طهران: خطة للرد على الحظر النفطي واعتقال ضالعين في اغتيال العالِم النووي

17-01-2012

طهران: خطة للرد على الحظر النفطي واعتقال ضالعين في اغتيال العالِم النووي

أعلن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني أمس، أن بلاده لن تتردد في الثأر لاغتيال عالمها النووي مصطفى أحمدي روشن، وهي نفذت اعتقالات مرتبطة بالاغتيال، كما أكد ان طهران أعدت خطة للرد على أي حظر أوروبي يفرض على صادراته النفطية، فيما أفادت تقارير بأن البحرية الأميركية وجهت مجموعة قتالية بحرية من 9 سفن حربية تقودها حاملة الطائرات «ابراهام لينكولن» من شرقي آسيا إلى منطقة عمل الأسطول الخامس في الخليج وبحر عمان.
أما داخلياً، فحكم على المستشار الاعلامي للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد علي أكبر جوانفكر بالسجن سنة بتمهة «إهانة المرشد الأعلى»، وكتب جوانفكر على موقعه ان «قاضي محكمة طهران الثورية الموقر حكم عليّ الاحد بالسجن لعام واحد مع النفاذ وحرماني من النشاطات العامة لخمس سنوات بتهمة اهانة المرشد الاعلى». واضاف انه سيستأنف الحكم الذي «لا اساس ولا منطق قانونياً له»، مؤكداً «احترامه» و«مودته» للمرشد الاعلى.
وكشف رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني في حديث لقناة «العالم» الايرانية ان عدداً من الاشخاص اعتقلوا في اطار التحقيق في اغتيال احمدي روشن. وقال لاريجاني «عثرنا على ادلة ونفذنا اعتقالات. والتحقيق مستمر». واضاف لاريجاني «لن نتردد في معاقبة النظام الصهيوني ليدرك أن مثل هذه العمليات لن تبقى من دون رد. سيكون هناك رد من جانبنا، لكنه لن يكون عملاً إرهابياً» من دون ان يعطي مزيداً من التفاصيل. وقال «نعتبر ان ارتكاب عمل ارهابي بقتل عالم يطرح تهديداً على الامة... وعلى اعداء الامة الايرانية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والنظام الصهيوني (اسرائيل) أن يحاسَبوا» مؤكداً ان الرد الايراني سيكون «عذاباً»، لكنه «لن يكون على غرار سلوك الكيان الصهيوني بارتكاب عمليات ارهابية».
وفي جانب آخر من تصريحاته تطرق لاريجاني الى موضوع فرض حظر أوروبي على صادرات النفط الايراني، مؤكداً ان ايران «أعدت خطة ترمي للرد على هذا الحظر».
في المقابل، أشار موقع «نافال توداي» (البحرية اليوم) إلى أن حاملة الطائرات الأميركية «ابراهام لينكولن» وبرفقتها «مجموعة الهجوم التاسعة» المؤلفة من 7 مدمرات وطراد، غادرت تايلاند في 10 كانون الثاني الحالي «في طريقها لدعم جهود التحالف في منطقة عمل الأسطول الخامس» التي تضمّ الخليج والبحر الأحمر وبحر العرب، بعدما كانت جزءاً من عمل الأسطول السابع في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ. وذلك على خلفية التهديد الايراني بغلق مضيق هرمز في حال فرض الحظر على النفط الايراني، وتحذير طهران لواشنطن بعدم إدخال سفنها البحرية إلى الخليج.
وقال وزير النفط السعودي علي بن ابراهيم النعيمي إن بإمكان بلاده زيادة إنتاجها النفطي لتلبية الاسواق. وفي مقابلة مع شبكة «سي ان ان»، اوضح النعيمي انه اذا نفذت ايران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز فإنه لن يبقى مغلقاً لوقت طويل. واضاف طبقاً لنص المقابلة «ننتج حالياً بين 9,4 و 9,8 ملايين برميل يومياً ولدينا امكانية لإنتاج 12,5 مليون برميل». وتابع النعيمي قائلاً «اعتقد ان بامكاننا بكل سهولة ان ننتج بين 11,4 و 11,8 ملايين برميل يومياً مباشرة... لكننا قد نكون بحاجة الى تسعين يوماً لنصل الى 700 الف برميل اضافي يومياً».
وكان ممثل ايران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) محمد علي خطيبي قال امس الاول «في حال أعطت الدول النفطية في الخليج الضوء الأخضر للتعويض عن النفط الايراني (في حال فرض عقوبات) وتعاونت مع الدول المغامرة (الغربية) ستكون مسؤولة عن حوادث ستحصل، وبادرتها لن تكون ودية».
وقال النعيمي «شخصياً، لا اعتقد ان مضيق هرمز في حال تمّ إغلاقه سيبقى كذلك لمدة طويلة، فالعالم لن يتحمل هذا الامر».
من جهته، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العقوبات الغربية على ايران ليست كافية. وصرح نتنياهو أمام لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست بأنه «ما لم تفرض عقوبات حقيقية وفعالة على الصناعة النفطية الإيرانية والبنك المركزي فلن يكون هناك أي أثر حقيقي على البرنامج النووي الايراني». ورأى وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون أن واشنطن يجب ان تنتهج سياسة أكثر تشدداً إزاء طهران. وقال يعلون للاذاعة العامة «فرنسا وبريطانيا تدركان ضرورة تشديد العقوبات، خاصة بحق البنك المركزي الايراني». واضاف ان «مجلس الشيوخ الاميركي يؤيد ذلك الا ان الحكومة الاميركية مترددة خوفاً من ارتفاع اسعار النفط في سنة انتخابية»، مشيراً الى ان ذلك «مخيب للآمال».
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الولايات المتحدة تعمل على منع إيران من حيازة أسلحة نووية وهي تشاطر إسرائيل وجهة نظرها في أزمة الملف النووي الإيراني. ودعا باراك إلى الامتناع عن توجيه انتقادات إلى واشنطن على خلفية هذا الموضوع.
ودعا وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في وارسو الى فرض عقوبات تستهدف البنك المركزي وصناعة النفط والغاز في ايران بهدف «خنق» الطموحات النووية لهذا البلد، من دون ان يستبعد الخيار العسكري كلياً. وقال الوزير الاسرائيلي في مؤتمر صحافي مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي «لا أتحدث عن استعدادات عسكرية، أعتقد ان عقوبات قاسية يمكن في الوقت الراهن أن تكون كافية لخنق الطموحات الايرانية، لكننا نبقي كل الخيارات على الطاولة».
وأعرب ليبرمان عن أمله بفرض «قيود وعقوبات ضد مصرفهم المركزي وعقوبات ضد صناعتهم النفطية والغازية بما في ذلك التنقيب والمصافي وكل ما له علاقة بإنتاجهم من النفط والغاز».
وندد وزير الخارجية الاسرائيلي من جهة اخرى بـ«تورط (طهران) في نشاط ارهابي عبر العالم» بما في ذلك اميركا الجنوبية والقرن الافريقي والشرق الاوسط إضافة الى دعمها النظام السوري و«تورطها في الإرهاب في إسرائيل عبر حزب الله والجهاد وحماس»، معتبراً أن ذلك يبرر ايضاً العقوبات الدولية. وقال «لكل هذه الاسباب، اعتقد انه حان الوقت الآن للانتقال من المحادثات والشعارات الى اجراءات قاسية فعلاً وعقوبات ضد النظام الايراني».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...