الحكومة تؤكّد و«العراقية» تنفي وجود اتفاق على تقاسم السلطة

08-11-2010

الحكومة تؤكّد و«العراقية» تنفي وجود اتفاق على تقاسم السلطة

عشية اجتماع متوقع للكتل السياسية العراقية في اربيل اليوم بدعوة من «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني للبحث عن مخارج من الازمة الحكومية، لا يزال المشهد السياسي مبهما، حيث تضاربت التصريحات حول موافقة «القائمة العراقية» برئاسة اياد علاوي على بقاء رئيس الحكومة نوري المالكي رئيسا للحكومة لولاية ثانية، في مقابل حصولها على رئاسة البرلمان أو الجمهورية بالإضافة إلى رئاسة «المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية». البرزاني خلال استقباله داود أوغلو في أربيل أمس
وعبرت تركيا عن دعمها للقاء اليوم بايفاد وزير خارجيتها احمد داود اوغلو، الى اربيل، حيث التقى البرزاني واعرب عن أمله في رؤية حكومة جديدة قريبا، قبل ان ينتقل الى بغداد للقاء المالكي وعلاوي وقيادات عراقية اخرى.
وقال اوغلو، بعد لقائه البرزاني و«رئيس حكومة» الإقليم برهم صالح، إن زيارته إلى العراق «تأتي لمناقشة وتقديم استشارة لاربيل وبغداد في مسألة تشكيل الحكومة». وأضاف «نتمنى أن تشكل حكومة عراقية قريبا لأنها ضرورية، ونحن دورنا استشاري وتقديم المساعدة في تشكيلها». وتابع «لدينا اهتمام بمبادرة البرزاني، سنناقش ونعطي الاستشارة في مسالة الحكومة من خلال هذه المبادرة».
وقال داود اوغلو، بعد اجتماع مع المالكي في بغداد، إن «استقرار العراق أمر يهم تركيا، والحكومة يشكلها العراقيون من دون تدخل من أي كان». كما التقى داود اوغلو زعيم «العراقية» إياد علاوي ونائب رئيس الحكومة رافع العيساوي وزعيم «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» عمار الحكيم، وممثل الأمم المتحدة لدى العراق اد ميلكرت وسافر في وقت لاحق إلى دولة الإمارات.
وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إنه تم التوصل إلى اتفاق بين قادة الكتل السياسية أمس الأول، مشيرا إلى أن «الاتفاق ينص على تجديد ولاية رئيس الجمهورية جلال الطالباني فيما يحتفظ المالكي بموقعه لولاية ثانية». وأشار إلى أن «الاتفاق ينص على منح منصب رئيس مجلس النواب للعراقية (بزعامة علاوي) وعليها تقديم مرشح لشغل المنصب».
وأضاف الدباغ إن «الاتفاق جرى بين التحالف الوطني والتحالف الكردستاني، والقائمة العراقية لم تعط حتى الآن موافقتها (النهائية) حول من سيتسلم منصب رئاسة الجمهورية أو رئاسة مجلس النواب حتى الآن». وأكد انه «لا تزال هناك مشاكل بحاجة إلى حل»، لكنه شدد على أن «البرلمان سيعقد جلسته الخميس المقبل لاختيار رئيسه».
بدوره، أكد النائب عن «العراقية» جمال البطيخ حصول قائمة علاوي على تطمينات بالمشاركة في القرار السياسي لقاء الموافقة على إبقاء المالكي لولاية ثانية. وقال إن «العراقية تلقت تطمينات في صنع القرار السياسي بنسبة 50 في المئة»، مشيرا إلى أن «مشاركتها في الحكومة مرهونة بالاتفاق الذي سيتم غدا (اليوم) في اربيل».
وأعلن البطيخ أن «زعيم العراقية سيشارك في هذا الاجتماع»، لكنه أكد انه لم يتقرر حتى الآن ما إذا كانت «العراقية» ستحصل على رئاسة الجمهورية أو البرلمان. وستحصل «العراقية» على منصب رئاسة «المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية» إلى جانب منصب رئاسة البرلمان أو الجمهورية في حال تقررت.
لكن المتحدثة باسم «العراقية» ميسون الدملوجي سارعت إلى نفي موافقة أعضاء من «العراقية» على تسلم بعض المناصب في الحكومة المقبلة. وقالت، لقناة «العربية» إن «العراقية تبحث عن شراكة حقيقية في عملية صنع القرار وليس عن مناصب، وكذلك توسيع للصلاحيات وألا تكون هذه الصلاحيات بيد شخص واحد لأن هذا يؤسس لمخاطر مستقبلية».
كما أكد النائب عن «العراقية» محمد سلمان الطايع أنه «لا توجد أي اتفاقيات، سواء كانت جزئية أو كلية بين العراقية والائتلاف الوطني لتقاسم السلطة»، معتبرا أن «الغرض من هذه الأنباء هو إحراج العراقية وإظهارها أمام الرأي العام وكأن الاتفاق تم بين كل الكتل السياسية وان القائمة هي التي تحاول عرقلة عملية تشكيل الحكومة».
وكان الطالبانى التقى وفدا من «المجلس الأعلى الإسلامي» برئاسة نائب الرئيس عادل عبد المهدي والشيخ همام حمودي، وذلك بعد يوم من اجتماعه مع المالكي وزعيم «تيار الإصلاح الوطني» إبراهيم الجعفري.
وقتل أربعة من عناصر الجيش وميليشيات «الصحوة»، وأصيب خمسة أشخاص، بانفجارات وهجوم في سامراء والموصل. وكان أصيب 34 شخصا أمس الأول بثلاثة تفجيرات متزامنة بسيارات، استهدفت منازل مسؤولين في «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يتزعمه الطالباني في كركوك، التي يطالب الأكراد بضمها إلى إقليمهم. واعتبر مسؤول التأثيرات الاستراتيجية في قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال جيفري بوكانان، أمس الأول، أن القدرات العملانية لتنظيم القاعدة لجهة جلب مسلحين أجانب إلى العراق تشهد تراجعا كبيرا، لكن خطره يبقى ماثلا حاليا ومستقبلا.
إلى ذلك، شارك مسيحيون في أول قداس في كنيسة سيدة النجاة في الكرادة في بغداد، وذلك بعد أسبوع من الهجوم الدموي عليها، وأدى إلى مقتل حوالى 50 شخصا. وأقيم القداس في ما لا تزال الدماء وحفر الرصاص تغطي جدران الكنيسة. وبدأ الكاهن مخلص القداس بالإعلان انه سيتم الصلاة على أرواح الضحايا والمهاجمين أيضا «لان يسوع يقول لنا: أحبوا الأعداء». ودعا أسقف السريان الأرثوذكس في لندن اثناسيوس داود مسيحيي العراق إلى ترك بلادهم.

المصدر: السفير + وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...