المالكي: لا رغبة بإبقاء أي قاعدة أمريكية

01-09-2011

المالكي: لا رغبة بإبقاء أي قاعدة أمريكية

قبل أربعة أشهر على نهاية المهلة المحددة لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، تواصلت المواقف الرسمية والشعبية الداعية لإخراج قوات الاحتلال واستعادة السيادة، في وقت لا يزال قرار واشنطن إغلاق الأجواء العراقية أول أمس يثير الاستغراب في الداخل العراقي. وقال نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي إن القوات الأمريكية ستنسحب من العراق وفق البرنامج المقرر نهاية العام الحالي، نافياً رغبة بلاده الإبقاء على أي قاعدة أمريكية بعد الانسحاب، فيما أكد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي على ضرورة انسحاب هذه القوات وفق مواعيدها، داعياً جميع الأطراف في البلاد للعمل من أجل إخراج العراق من طائلة البند السابع لميثاق مجلس الأمن، وقال: على الحكومة الحرص على التنفيذ الكامل لاتفاقية سحب القوات الأمريكية، واستعادة سيادة العراق كاملة إلى جانب تحديد المصالح المشتركة بين العراق ودول العالم، وعلى أساس السيادة العراقية الكاملة وغير المنقوصة، مندداً بالهجمات الإرهابية التي يشهدها العراق، ومنوهاً بأهمية الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب وبدور الجيش والقوات الأمنية في مكافحة فلول تنظيم القاعدة وإلقاء القبض على العديد من عناصره.
إلى ذلك لا يزال قرار واشنطن إغلاق الأجواء العراقية أول أمس وللمرة الثانية خلال أقل من سنة ونصف يثير الاستغراب، ومع أن الحكومة العراقية أعادت فتح الأجواء بعد إغلاقها أكثر من ساعة، إلا أن القوات الأمريكية عادت بعدها بقليل لتغلق الأجواء مجدداً، ومن ثم لتعيد فتحها بعد ساعتين إثر تدخل مباشر من الحكومة.
وكانت القوات الأمريكية أغلقت الأجواء العراقية في نيسان العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى تعطيل حركة الطيران في المطارات العراقية ليوم واحد، وكشفت مصادر في وزارة النقل يومها أن المطارات أغلقت بسبب عطل في نظام الرادار الذي ينظم حركة الملاحة الجوية.
ولم تتضح الأسباب الحقيقية للإغلاق إلا بعد أسبوعين من الحادث، عندما أعلن وزير الأمن الوطني آنذاك شيروان الوائلي أن المطارات أغلقت بسبب ورود معلومات أمنية عن نية عناصر تنظيم القاعدة الاستيلاء على طائرات مدنية والسقوط بها على المراقد الدينية في النجف وكربلاء.
وعلى ما يبدو فإن الأسباب التي أدت لإغلاق الأجواء في العام 2010 هي نفسها التي أدت إلى إغلاقها الثلاثاء، فسلطة الطيران المدني العراقية قالت إن ذلك جاء بعدما أشعرتها القوات الأمريكية بوجود خطر محتمل من دون إيضاح طبيعته، وقال ناصر العامري مدير سلطة الطيران المدني: إن أجهزة المطارات كافة تعاملت مع التحذيرات بجدية، وجرى فرض إجراءات أمنية مشددة في جميع المطارات.
وبحسب بعض المراقبين فإن ما حدث، وتدخل القوات الأميركية للتحذير من خطر جوي دليل واضح على ممارسة واشنطن أنواع من الضغط المستند لاعتبارات تقنية لتمديد تواجدها بالعراق، والترويج لافتقار العراق لأنظمة الدفاع الجوي تمكنه من رصد الخطر والتعامل معه.
وقد كشف المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق جيفري بوكانين أمس أن العام المقبل سيشهد تجهيز الجيش العراقي بمنظومة دفاع جوي متكاملة، بعدما لمس اهتماماً من الحكومة بالرادارات ومراكز السيطرة والتحكم والطائرات النفاثة ومنظومات أرضية لإطلاق الصواريخ، الأمر الذي يجعل العراق يجد نفسه مجبراً على التعامل معه وإبقاء القوات الأمريكية إلى ما بعد نهاية العام 2011 على الأقل لحماية أجوائه في ظل شبه انعدام القدرة الجوية العراقية، ومع وجود تهديدات من قبل تنظيم القاعدة للقيام بأعمال إرهابية خلال الفترة المقبلة قد تكون الطائرات المدنية وسيلة لتنفيذها كما أظهر التاريخ الحديث لعمليات التنظيم.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...