الرد الإسرائيلي الانتقامي المتوقع بعد صدور قرار الأمم المتحدة بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية

28-09-2011

الرد الإسرائيلي الانتقامي المتوقع بعد صدور قرار الأمم المتحدة بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية

Image
1111111111111111111

الجمل: تزايد حنق وغضب الإسرائيليين من جراء قيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية للأمم المتحدة، وبرغم أن واشنطن قد أكدت عزمها القاطع لجهة استخدام الفيتو الأمريكي لمنع صدور القرار، فإن العديد من الإسرائيليين ما زالوا أكثر اهتماماً بضرورة أن تسعى إسرائيل إلى معاقبة الفلسطينيين على هذه الخطوة: ما هو الرد الانتقامي الإسرائيلي المتوقع، وما هي تأثيراته على مستقبل الصراع في المنطقة وعلى جهود الأطراف الثالثة المنخرطة في عملية سلام الشرق الأوسط؟

* الرد الإسرائيلي على التحرك الفلسطيني

تحدثت التقارير والمعلومات قائلة بأن خطوة توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة قد أقلقت مضاجع الإسرائيليين وأربكت حسابات معادلة محور واشنطن ـ تل أبيب إزاء عملية سلام الشرق الأوسط، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات والمعلومات بأن الإسرائيليين ينهمكون حالياً في إجراءات معاقبة الفلسطينيين، على النحو الآتي:
•    المضي قدماً في محور توسيع الأنشطة الاستيطانية عن طريق بناء المزيد من المستوطنات إضافة إلى توسيع طاقة المستوطنات الموجودة حالياً في الأراضي الفلسطينية.
•    المضي قدماً في عملية تهويد القدس، وتقول التقارير بأن السلطات الإسرائيلية قد أصدرت مؤخراً قراراً جديداً يقضي ببناء أكثر من ألف منزل استيطاني جديد في المدينة، وتحديداً في "القدس الشرقية".
هذا، وأضافت التسريبات الواردة اليوم بأن القرار الأكثر خطورة لم يتم اتخاذه حتى الآن ولكنه قيد البحث والدراسة، وقد بدأت التحركات الأولية الدافعة باتجاه اتخاذه، ويتمثل في قيام إسرائيل بالإعلان رسمياً عن ضم الضفة الغربية لإسرائيل، وفي هذا الخصوص يمكن الإشارة إلى النقا الآتية:
•    تجري عملية بناء تحالف داخل الكنيست الإسرائيلي لجهة تكوين قوام لمجموعة  ضغط برلمانية إسرائيلية تضم "مجموعة أرض إسرائيل" وزعماء أربعة فصائل سياسية.
•    زعماء الأربعة فصائل السياسية، هم: الزعيم الليكودي زئيف إلكين، عاري إيلداد زعيم الاتحاد الوطني ـ إضافة إلى زعيم حزب شاس، وزعيم حركة حركة البيت اليهودي.
هذا، وقد أكدت المعلومات بأن مجموعة الضغط هذه قد قدمت طلباً مكتوباً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تطالبه فيه بالعمل على ضم الضفة الغربية لإسرائيل بشكل متدرج، وذلك على النحو الآتي:
•    أن تتم عملية ضم أراضي المستوطنات القائمة في الضفة الغربية رسمياً لأراضي الدولة الإسرائيلية.
•    أن تتم عملية تنشيط كبيرة لجهة بناء المزيد من المستوطنات في أراضي الضف الغربية القريبة مع التأكيد على أنها سوف تكون جزءاً من أراضي الدولة الإسرائيلية.
•    فرض المزيد من السيطرة على الوجود الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية.
•    أن تبدأ عملية تقليص الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية في المنطقة (ج) التي تشكل الثلث الشمالي لأراضي الضفة، وذلك عن طريق إصدار القوانين والتشريعات ووضع الترتيبات الإجرائية الميدانية التي تحرم على الفلسطينيين القيام بأي عمليات بناء جديدة في المنطقة.
هذا، وتقول التسريبات بأن عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود داني دانون، قد أعد عريضة تطالب الكنيست بإصدار قرار ضم الضفة الغربية لإسرائيل، وأكدت التسريبات بأن هذه العريضة تجد حالياً مساندة 15 نائباً ليكودياً في الكنيست الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يتم تقديمها في الشهر القادم.

* توسيع نطاق المواجهات الفلسطينية ـ الإسرائيلية: إلى أين؟

تشير المعطيات الجارية إلى أن المفهوم التقليدي القائل بأن الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ومكوناته الفرعية مثل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، والصراع السوري ـ الإسرائيلي، وغيرها تمثل جميعها شأناً خاصاً شرق أوسطياً. هو مفهوم تعرض للمزيد من عمليات التآكل والانجراف، وحالياً تزايدت فعاليات هذا الصراع، ضمن الآتي:
•    الفعاليات الإعلامية الإقليمية والدولية.
•    المنظمات الإقليمية والدولية غير الحكومية.
•    منظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية.
•    شرائح الرأي العام المحلية والإقليمية والدولية.
وتأسيساً على ذلك، فقد كشفت حرب صيف عام 2006م بجنوب لبنان، وعملية الرصاص المسكوب ضد قطاع غزة، عن تزايد تأثير الفعاليات الإقليمية والدولية على الصراع، وفي هذا الصدد فقد أدرك الإسرائيليون والأمريكيون جيداً أن السعي باتجاه تدويل الصراع العربي ـ الإسرائيلي ومكوناته الفرعية، سوف يضعف قدرات محور واشنطن ـ تل أبيب.
وحالياً تقول المعلومات والتقارير بأن الدبلوماسية الإسرائيلية والدبلوماسية الأمريكية قد تلقت هزيمة نكراء بسبب العزلة التي سوف تواجهانها داخل المجتمع الدولي عندما يتم طرح قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية للتصويت، على النحو الذي تجد فيه واشنطن نفسها معزولة ضد بقية العالم، وهو المشهد الذي سعى الإسرائيليون والأمريكيون لجهة تفاديه عن طريق إطلاق فعاليات دبلوماسية وقائية أمريكية ـ إسرائيلية سعت إلى تحريض بلدان العالم من أجل الامتناع عن التصويت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وكانت إجابة جميع هذه البلدان بالرفض. وفي هذا الخصوص تحدث خبراء المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي واصفين هذا الرفض بأنه يمثل نذير شؤم لمستقبل الدبلوماسية الأمريكية ـ الإسرائيلية وذلك لأن بلداناً حليفة لأمريكا وإسرائيل مثل نيجيريا وكوستاريكا، وغيرها سوف تصوت إلى جانب الفلسطينيين في الأمم المتحدة.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...