تبعية مجلس الامن لهيئة الأركان الاسرائيلية-الامريكية المشتركة

14-08-2006

تبعية مجلس الامن لهيئة الأركان الاسرائيلية-الامريكية المشتركة

الجمل: بعد أن أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 1701، قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ واحدة من أكبر عملياتها البرية منذ حرب 6تشرين 1973م، حيث دفعت بحوالي 30 ألف جندي إلى داخل الأراضي اللبنانية، منهم 15 ألف جندي تم نقلهم بطائرات الهيلوكوبتر الإسرائيلية، وذلك ضمن أكبر عملية نقل جوي للقوات الخاصة تتم منذ الحرب العالمية الثانية.
القيادة الإسرائيلية هددت في الأسبوعين الماضيين باحتلال جنوب لبنان، وكانت قد جمعت حوالي 6فرق عسكرية في المناطق الحدودية المتاخمة لجنوب لبنان، في الوقت الذي كانت فيه أمريكا وفرنسا وبريطانيا يبذلون أقصى جهودهم من أجل عرقلة إصدار قرار مجلس الأمن الدولي، وبعد أن أكملت إسرائيل استدعاء وحشد قواتها، تم الإعلان عن صدور قرار مجلس الأمن الدولي، والذي لم يقم بتحميل إسرائيل المسؤولية عن العدوان، إضافة إلى أن هذا القرار يتبنى بالكامل وجهة النظر الإسرائيلية، فقد جاء من حيث التوقيت ليخدم الجهد العسكري الميداني في ساحة القتال، وبكلمات أخرى.. لم يطالب القرار أطراف النزاع بالإيقاف الفوري لعملية إطلاق النار.. وإنما حدد ساعة صفر لاحقة لتنفيذ وقف إطلاق النار، (صدر القرار مساء يوم 12/8 والتنفيذ الساعة الثامنة صباح يوم 14/8).. وعلى ما يبدو فقد كان هذا الفاصل الزمني بين صدور القرار، ولحظة التنفيذ هو ما تنتظره (هيئة الأركان الإسرائيلية)، باعتباره ساعة الصفر، لتنفيذ عملية الاقتحام، وهكذا انطلق 30 ألف جندي إسرائيلي ينفذون (أمر التحرك)، بعد أن أعلن لهم مجلس الأمن الدولي ساعة الصفر تحت الرقم (1701).
لن تتوقف على ما يبدو خفايا قرارات وإجراءات مجلس الأمن الدولي عند هذا الحد، طالما أن تحليل الأداء السلوكي لمجلس الأمن الدولي، منذ فترة حرب الخليج الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي، يشير بوضوح إلى أن مجلس الأمن الدولي  قد أصبح بمثابة (مجلس الحرب الإسرائيلي- الأمريكي)، الذي يشرف على إدارة حروب الـ(عولمة)، وتوجيه العمليات العسكرية الإسرائيلية- الأمريكية في شتى بقاع العالم.
ولن نكون بعيدين عن الحقيقة إذا قلنا إن كل قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة من عام 1990 وحتى هذه اللحظة تنسجم وتنتظم جميعها ضمن مخطط واحد، هو دعم وتعزيز المصالح الإسرائيلية- الأمريكية في كافة الجبهات..  وتكفي نظرة واحدة على دور مجلس الأمن إزاء: أفغانستان، العراق، سورية، السودان، كوريا، إيران.... للتأكد من أن مجلس الأمن يعمل بانسجام، وفقاً لخطة هيئة الأركان الإسرائيلية- الأمريكية المشتركة.

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...