روسيا تلوّح بضرب «الدرع» الأميركيّة

11-09-2008

روسيا تلوّح بضرب «الدرع» الأميركيّة

حذرت روسيا، أمس، كلاً من بولندا وتشيكيا من أن قبولهما نشر عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا الشرقية سيجعلهما هدفاً لصواريخها الباليستية، في وقت لاحت بوادر خلاف روسي أوروبي جديد حول اتفاق وقف إطلاق النار في جورجيا، حيث اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القادة الأوروبيين بتحريف ما تم التوافق عليه في موسكو الاثنين الماضي بشأن استكمال تنفيذ بنوده.
وقال قائد القوات الاستراتيجية الروسية الجنرال نيكولاي سولوفتسوف إنه لا يستبعد أن »تستهدف صواريخنا الباليسيتة العابرة للقارات في المستقبل كلاً من منشآت الدفاع الصاروخي في بولندا وتشيكيا وغيرها من المنشآت المماثلة«. وأضاف »نحن مضطرون لاتخاذ الإجراءات المناسبة حتى لا نسمح في أي وقت بالتقليل من قدرة الردع النووي الروسية«.
من جهته اعتبر لافروف، في مقابلة مع صحيفة »بولسكا« البولندية عشية زيارته إلى وارسو، أنّ الولايات المتحدة أخلت بالتوازن العسكري القائم مع روسيا بقرارها نشر أجزاء من درعها الصاروخية في بولندا، مشيراً إلى أنّ »بولندا لم تدرك أنها أصبحت عنصرا في لعبة شديدة الخطورة«.
وقال الوزير الروسي إن بولندا، من خلال قبولها بنشر الدرع الأميركي على أراضيها »انتقمت منا لدفاعنا عن سكان اوسيتيا الجنوبية«، معتبراً أنّ ذلك »تصرف دنيء، فضلاً عن انه خطأ سياسي«.
إلى ذلك، صادقت الحكومة التشيكية على اتفاق يسمح بنشر قوات أميركية في قاعدة للدرع تنوي الولايات المتحدة إقامتها على أراضيها.
من جهة ثانية، ظهرت أولى الخلافات بين موسكو وبروكسل حول المراقبين التابعين للاتحاد الأوروبي المفترض أن ينتشروا في جورجيا بحلول الأول من تشرين الأول المقبل، مع استبعاد لافروف انتشارهم في أوسيتيا وأبخازيا، لكن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا، قال إن البعثة الأوروبية في جورجيا ستنفذ مهامها »بذهنية أن تنتشر في كل مكان«.
واتهم لافروف قادة الاتحاد الأوروبي بتشويه الاتفاق بين الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديميتري ميدفيديف بشأن نشر المراقبين »على نحو غير أخلاقي«، موضحاً أنّ ساركوزي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو وقعا مساء الاثنين الماضي في تبليسي وثيقة تتعارض مع ما تمّ الاتفاق عليه مع القيادة الروسية في موسكو.
وفي السياق، تراجعت تبليسي عما سبق أن أعلنته، أمس الأول، بشأن انسحاب القوات الروسية من بلدة غارموخوري الإستراتيجية. وأشار مجلس الأمن القومي الجورجي إلى أنه لم يلمس أي مؤشر إلى الانسحاب، موضحاً أنّه »تم نشر أخبار خاطئة من قبلنا حول الانسحاب الروسي من البلدة، لكنه كان في الواقع انسحاباً لميليشيات أبخازية«.
وفي واشنطن، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن بقاء القوات الروسية في جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا يشكل »انتهاكاً واضحاً« لاتفاق وقف إطلاق النار.
وانعكس هذا السجال السياسي على الوضع الميداني حيث قتل جنديان روسيان برصاص شرطي جورجي، فيما أعلنت وزارة الداخلية الجورجية أنّ مركزاً للشرطة تعرض لإطلاق نار من قبل القوات الروسية، ما أدى إلى مقتل أحد عناصره، لكن هيئة الأركان الروسية أكدت أنّ شخصاً ملثماً هو من أطلق النار، مشيرة إلى أنها تقتفي أثره.
من جهة ثانية، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه استكمل تدريباته البحرية في البحر الأسود، مؤكداً أنه تمّ سحب قوة تضم أربع قطع حربية طبقاً لاتفاقية مونترو، التي تحدد القواعد القانونية لتواجد السفن الحربية في المنطقة.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...