ديفيد غروسمان: إسرائيل هشة وعلى أولمرت الاستجابة للأسد

06-11-2006

ديفيد غروسمان: إسرائيل هشة وعلى أولمرت الاستجابة للأسد

رأى الأديب الإسرائيلي ديفيد غروسمان، امس الأول، أن الدولة العبرية تعاني من أزمة عميقة، داعيا رئيس الوزراء ايهود أولمرت الى ان ينظر الى الفلسطينيين ليس فقط عبر فوهة البندقية، كما حثه على الاستجابة لدعوات الرئيس بشار الاسد الى تحقيق السلام.
وجاءت كلمة غروسمان أمام أكثر من مئة ألف إسرائيلي تجمعوا في ميدان اسحق رابين في تل أبيب امس الاول، لإحياء الذكرى ال11 لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق. وكان غروسمان الذي قُتل ابنه، الجندي في الجيش الإسرائيلي، في الحرب على لبنان، الخطيب المركزي في المهرجان.
وقال غروسمان ليس من السهل أن نتمعن في أنفسنا في هذه السنة مضيفا حدثت حرب. شنت فيها إسرائيل عملية عسكرية هائلة، ولكن عجزها وهشاشتها ظهرت من خلال ذلك، وتبين لنا أن القوة العسكرية التي نملكها لا تستطيع لوحدها أن تضمن وجودنا. اكتشفنا بصورة أساسية أن إسرائيل تعاني من أزمة عميقة، أعمق بكثير مما قدرنا وفي كل أنظمة حياتها.
وتابع ان موت الشبان الصغار هو إسراف ومضيعة فظيعة وصارخة. ولكن الأفظع من ذلك هو الشعور بأن اسرائيل تقوم منذ سنوات طويلة بإهدار حياة أبنائها، والمعجزة التي اجترحتها بطريقة إجرامية هي إضاعة الفرصة الكبيرة النادرة التي منحها لها التاريخ، فرصة إقامة دولة حضارية متنورة طبيعية وديموقراطية تتصرف وفقا للقيم اليهودية والعالمية الشمولية. دولة تكون وطنا وملجأ، ولكن ليس ملجأ فقط، بل مكانا يضفي مغزى جديدا على الوجود اليهودي، دولة يكون جزءا مهما من هويتها اليهودية وقيمها اليهودية قائما على المساواة الكاملة والاحترام لمواطنيها غير اليهود.
وقال غروسمان انظروا ماذا حدث للدولة الشابة الجريئة. الحماسة الكبيرة والروح المتقدة التي كانت هنا، إلا أن اسرائيل سارعت الى التقدم نحو الشيخوخة من مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة لتصل الى وضع مزمن من الانحلال والوهن ومشاعر الخيبة والفرص الضائعة.
واعتبر غروسمان ان أحد الامور الصعبة التي أبرزتها الحرب الأخيرة هو الشعور أنه ليس لإسرائيل ملك في هذه الايام. ان قيادتنا فارغة خاوية، القيادة العسكرية والسياسية. أضاف ان رابين قرر القيام بشيء ما لأنه لاحظ بفطنة كبيرة أن المجتمع الاسرائيلي لا يستطيع أن يواصل بقاءه على المدى الزمني مع صراع غير محلول، هو أدرك قبل الكثيرين غيره أن الحياة في مناخ متواصل من العنف والاحتلال والارهاب والخوف وانعدام الأمل، تُكلف اسرائيل ثمنا لا تستطيع تحمله.
وأشار غروسمان الى العنصرية العميقة، المؤطرة مؤسساتيا، حيال الاقلية العربية. وقال الفلسطينيون وضعوا على رأسهم حماس، التي ترفض التفاوض معنا بل ترفض حتى الاعتراف بنا. ما الذي يمكن عمله في مثل هذا الوضع؟ ماذا يمكن لنا أن نعمله غير ذلك؟ أن نواصل وان نخنقهم أكثر فأكثر؟ أن نواصل ونقتل مئات الفلسطينيين في غزة، الغالبية الساحقة منهم مواطنون أبرياء، مثلنا؟.
أضاف توجه الى الفلسطينيين يا سيد أولمرت. توجه اليهم من فوق رأس حماس. توجه الى المعتدلين بينهم، أولئك الذين يعارضون مثلك ومثلي حماس وطريقها. توجه الى أبناء الشعب الفلسطيني. تحدث الى جرحهم العميق، اعترف بمعاناتهم المتواصلة. لا شيء سينقص منك ومن موقف اسرائيل في المفاوضات المستقبلية.
وتابع مرة واحدة انظر اليهم ليس فقط عبر فوهة البندقية وليس من وراء الحاجز المغلق. وأنت سترى هناك شعبا محتلا ومقموعا وعديم الامل. وبالتأكيد الفلسطينيون أيضا مذنبون بالمأزق. بالتأكيد هم أيضا لهم نصيب كبير في فشل المسيرة السلمية مذكراً بأن مصير إسرائيل يرتبط بمصير الفلسطينيين شئنا أم أبينا.
وقال غروسمان اذا كان الرئيس الاسد يقول ان سوريا تريد السلام، حتى لو لم تكن تصدقه وجميعنا شكاكون تجاهه فإن عليك أن تقترح عليه اللقاء في اليوم نفسه مضيفا ليس لك الحق الأخلاقي في عدم الاستجابة له. أنت ملزم بالقيام بذلك من أجل أولئك الذين ستطالبهم بأن يضحوا بحياتهم اذا ما نشبت حرب اخرى. وتابع ماذا لديك لتخسر؟ تشك بالرئيس السوري؟ اذهب واقترح عليه شروطا تكشف مؤامرته. اقترح عليه مسيرة سلام تستغرق سنوات، وفقط في نهايتها، اذا ما استوفت كل الشروط، كل القيود، سيستعيد الجولان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...