روسيا وأمريكا توقعان اتفاقا لخفض الرؤوس النووية

07-07-2009

روسيا وأمريكا توقعان اتفاقا لخفض الرؤوس النووية

أعاد الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي ديميتري ميدفيديف، خلال قمة بينهما في موسكو، الدفء إلى العلاقات الأميركية الروسية التي تضررت كثيرا خلال ولاية الرئيس السابق جورج بوش، على ثمانية اتفاقات وبيانات مشتركة، أهمها الحد من ترسانتي البلدين النوويتين الإستراتيجيتين الى الثلث والسماح للقوات الأميركية بالعبور في أجواء روسيا إلى أفغانستان، لكن الخلاف بقي حول الدرع الصاروخية، التي تريد واشنطن نشره في تشيكيا وبولندا.
وقال اوباما، الذي يقوم بأول زيارة رسمية الى موسكو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميدفيديف في الكرملين، إن «الرئيس (ميدفيديف) وأنا اتفقنا على أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة واجهت نوعاً من الفتور. وقررنا إطلاق العلاقات الأميركية الروسية على أسس جديدة». وأضاف «اليوم بعد اقل من ستة أشهر من التعاون هذا ما فعلناه».
وأعرب اوباما عن ثقته بميدفيديف، ولفت الى انه يتعامل معه بصفته رئيساً وليس مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي سيلتقيه اليوم، قبل ان يلقي خطاباً في مدرسة الاقتصاد العليا. ودعا الى احترام وحدة وسلامة اراضي جورجيا التي اعترفت روسيا في آب الماضي باستقلال جمهوريتيها الانفصاليتين ابخازيا واوسيتيا الجنوبية.
وقال ميدفيديف، من جهته، «نأمل أن تتمخض محادثاتنا واتصالاتنا الثنائية في أوج نموها عن طي عدد من الصفحات العصيبة في العلاقات الروسية الأميركية كي نفتح صفحة جديدة». وأضاف «ما زالت الخلافات قائمة بيننا في مواضيع عديدة»، مضيفا

«علينا أن نصل إلى مستوى تعاون جدير بالقرن الـ21». وتابع «تحدثنا عن القضايا الدولية وقضايا معقدة مثل تلك التي في الشرق الأوسط، واتفقنا على مواصلة العمل على حلول لمشاكل المنطقة». وتابع «تحدثنا كذلك عن إمكانية عقد مؤتمر موسكو بشأن الشرق الأوسط».
وكدلالة على عودة الحرارة إلى العلاقات، وقع قادة عسكريون من الدولتين إطاراً وخطة عمل لاستئناف التعاون بين الجيشين المعلق منذ آب العام 2008 إثر الحرب الروسية الجورجية. كما اعلنوا ايضا انهم سيحيون لجنة مشتركة للمساعدة في العثور على افراد مفقودين من الحرب العالية الثانية وفيتنام وافغانستان كان قد تم تجميدها قبل خمس سنوات. واتفق الزعيمان على إحياء هيئة مشتركة ستتناول موضوعات الطاقة ومكافحة الارهاب والاتجار بالمخدرات وتعزيز العمل والروابط العلمية وتلك الخاصة بقطاع الاعمال.
ووقع اوباما وميدفيديف اتفاقاً مبدئياً ينص على خفض احتياطي ترسانتهما النووية، التي تعتبر الأكبر في العالم، إلى حوالى الثلث. وجاء في اتفاق الإطار، بعنوان «التفاهم المشترك في قضية تقليص وتحديد الأسلحة الاستراتيجية الهجومية في المستقبل»، انه «في غضون سبع سنوات من بدء سريان هذه الاتفاقية، وفي المستقبل، فان نطاق أنظمة الإطلاق الاستراتيجية (الصواريخ والغواصات والقاذفات الاستراتيجية) سيكون في حدود 500 و1100 وحدة، وبالنسبة للرؤوس النووية المرتبطة بها سيكون في حدود 1500 و1675».
وأكد الجانبان الروسي والأميركي أنهما سيوقعان قريباً المعاهدة الجديدة الخاصة بتقليص الأسلحة الاستراتيجية والتي ستبلغ فترتها 10 سنوات.
وقال أوباما، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميدفيديف في الكرملين، «يجب أن نكون مثالاً يحتذى، وهذا ما نقوم به هنا». وشدد على ان «هذه المعاهدة الملزمة قانوناً ستستكمل بحلول نهاية هذا العام». واعلن انه يريد عقد مؤتمر عالمي العام المقبل في الولايات المتحدة لبحث قضايا التسلح النووي.
ووصف ميدفيديف الاتفاق بأنه «تسوية معقولة». وقال «مسألة حظر الانتشار النووي من أهم القضايا بالنسبة لدولتينا. نحن ننهض بالمسؤولية. لسوء الحظ فإن الوضع في العالم لا يتغير إلى الأفضل».
وتم التوقيع على اتفاق سمحت بموجبه روسيا باستخدام مجالها الجوي والبري لعبور الجنود والعتاد العسكري الأميركي إلى أفغانستان. وأوضح مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة ستتمكن بموجب الاتفاق من استخدام المجال البري والجوي الروسي لإرسال الجنود والأسلحة والذخيرة وقطع الغيار والآليات (بما فيها العربات المصفحة) بواقع 4500 رحلة سنويا من دون دفع نفقات ملاحية ومن دون التوقف على الأراضي الروسية، مشيراً الى ان من شأن هذا الاتفاق أن يوفر على الحكومة الأميركية 133 مليون دولار سنويا إضافة إلى الوقت الثمين الذي يستغرقه نقل الجنود والعتاد.
وفي محاولة للتغلب على الخلاف المتواصل حول الدرع الصاروخية الأميركية، أوضح البيت الأبيض، في بيان، أن الرئيسين اتفقا على «استئناف المباحثات لإقامة تعاون» يتيح مواجهة تحدي الانتشار البالستي». وأضاف أنهما «اصدرا تعليمات للخبراء للعمل معاً وتحليل التحديات التي تثيرها الأنشطة البالستية في القرن الحادي والعشرين وإعداد توصيات مناسبة».
وحاول اوباما، وهو يقف إلى جانب ميدفيديف، تقديم دفاع عقلاني حيال الدرع الصاروخية. وكرر أن مشروع الدرع ليس موجهاً ضد روسيا، وإنما ضد التهديد البالستي من دول مثل إيران أو كوريا الشمالية. وقال «لا يوجد من وجهة نظرنا سيناريو يقول إن هذا النظام الدفاعي المضاد للصواريخ سيقدم أي حماية من ترسانة روسية قوية». وأضاف «اعتقد أن بإمكاننا التوصل إلى هذا النوع من التفاهم، لكن ينبغي العمل بقوة، لان ذلك يتطلب القضاء على شكوك قديمة».
وقال اوباما «تمثل إيران أيضاً تحدياً خطيراً بسبب عجزها عن الوفاء بالالتزامات الدولية. إنها ليست مجرد مشكلة بالنسبة إلى الولايات المتحدة بل إنها تثير احتمال سباق للأسلحة النووية في الشرق الاوسط من شأنه ان يهدد بالخطر الامن العالمي في حين ان برنامج الصواريخ البالستية لإيران يمكن ان يشكل تهديداً للمنطقة برمّتها. ذلك هو سبب سعادتي لأننا اتفقنا على بيان مشترك بشأن التعاون».
واعلن ميدفيديف ان الخلافات بشأن الدفاع الصاروخي ما زالت قائمة، موضحاً انها «نقطة صعبة في محادثاتنا». وقال «اتفقنا على ضرورة النظر الى الاسلحة الدفاعية والهجومية ككل. لقد اصدرنا بياناً مشتركاً بشأن الدفاع الصاروخي على الرغم من ان لدينا خلافات بشأن مجموعة من المواقف. نحن في حاجة الى ان نفكر سوياً في بلورة الدفاع الصاروخي العالمي».

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

زيارة أوباما لموسكو والملفات الساخنة بين البلدين
ما هي الورقة الخفية في لقاء أوباما - ميدفيديف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...