العراق، ولكن إزاء ضغوط الرأي العام الأمريكي فإن استمرار دعم القوات الأمريكية سوف يكون أمراً غير ممكن في ظل النفقات الباهظة والتكاليف التي لن يكون بمقدور الاقتصاد الأمريكي تحمل المزيد منها.
• القدرات العراقية: ويرى جيفري وايت أن القدرات العراقية سوف تلعب دوراً هاما ًفي تعزيز وإسناد القدرات الأمريكية، وأهم المجالات المطلوبة فيها مساهمة العراقيين إدارة وتولي المناصب العليا، ومواجهة الرأي العام العراقي والعربي والدولي، وتقديم الخدمات للشعب العراقي، والإشراف على الأمن الوطني العراقي، وغير ذلك من الجوانب التي تخفف الضغط على قوات الاحتلال الأمريكي.
• التمرد وقدرات الميليشيات: في الجانب المقابل للقوات الأمريكية وقوات الحكومة العراقية نجد الجماعات المتمردة والميليشيات، وقد أصبحت هذه الأطراف أكثر تنظيماً وقدرة على تنفيذ العمليات العسكرية، كذلك أصبح جيش المهدي الأفضل تنظيماً والأكثر احترافية في العمل العسكري.
• اللاعبون الخارجيون: سوريا وإيران هما الطرفان الخارجيان الأكثر قدرة في التأثير على الوضع العراقي، وذلك لسببين رئيسيين هما:
- ارتباط سكان جنوب العراق بإيران.
- ارتباط سكان وسط وغرب العراق بسوريا.
وبناء على ذلك تستفيد الأطراف المسلحة والجماعات المتمردة العراقية في هاتين المنطقتين من مزايا التداخل السكاني، وحالياً تقديم إيران كل أنواع الدعم المادي والمعنوي للحركات والقوى السياسية والمسلحة في جنوب العراق، أما جماعات وميليشيات وسط وغرب العراق فتجد الملاذ الآمن في سوريا، وهناك اتهامات تقول: إن سوريا تدعم هذه الجماعات.
• القابلية للتكيف: على أساس اعتبارات التكيف مع بيئة الصراع العراقي يمكن قول الآتي:
- القوات الأمريكية في حالة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب عدم قدرتها على التكيف مع البيئة العراقية.
- الجماعات والفصائل والميليشيات العراقية السنية والشيعية، أثبتت قدرتها وجدارتها في التكيف مع بيئة الصراع العراقي المتغيرة والمتجددة يوماً بعد يوم.
• نظام العنف: أصبح للعنف طابعاً نظامياً يعمل ضمنه، وحالياً تعتبر منطقة بغداد الواقعة في وسط العراق، بمثابة بؤرة انطلاق دوامة العنف، إضافة إلى بعض المناطق الجنوبية وبالذات القريبة من بغداد، وحالياً أصبح التحدي أكبر من المفهوم الذي يتضمنه مصطلح (دورة العنف) الذي يكثر الصحفيون والمحللون من استخدامه. وقد أصبح نظام عمل دولاب العنف العراقي أكثر تعقيداً، فأصبحت الأطراف الفاعلة تتقاطع ضمن عملية العنف، وأصبح هناك تنافساً محتدماً بينها، وحتى الحكومة العراقية أصبحت مخترقة بواسطة جماعات العنف.. أحياناً تستخدم أجهزة الدولة وتوظفها ضد الأطراف الأخرى، وأحياناً تعمل من داخل الأجهزة الحكومية لإضعاف الحكومة العراقية نفسها.
وأخيراً يقول جيفري وايت: إنه لم يعد باستطاعة أحد تحديد صيغة مناسبة أو وضع (جدول لوغاريتمات) يؤدي إلى حل مسألة الأزمة العراقية، كذلك يرى جيفري وايت أن قدرة الولايات المتحدة في حل هذه الأزمة أصبحت محدودة، وبمرور الزمن يتوقع جيفري وايت أن يفلت زمام السيطرة تماماً من يد الإدارة الأمريكية، خاصة وأن المؤشر يقول ان دوامة العنف تكبر وتزداد وتتضخم، ولا توجد أي مؤشرات تنذر باحتمالات حدوث أي تراجع في مستويات العنف العراقي المحتدم حالياً، ويختتم جيفري وايت تحليله مطالباً الإدارة الأمريكية بإجراء المزيد من التشخيصات والدراسات المتأنية التي تحقق المزيد من الفهم العميق للأزمة العراقية الراهنة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...