خيبة أمل تركية من الصناعة الإسرائيلية: إعادة طائرات من دون طيار فشلت في مهامها

07-11-2012

خيبة أمل تركية من الصناعة الإسرائيلية: إعادة طائرات من دون طيار فشلت في مهامها

في اليوم الذي أعلن فيه عن نية تركيا إعادة طائرات عسكرية من دون طيار إلى إسرائيل بدعوى عدم تلبيتها للشروط، بدأت في اسطنبول محاكمة العسكريين الإسرائيليين الذين كانوا خلف قرار اقتحام سفينة «مرمرة» في رحلتها لكسر حصار قطاع غزة. وأوضحت مجلة «ديفنس نيوز» الأميركية العسكرية أن تركيا ستعيد الطائرات إلى شركة «إيروناوتيكس» التي تتخذ مدينة يبنا في وسط فلسطين مقراً لها.
وبحسب المجلة الدفاعية المشهورة بمصداقية مصادرها، فإن الحديث يدور عن طائرات من دون طيار من طراز «إيروستار». وأشارت المجلة إلى أن الأتراك شعروا بالخيبة من الأداء العملاني لهذه الطائرات في الحرب التي تشنها تركيا ضد المعارضين الأكراد من أعضاء «حزب العمال الكردستاني» الذي يعتبر العدو الأشد لتركيا.
ونقلت «ديفنس نيوز» عن مصدر في إدارة المشتريات التركية قوله إن «العقد مع إيروناوتيكس يمر في حالة إبطال»، لافتاً إلى أن الطائرات من دون طيار التي استلمتها تركيا ستعاد إلى إسرائيل.
ولم يوضح المسؤولون الأتراك ماهية الخلل والعيوب التي تعاني منها هذه الطائرات. ومعروف أن تركيا كانت زبوناً مميزاً للتقنيات والمعدات العسكرية الإسرائيلية. ونمت العلاقات العسكرية والصناعية بين إسرائيل وتركيا في العقدين الأخيرين بحيث غدت تركيا أهم حليف لإسرائيل في العالم بعد الولايات المتحدة. غير أن أنقرة خفضت مستوى علاقاتها الديبلوماسية والتجارية مع إسرائيل في أعقاب أحداث سفينة مرمرة التي قتل فيها تسعة أتراك، وأصيب العشرات، وهو ما اعتبرته تركيا الرسمية عدواناً سترد عليه بالطرق المناسبة.
وأوضحت «ديفنس نيوز» أن ممثلي الشركة الإسرائيلية رفضوا التعقيب على النبأ، فيما قال متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في أنقرة إن السلطات التركية لم تبلغ السفارة بعد بأمر المشكلة.
وكانت تركيا قد أبرمت مع الصناعات الجوية الإسرائيلية عقداً في العام 2007 لشراء عشر طائرات من طراز «هارون»، إلا أن إنتاج هذه الطائرات تأخر، فاستأجر الأتراك في العام ذاته ثلاث طائرات من شركة «أيروناوتيكس»، مقابل عشرة ملايين دولار، لاستخدامها كبديل مؤقت عن طائرات «هارون». ولاحقاً قررت أنقرة شراء الطائرات الثلاث مقابل 30 مليون دولار، ولكنها عادت واستلمت طائرات «هارون» ابتداء من العام 2010. وقد تحطمت إحدى هذه الطائرات هذا العام أثناء مهمة ميدانية ضد المعارضة الكردية المسلحة في جنوب شرقي تركيا.
وفي تشرين الأول العام الحالي، نشرت صحيفة «غلوبس» الاقتصادية الإسرائيلية أن وزارة الدفاع البولندية أبدت غضبها من شركة «أوروناوتيكس»، لأنها لم تلتزم بمواعيد تسليم طائرات «أوروستار» للجيش البولندي. وبحسب ما نشر في الصحف البولندية، كان يفترض أن تخدم هذه الطائرات القوات البولندية العاملة في أفغانستان. والآن تستخدم هذه الوحدات طائرات من دون طيار أميركية الصنع.
ونقلت «غلوبس» عن مصدر مطلع على الصفقة قوله إن «الشركة وضعت على الطاولة عرض أسعار مغريا وجذابا جداً للبولنديين. وكان العرض أرخص بـ60 في المئة من عروض الشركات الأخرى»، مشيراً إلى أن «العراقيل جاءت على ما يبدو من واقع أنه لا يمكن الوفاء بالتزامات بعروض رخيصة إلى هذا الحد».
عموماً افتتحت أمس في اسطنبول الجلسة الأولى في محاكمة «مرمرة» حيث قدمت لائحة اتهام ضد أربعة قادة عسكريين إسرائيليين هم، رئيس الأركان السابق غابي أشكنازي، رئيس شعبة الاستخبارات عاموس يادلين، قائد سلاح البحرية إيلي ماروم ورئيس جناح الاستخبارات في سلاح الجو أفيشاي ليفي.
وكانت اللائحة ضد الضباط الإسرائيليين الأربعة قد قدمت في أيار الماضي بتهمة مسؤوليتهم عن عملية السيطرة على سفينة مرمرة في 31 أيار العام 2010 التي قتل فيها تسعة مواطنين أتراك. والضباط لا ينوون حضور المحكمة وهم متهمون بالقتل العمد، الإصابة العمد، والتحريض على استخدام السلاح الناري، والخطف وعرقلة سفينة وإلحاق الضرر بالممتلكات، واحتجاز الحريات، وتشجيع أعمال تعذيب.
وينوي الإدعاء التركي إدارة «ماراتون» محاكمات لمدة ثلاثة أيام بتغطية إعلامية واسعة. وطلب من السفارة الإسرائيلية إرسال مندوب لحضور المداولات ولكن لم يصل أي ديبلوماسي إسرائيلي إلى المحكمة.

 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...