طهران تبلغ«الوكالة الذرية»رسمياً ببدء زيادة تخصيب اليورانيوم اليوم

09-02-2010

طهران تبلغ«الوكالة الذرية»رسمياً ببدء زيادة تخصيب اليورانيوم اليوم

ابلغت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا أنها ستبدأ اليوم إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، لكنها تركت الباب مفتوحا أمام التخلي عن هذه الخطوة إذا حصلت على الوقود النووي الذي تطلبه.
في هذا الوقت، سارعت القوى الغربية الكبرى إلى تحذير طهران من عقوبات اشد، وأعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن العمل بدأ في نيويورك على حزمة عقوبات تقدمت بها واشنطن وباريس، لكنه أعرب عن تشاؤمه بإمكان فرضها بسرعة عبر مجلس الأمن الدولي بسبب الرفض الصيني لهذا الأمر.
وأعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو عن قلقه إزاء قرار طهران بدء تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة بعد تسلم الوكالة رسالة إيرانية تبلغها بذلك. وقالت المتحدثة باسمه جيل تودور، «أشار أمانو بعين القلق إلى القرار لكونه قد يؤثر على نحو خاص على الجهود الدولية الجارية، والتي تهدف الى ضمان توافر الوقود النووي لمفاعل الأبحاث في طهران» عبر اتفاق ترعاه الوكالة الذرية. وأضافت إن أمانو «أكد استعداد الوكالة لأداء دور وساطة في قضية مفاعل الأبحاث في طهران».
وقال مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية، في مقابلة مع وكالة «ارنا»، «تم تسليم الوكالة رسالة إيرانية رسمية عن بدء نشاطات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة لتوفير الوقود لمفاعل طهران». وأضاف «دعونا في الرسالة مفتشي الوكالة للحضور إلى الموقع لان إيران ستقوم بجميع نشاطاتها تحت إشراف الوكالة».
وكان رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي قال، في مقابلة مع قناة «العالم»، إن قرار إيران البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة لا يعني اغلاق الباب أمام احتمال تبادل اليورانيوم مع القوى الكبرى، مشيرا إلى أن «طهران سترسل اليورانيوم المخصب بنسبة 3،5 في المئة حال تسلمها اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة». وقال أن «إيران ستبني 10 محطات لتخصيب اليورانيوم في العام المقبل». وتبدأ السنة الفارسية الجديدة في 21 آذار المقبل.
من جهة ثانية، افتتح وزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي خطي إنتاج لتصنيع طائرات من دون طيار، موضحا أنها ستكون قادرة على «القيام بعمليات استطلاع ورصد وحتى هجمات بدقة عالية». وقال المسؤول الرفيع المستوى في الدفاع الجوي في سلاح الجو الإيراني الجنرال حشمة الله قاصري ان طهران ستنتج «قريبا جدا» نظاما مضادا للصواريخ يوازي أو يفوق قوة نظام «أس 300» الروسي الذي جمدت موسكو تسليمه لطهران.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس «اتفقا على أن الوقت حان لإقرار عقوبات قوية، أملا في استئناف الحوار» مع طهران بشأن برنامجها النووي. واعتبرا أن «الوقت حان للأسف لفرض عقوبات» على إيران «لأن اليد الممدودة لم تجد من يمسك بها».
وكان غيتس قال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي ارفيه موران، إن النقطة الأساسية هي إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات. وأضاف «علينا أن نواجه حقيقة انه إذا ما استمرت إيران في تطوير أسلحة نووية، فإنها من شبه المؤكد ستحرض على الانتشار النووي في الشرق الأوسط. هذا خطر كبير»، معتبرا انه «من مصلحة الجميع أن تحل هذه القضية دون اللجوء إلى الصراع» العسكري.
لكن كوشنير أبدى تشاؤما حيال فرص التوصل لقرار سريع في مجلس الأمن. وقال «هل سنواجه عقبة كبرى من جانب أصدقائنا الصينيين؟ أخشى أن تكون المباحثات طويلة وان لا تتاح لنا الفرصة لعرض هذا القرار على التصويت خلال الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن»هذا الشهر. وأضاف «لم نتمكن بعد من إقناع الصينيين». وتابع «هناك أيضا إحصاء لعدد الأصوات، الأمر يتطلب موافقة 9 أصوات، ولسنا على ثقة بان لدينا هذه الأصوات حاليا». وأوضح «بدأ العمل في نيويورك. توجد قائمة لعقوبات أميركية وقائمة لعقوبات أوروبية» تستهدف منتجات طاقة.
وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى «لا يمكن لإيران أن تنتج الوقود لمفاعلها للأبحاث في طهران بالسرعة الكافية لضمان تزودها بالنظائر الطبية من دون توقف، ما يطرح مسالة السبب الحقيقي الذي (تريد الحكومة الإيرانية) من اجله الانتقال من تخصيب بنسبة 3،5 في المئة إلى 20 في المئة».
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ان على إيران أن ترسل اليورانيوم إلى الخارج لتخصيبه كمخرج من المأزق، فيما أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي كونــستانتين كوساشيف أن «على الأسرة الدوليــة أن توجــه رسالة جديدة إلى طهران حول نيتها الرد بتــدابير جادة إلى درجة فرض عقوبات اقتصادية مشددة».
وأعلنت برلين أنها ستراقب رد طهران «ثم تقرر بشأن تعزيز الضغوط الدبلوماسية»، فيما اعتبرت لندن أن الخيار أمام إيران بات «إما التجاوب مع الأسرة الدولية أو مواجهة المزيد من العزلة». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، في اجتماع لكتلة حزب العمل، إن «إعلان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إثبات إضافي على أن إيران تخدع العالم اجمع». واعتبر أن «الرد المناسب هو شن حملة حازمة لفرض عقوبات صارمة ودائمة على إيران».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...