سيكون هناك ناتو اقتصادي أيضا

26-02-2013

سيكون هناك ناتو اقتصادي أيضا

حب للشعب الإيطالي".. كذلك قال الرئيس أوباما عندما استقبل الرئيس نابوليتانو في البيت الأبيض "يوما بعد عيد الحب". لماذا هذا الحب؟ الشعب الإيطالي "يرحب بقواتنا ويستضيفها على أراضيه". استضافة استحسنها جدا البنتاغون الذي يمتلك في إيطاليا (وفقا لبيانات رسمية 2012) 1485 مبنى، مساحتها 942 الف متر مربع، بالاضافة الى 996 آخر ما بين مؤجر وامتياز، وهي موزعة على 37 موقعا رئيسيا (قواعد وهياكل عسكرية أخرى) و22 اخر ثانويا.

في غضون سنة، ارتفع عدد العسكريين الامريكيين المرابطين في إيطاليا بأكثر من 1500، ليتجاوز الـ10 آلاف. وفضلا عن الموظفين المدنيين، ارتفع عدد موظفي وزارة الدفاع الامريكية في ايطاليا الى وحدة 14 ألفا تقريبا. والى الهياكل العسكرية الامريكية تضاف تلك التي لحلف الناتو، تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية دوما: مثل القوات الدولية، ومقرها الجديد في لاغو باتريا (نابولي). "باستضافة" بعض من أهم الهياكل العسكرية الامريكية/الناتو، تلعب إيطاليا دورا محوريا في استراتيجية الولايات المتحدة التي لا تستهدف -بعد الحرب على ليبيا- سورية وايران فحسب، بل وتذهب أبعد من ذلك، من خلال نقل مركزها نحو منطقة آسيا/المحيط الهادئ لمواجهة الصين التي هي بصدد التنامي.

ولإشراك الحلفاء الأوروبيين في هذه الاستراتيجية، على واشنطن ان تعزز التحالف الأطلسي اقتصاديا أيضا. ومن هنا جاء مشروع " اتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي"، المعاد اقتراحه من قبل أوباما في اجتماعه مع نابوليتانو. اتفاق يحصل على دعم الرئيس الإيطالي غير المشروط حتى قبل ان يـُكتب او أن يتم تقدير العواقب بالنسبة للاقتصاد الإيطالي (خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الزراعية). يتعلق الامر، يقول نابوليتانو، بـ"مرحلة تاريخية جديدة في العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة، ليس اقتصاديا فحسب، بل ومن جهة نظر سياسيا أيضا". يبرز بذلك "ناتو اقتصادي" تابع للنظام السياسية الاقتصادية الغربي، الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، بدعم من الشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات، مثل البنك الامريكي النافذ غولدمان ساكس.

الاسم ضمانة: فبعد ان شاركت مؤسسة غولدمان ساكس في عملية الاحتيال الدولية بخصوص الرهن العقاري ومساهمتها في اثارة في الأزمة المالية التي عمت اروبا انطلاقا من الولايات المتحدة، راحت تضارب حول الأزمة الأوروبية، عن طريق توجيه عملائها الرئيسيين الى كيفية تحصيل المال في ظل الأزمة، وعن طريق وضع مستشارها الدولي "ماريو مونتي" فورا في حكومة ايطاليا (بفضل نابوليتانو)، حيث ضمن برساني الحكومة بأنها "جديرة بالثقة بوزن تقني عال".

برساني هذا، نفسه، الذي اجرت معه "آميريكا24" مقابلة صحفية، يصرح الآن أنه "في تقاليد حكومة الوسط-يسار بالوفاء المطلق للولايات المتحدة والصداقة معها، نحن متجاوبون للغاية مع ما يـُخلق بين أوروبا والولايات المتحدة من آليات التبادل الحر".

ومهما كانت نتائج الانتخابات، فإن انضمام إيطاليا إلى حلف شمال الاطلسي الاقتصادي امر مؤكد.

                                                                                                      مانيلو دينوتشي : شبكة فولتير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...