حلب: محاولات دامية لاختراق الأحياء الغربية

17-09-2015

حلب: محاولات دامية لاختراق الأحياء الغربية

بعد ساعات قليلة على إعلان ثلاثة فصائل مقاتلة في ريف حلب الغربي التوحد ضمن مجموعة واحدة، شنّت الفصائل المسلحة هجوماً عنيفاً على أحياء حلب الغربية، تحت غطاء ناري كثيف، في محاولة لالتهام ما يمكن التهامه من أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة الحكومة، الأمر الذي انتهى بـ«مجازر» أودت بحياة نحو 40 مدنياً، وإصابة 200 آخرين، من دون أية تغيرات في خريطة السيطرة.
وكشف مصدر معارض، أن الهجوم الذي خططت له وقادته «حركة نور الدين الزنكي»، جاء بعد ساعات من إعلان انضمام فصيلين إلى «الحركة»، هما «حركة الظاهر بيبرس، ولواء حلب المدينة»، وبالاشتراك مع فصائل عدة كانت منضوية في «غرفة عمليات فتح حلب»، التي تضم فصائل عدة «جهادية»، بينها «حركة أحرار الشام».
الهجوم الذي مهّدت له الفصائل بقصف عنيف طال أحياء حلب الغربية الجنوبية، بدأ على محور البحوث العلمية نحو دوار السلام، حيث وقعت اشتباكات عنيفة استمرت ساعات عدة لم تحرز خلالها الفصائل المقاتلة، بقيادة «نور الدين الزنكي»، أي تقدم، الأمر الذي دفعها لمحاولة فتح جبهة جديدة، خصوصا مع تدخل سلاح الطيران، حيث وقعت اشتباكات عنيفة على محور مدرسة الحكمة، انتهت بدورها بالفشل.
وقال مصدر ميداني،  إن قوات الجيش السوري تصدت للهجمات العنيفة، وتمكنت من تدمير ثلاث عربات مفخخة على محوري دوار السلام ودوار الموت، قبل وصولها إلى هدفها. السيارات المفخخة التي يقودها عادة انتحاريون فتحت الباب على تطور جديد في أسلوب عمل «حركة نور الدين الزنكي»، التي لم تكن تعتمد على الانتحاريين، الأمر الذي فسّره مصدر معارض بأنه يحمل «رسائل إلى حركة أحرار الشام بعد الخلاف العميق الذي وقع بينها وبين الزنكي في غرفة فتح حلب»، مرجحاً أن تكون «جبهة النصرة» شاركت في الهجوم، خصوصاً أن العداء بين «النصرة» و «أحرار الشام» وصل إلى درجة غير مسبوقة في ريف حلب، على عكس العلاقات الجيدة التي تجمع الفصيلين في ريف إدلب، بسبب إحجام «النصرة» عن قتال «داعش» واتهامها للحركة بالدخول في «حلف صليبي»، في إشارة إلى الدعم التركي ـ الأميركي للقوات التي تقاتل «داعش» في ريف حلب.
وبيّن المصدر المعارض أن «حركة نور الدين الزنكي أرادت من خلال هذا الهجوم إقصاء حركة أحرار الشام، التي تسعى لمد نفوذها في مناطق سيطرة الزنكي غرب مدينة حلب تحت ستار فتح حلب، لذلك قامت بقيادة العمليات في محاولة لتحقيق أي تقدم يمنح الزنكي أسبقية ميدانية».
وتسببت القذائف التي طالت الأحياء الغربية لمدينة حلب بدمار كبير في الضاحية وأحياء الحمدانية وسيف الدولة ومحيطها. في حين ذكر مصدر طبي أن عدد الضحايا المدنيين بلغ نحو 40 قتيلا، إضافة إلى إصابة نحو 200، بينهم مصابون بحالة حرجة، الأمر الذي يجعل عدد الضحايا مرشحا للازدياد.
وعلى الرغم من عدم تحقيق الفصائل المقاتلة في ريف حلب الغربي أي تقدم يذكر، إلا أن مصدراً ميدانياً أكد، أن «قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها تتوقع تصعيداً آخر، ومحاولة أخرى لاختراق أحياء حلب الغربية، لذلك قامت بتدعيم نقاط دفاعها على تلك المحاور»، موضحاً أن «اختراق الأحياء يعتبر خطاً أحمر، وتبقى مشكلة القذائف التي يتعامل معها الجيش عبر سلاحي الطيران والمدفعية، بهدف الحد منها».

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...