بوش يشعر بـ "الرهبة" في حضرة البابا ومظاهرات تحتج على زيارته لايطاليا

10-06-2007

بوش يشعر بـ "الرهبة" في حضرة البابا ومظاهرات تحتج على زيارته لايطاليا

قال الرئيس الامريكي جورج بوش يوم السبت انه شعر "برهبة" أثناء وجوده مع البابا بنديكت الذي حث الرئيس الامريكي على السعي لايجاد حل "اقليمي ومن خلال التفاوض" للصراعات في الشرق الاوسط مثل العراق.وقال بوش عن أول محادثات مع بنديكت منذ توليه منصب البابا في عام 2005 "كنت أتحدث الى رجل ذكي ومُحب."وقال بوش في مؤتمر صحفي في روما "بعد مرور ستة أعوام ونصف العام على تولي منصب الرئيس.. زرت بعض الاماكن غير العادية والتقيت مع بعض الأشخاص المثيرين للاهتمام وشعرت برهبة.. كانت تجربة مثيرة للمشاعر بالنسبة لي."
واستمع بوش الى بواعث قلق البابا تجاه الشرق الاوسط ومحنة المسيحيين في العراق وأبلغه عن جهوده لمكافحة الايدز والملاريا في افريقيا والجوع والفقر.
وكان بوش يخاطب رئيس الكنيسة الكاثوليكية البالغ من العمر 80 عاما بكلمة "سيدي". وأبلغ بوش البابا أمام الصحفيين عما وصفه "المبادرة القوية جدا لمكافحة الايدز" خلال قمة مجموعة الثماني التي أُقيمت الاسبوع الماضي في المانيا وتعهد خلالها الزعماء بتقديم 60 مليار دولار لمكافحة الامراض التي تدمر افريقيا رغم ان الكثير من هذا المبلغ يكمل تعهدات قائمة.
وقال بوش أثناء جلوسه أمام مقعد بنديكت الخاص في الفاتيكان "من الجيد ان أكون معك ياسيدي."
وتتطابق مواقف البابا وبوش بشأن قضايا أخلاقية مثل الاجهاض والقتل بدافع الرحمة ولكنهما مختلفان بشأن الحرب في العراق التي حاول بقوة البابا يوحنا بولس سلف بنديكت منعها.وعندما أشار البابا الى مجيء بوش من قمة الثماني قال الرئيس الامريكي "نعم..بلدكم القديم.. وكانت ناجحة .. كان هناك الكثير من الاختلاف في الرأي لكنها كانت جيدة."
وعندما سُئل عما اذا كان حواره مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيدا ابتسم بوش أثناء إخراج الصحفيين من القاعة قائلا "سأخبركم خلال دقيقة."
وجرت مراقبة اللقاء بين بوش وبوتين عن كثب بسبب حجم الخلافات الكبيرة بين روسيا والغرب. وكان بوش وزوجته لورا التي ارتدت غطاء اسود اتخذا طريقا غير مباشر الى الفاتيكان مما أصاب الالاف ممن كانوا ينتظرون رؤيتهما بخيبة أمل.
ولم يتضح ان كان هذا بسبب دواع أمنية رغم نشر عشرة الاف من أفراد الشرطة في وسط روما كاجراء احتياطي.
وأعلن بيان عن الفاتيكان أن اللقاء بين الرئيس الأميركي والبابا استمر نصف ساعة، وأن بوش التقى سكرتير دولة الفاتيكان الكاردينال ترتشيتسيو برتوني، وأوضح أن اللقاءين تمحورا حول "المسألة الإسرائيلية الفلسطينية ولبنان والوضع المقلق في العراق والظروف الصعبة التي تعيشها فيه الطوائف المسيحية".
وأعرب البابا بنديكت السادس عشر لدى استقباله الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم في مقره بالفاتيكان عن أمله بأن يتم التوصل إلى حل إقليمي وتفاوضي للنزاعات  في الشرق الأوسط، في حين تصاعدت احتجاجات إيطالية ضد زيارة بوش، وذكر البيان أن البابا بحث مع بوش الأوضاع في أفريقيا ولا سيما في دارفور وفي أميركا اللاتينية، فضلا عن الجهود في محاربة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
 وأوضح الفاتيكان أنه تم التطرق إلى المسائل الأخلاقية والدينية الراهنة ومن بينها  تلك المتعلقة بالحقوق الإنسانية وبالحرية الدينية والدفاع عن الحياة ونشرها، والزواج والأسرة والتعليم والتنمية المستدامة.وبدأ بوش زيارته لإيطاليا الليلة الماضية بلقاء الرئيس الإيطالي جيورجيو نابوليتانو، وينتظر أن يلتقي أيضا رئيس الوزراء رومانو برودي.وأعرب بوش خلال محادثات مع نابوليتانو عن تأييده لاستقلال كوسوفو بإشراف الأمم المتحدة،  حسب متحدث باسم البيت الأبيض.
 وصرحت المتحدثة دانا بيرينو للصحفيين أن الرئيسين "تحدثا عن كوسوفو وعن أهمية  الاستمرار في دفع المحادثات مع مجلس الأمن الدولي باتجاه تطبيق خطة (مبعوث الأمم  المتحدة الخاص مارتي) أهتيساري الخاصة باستقلال كوسوفو".
الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي حاليا لإيطاليا دفعت بالناشطين ضد العولمة وغزو العراق وأنصار البيئة إلى الشوارع فضلا عن منظمات حقوقية، ويقول هؤلاء إن بوش شخصا غير مرغوب فيه بإيطاليا. وفي الوقت الذي يبحث فيه بوش مع المسؤولين الإيطاليين العلاقات بين البلدين تمتلئ منطقة كولوسيوم بأكثر من عشرة آلاف متظاهر للاحتجاج على زيارته ولا سيما على  سياسته في العراق.
 ويشارك في التظاهرات أعضاء بالبرلمان الإيطالي مع جماعات إضافة إلى الشيوعيين الأعضاء في الائتلاف الحكومي الذي يرأسه رومانو برودي. ونصحت السفارة الأميركية رعاياها بتجنب هذه الاحتجاجات، محذرة من أن أعمال عنف قد تندلع.
 واستقل يساريون ومؤيدون للسلام يعارضون الحرب في العراق وتوسيع قاعدة عسكرية أمريكية في شمال ايطاليا قطارات الى روما لتنظيم احتجاجات جماعية على غرار تلك التي شهدتها قمة مجموعة الثماني. وانضم كثيرون ممن انتخبوا ائتلاف يسار الوسط بزعامة رئيس الوزراء رومانو برودي والذي ينتقد سياسة واشنطن الخارجية الى المظاهرة وعلق أربعة نواب شيوعيين من تحالف بوردي لافتة أمام البرلمان تقول " لا لبوش ولا للحرب". وينتقد ائتلاف برودي السياسة الخارجية للولايات المتحدة.وقال ايليو ليبولي لدى وصوله الى روما مع نحو 70 متظاهرا قادما من ميلانو "بوش أكبر إرهابي دولي. انه لمن المخزي ان الحكومة الايطالية التي انتخبتها أصوات محبة للسلام تدعوه الى هذا البلد."وبدأت المظاهرة بشكل سلمي لكن الغاء بوش زيارته لمنطقة تراستيفير ذات المناظر الخلابة في روما سلط الضوء على مخاوف من ان تتحول المظاهرة الى اعمال عنف. وكان من المقرر ان يجتمع بوش هناك مع زعماء مجموعة سانت ايجيدو الكاثوليكية.
وكانت زيارة بوش لمنطقة تراستيفير وهي عبارة عن متاهة من الازقة الضيقة ستسبب حرجا للموكب الرئاسي. وبدلا من ذلك التقى زعماء مجموعة سانت ايجيدو التي رشحت لنيل جائز نوبل للسلام عن عملها في التوسط من اجل السلام ومحاربة الايدز في افريقيا مع بوش في السفارة الامريكية..
 وقد فرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة في روما حيث انتشر نحو عشرة آلاف من عناصر الشرطة بينهم مئات من عناصر مكافحة الشغب، إضافة إلى عشرات الآليات المدرعة في وسط العاصمة، بينما حلقت المروحيات في الأجواء..


المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...