المعارضة اليمنية ترفض الوساطة الخليجية وصنعاء تتهم قطر بتغذية الانشقاقات في الجيش

16-06-2011

المعارضة اليمنية ترفض الوساطة الخليجية وصنعاء تتهم قطر بتغذية الانشقاقات في الجيش

رفضت المعارضة اليمنية استئناف الوساطة الخليجية أمس، غداة اعلان مجلس التعاون الخليجي استعداده لإنعاش مبادرته لحل الازمة في اليمن، فيما اتهمت السلطة اليمنية قطر التي انسحبت من المبادرة الخليجية، بأنها تقدم اموالا للانشقاق داخل الجيش. ويأتي التصعيد السياسي ضد قطر في وقت لا يزال الوضع الامني في محافظات الجنوب متدهورا في ظل هجمات يشنها مسلحون «إسلاميون» قتلوا عددا من الشرطيين في لحج، فيما نقلت وسائل الإعلام الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تقوم بتشييد قاعدة جوية عسكرية سرية في الشرق الأوسط، من أجل استخدامها لشن غارات جوية على مواقع «الإسلاميين» في اليمن بواسطة طائرات من دون طيار.
ووصف القيادي في «اللقاء المشترك» سلطان العتواني، أي محاولة جديدة للوساطة الخليجية بأنها «ميتة من البداية». وقال انه كان من الأفضل لمجلس التعاون الخليجي أن يكون أكثر شجاعة ويحدد من الذي رفض مبادرته وأوصل اليمن الى الوضع الذي عليه الآن.
وكان الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني قال بعد اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في جدة مساء أول من أمس، إن «البلدان الخمسة مستعدة للاستمرار (في مساعي الوساطة) إذا طلبت منها ذلك كل الفئات اليمنية»، في إشارة إلى انسحاب قطر من المبادرة.
وقال نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي للصحافيين في صنعاء «ندعو دولة قطر الى ان ترفع يدها عن الدعم المالي والمادي للانشقاق داخل الجيش وتعمل على أمن واستقرار البلد لان ما تفعله حاليا ليس في صالحها ولا في صالح دول المنطقة». وأضاف ان «السلطات كشفت تحويلات مالية تتم عن طريق دولة قطر والوسيط في ذلك سفيرنا السابق عبد الولي الشميري».
وكان الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتلقى علاجا في السعودية اثر اصابته بانفجار في قصره الرئاسي في صنعاء اتهم في نيسان الماضي قطر بأنها «تتآمر» على بلاده.
من جهة اخرى، قال الجندي ان صحة «الرئيس في تحسن مستمر وسيعود الى البلد خلال الايام المقبلة». وردا على سؤال بشأن مطلب الشباب بتشكيل مجلس انتقالي لنقل السلطة في غياب صالح، رأى الجندي ان «احزاب المعارضة والمحتجين يطالبون نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل مجلس انتقالي بينما يشغل منصب نائب حزب المؤتمر الشعبي ومصلحته من مصلحة رئيس الجمهورية، والذي يحكم البلد الآن هو الحزب». وتابع «انهم يحاولون استعطاف هادي لتشكيل مجلس انتقالي وهو ما لا يقبله بصفته نائبا للحزب الحاكم». وقال الجندي «نحن لا نستطيع اقناع صالح بالتنحي وإذا قبل بعد سنة فهذا خير كثير».
في هذه الاثناء، تلقى الرئيس اليمني الذي يعالج في السعودية حاليا اتصالا هاتفيا من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في السعودية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، اطمأن فيه على صحته وهنأه على سلامته من «الحادث الإرهابي الذي استهدفه وعددا من قادة الدولة» يوم الجمعة قبل الماضية أثناء أدائهم الصلاة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وأكد مصدر سعودى مطلع أن صحة الرئيس اليمني في تحسن مستمر، مشيرا إلى انه من المتوقع ان يتحدث لوسائل الإعلام قريبا ومن بينها قناة «العربية».
في المقابل، دعا زعيم قبيلة «حاشد» الشيخ صادق الأحمر المجتمع الدولي إلى مساندة اليمنيين في الانتقال السلمي للسلطة والضغط باتجاه عدم عودة صالح الى البلاد. ونقل موقع «الصحوة نت» اليمني عنه قوله انه «إذا كان العالم يريد لليمن الدمار فإنهم سيعيدون صالح إلى البلاد». وجددّ الشيخ صادق تأكيده الاستعداد للرحيل إذا طلب منه ذلك وإذا كان في خروجه حقنا لدماء اليمنيين، وإذا كان صالح جادا في الرحيل.
على صعيد آخر، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن تشييد قاعدة جوية عسكرية سرية في الشرق الأوسط يعد إشارة الى نية إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما توسيع العمليات الأميركية في اليمن لمحاربة تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». وتدير العمليات الأميركية في اليمن حاليا القيادة المشتركة للعمليات الخاصة في الجيش الأميركي بالتعاون مع الـ»سي آي إيه» بموافقة من الحكومة اليمنية. وأضافت الصحيفة ان إدارة اوباما قلقة جدا من الوضع السياسي في اليمن، حيث غدت حكومة صالح على وشك الانهيار، فيما ليست متأكدة مما إذا كانت السلطة المستقبلية في البلاد ستوافق على عملياتها العسكرية في أراضيها.
كذلك، سيسمح نقل قيادة العمليات العسكرية في اليمن الى أيدي الـ»سي آي إيه»، بتحويلها الى عمليات سرية يتم تنفيذها من دون ترخيص من حكومة البلاد. ولم يحدد المسؤول الأميركي موقع القاعدة التي يتم تشييدها، لكن تقارير اعلامية تحدثت عن احتمال إنشائها في «منطقة الخليج» وسط توقع بإتمام أعمال البناء خلال مدة تتراوح بين 8 اشهر وعامين. وتعني اقامة مثل هذه «القاعدة» التزاما اميركيا طويل الامد في الحرب ضد التنظيم، كما هو الامر في باكستان، حيث يتم استهداف المقاتلين بطائرات حربية بدون طيار من نوع «بريداتور» و»ريبيرز».
وخرج الآلاف من اليمنيين في مسيرات حاشدة بعدد من المدن اليمنية رفضا لمحاولة إحياء المبادرة الخليجية ودعما لتشكيل مجلس انتقالي. وردد المتظاهرون في تعز والبيضاء والضالع وسيئون هتافات «لن نتراجع أو نخاف.. حتى تحقيق الأهداف، لا عداوة لا انتقام .. ثورتنا ثورة سلام».
وقال سكان في محافظة لحج، جنوب اليمن، إن مسلحين اقتحموا مباني حكومية في المحافظة وقتلوا ثلاثة حراس وأصابوا أربعة قبل صدهم. وأضافوا أن المهاجمين اقتحموا مكاتب البنك المركزي ومبنى قضائيا في الحوطة، احدى مدن المحافظة، التي شهدت صراعا متزايدا بين قوات الحكومة وإسلاميين وحركة انفصالية.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...