قال السوري أبو الياس للعراقي روبير: قريباً قد نصبح مثلكم

29-09-2011

قال السوري أبو الياس للعراقي روبير: قريباً قد نصبح مثلكم

بجوار كنيسة سيدة صيدنايا، الواقعة في محافظة ريف دمشق، حيث يتوافد المسيحيون لزيارتها منذ 1400 سنة، يقول أبو إلياس مشيراً إلى صديقه العراقي روبير، «جميعنا يخشى المستقبل.. لجأ العام الماضي إلى سوريا هارباً من العراق. قريباً ربما نكون جميعاً مثله»...
تزداد مخاوف الأقلية المسيحية في سوريا مع تواصل العمليات العسكرية في البلاد، وكان آخرها في مدينة الرستن. يؤكد زوار صيدنايا خوفهم من ان يؤدي تغيير النظام إلى صعود قيادة استبدادية من الغالبية السنية تحرمهم من الحماية الشكلية التي كانت عائلة الأسد تؤمنها لهم على مدى أربعة عقود، فضلا عن خوفهم من حرب اهلية تُدخل البلاد في صراع دموي طائفي في بلد الأقليات العرقية والدينية التي وجدت في معظم الأحيان طريقة مناسبة للتعايش.
بالنسبة إلى كثير من المسيحيين السوريين الذين يشكلون حوالى 10 في المئة من السكان، لا يزال الأسد في المنطقة يشكل ضمانة لهم على عكس وضع إخوانهم المسيحيين في كل من لبنان والعراق اللذين خاضا الحرب الأهلية، او حتى في مصر حيث تزداد مخاوف الأقباط من التغيرات الثورية.
... «لا أعرف هدفكن؟ الآن تستطعن قول وفعل ما تردن، لكن إذا سقط النظام ستختبئن في بيتكن، وتتحسرن على هذه الأيام»... بهذه الكلمات عبرت مواطنة سورية مسيحية عن مخاوف الأقلية المسيحية على صفحة «ناشطات مسيحيات» على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، تلومهن فيها على نشاطهن المعارض.
ما هو مصير الأقليات في منطقة متنوعة بهذا الشكل؟ سؤال يتصدر الاستفهامات الأكثر إلحاحاً التي تواجه العالم العربي المضطرب. فمحنة المسيحيين في سوريا لاقت صدى بين الأقليات الدينية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وكثير منهم يعتبرون أنفسهم في مواجهة مصير مشترك.. في العراق، تضاءل عدد المسيحيين منذ إطاحة الرئيس صدام حسين، مدفوعين بعيداً جراء عمليات سفك الدماء والتعصب. في مصر، يقلق المسيحيون من صعود الاسلاميين. اما في لبنان، حيث يمثلون أكبر نسبة مقارنة مع الاقليات الاخرى في المنطقة، فالقلق حول مستقبلهم لا يفارقهم بعدما خرجوا خاسرين من 15 عاماً من الحرب الأهلية.
ما يسود الأوساط المسيحية السورية من تخوف، وصل إلى لبنان بشكل واضح بعدما أثار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جدلا بتصريحاته الأخيرة التي تناولت الوضع في سوريا قائلا إن «الرئيس الأسد رجل بسيط، ولا يستطيع فعل المعجزات. لذلك يجب أن نعطيه فرصة أخرى للسيطرة على الوضع.. نحن لا ندافع عن النظام السوري، لكن سقوطه سيؤثر على تواجد المسيحيين في كل بلاد الشرق الأوسط. لذلك نحن أيضاً علينا المقاومة».
وعلى الرغم من اعترافات القلق والخوف المسيحية في سوريا وجوارها، إلا أن النخبة المعارضة السوريّة تضم رموزاً مسيحية كبيرة أمثال ميشيل كيلو وفايز سارة، وذلك بموازاة مشاركة عدد منهم في التظاهرات الجماهيريّة، وخصوصا في دمشق. مشاركة مماثلة خرقت ايضاً صفوف الأقلية العلوية التي لطالما سيطرت على الحكم والوظائف الإدارية والعسكرية منذ عقود، اذ بدأ عدد من العلويين ينضمون الى تظاهرات المعارضة الحاشدة كالتي انطلقت من وسط حماة.
وفي حين تعد الثورات العربية بتجديد الأنظمة، بعيداً عن أساليب القمع وعدم المساواة، لا يزال الخوف من الإسلاميين قائماً.. خوفٌ من ان تكسب القوة الأكثر تنظيماً في المنطقة المزيد من النفوذ ساعية إلى جعل المجتمعات العربية أكثر محافظة وربما أقل تسامحاً... هذا ما يدفع ابو الياس إلى القول بحسرة «اليوم، لا نزال هنا. غداً، لا أحد يعلم اين قد نكون».


المصدر: السفير نقلاً عن «نيويورك تايمز»

التعليقات

لايجوز ولا بأي شكل من الأشكال الحديث بهذه الطريقة عن أخوة لنا في الوطن وهم أخوتنا السوريين الذين يدينون بالمسيحية فهم ونحن كذلك سوريون قبل أي دين وهذا التخوف لامبرر له لأن الدولة والسلطة والجيش أقوياء وبرأيي المتواضع فان هذا النوع من المقالات يثير الريبة والشك واثارة المخاوف والقلق لدى عموم السوريين فسورية ليست بلد أقليات سورية لجميع أبناءها الله يحمي سورية وأهلها وجيشها ورئيسها المتنور المقاوم الدكتور بشار حافظ الأسد ملاحظة: ميشيل كيلو وفايز سارة وغيرهم لايمثلون الا أنفسهم وهذه الصحيفة الأميريكية وغيرها من الصحف تدس السم بالعسل وتريد أن تقول خدو بالكن يامسيحين من أخوانكم المسلمين وهذه هو دس السم (الطائفي) بالعسل وكأن الأميركان يهتمون كثيرا بمصالح البشر, أميركا لاتهتم الا بمصالحها ومصالح اسرائيل فقط

قفز الفأر من السقف, فتلقّفه القط بقوله: "اسم الله" فهتف الفأر: "اتركني وأنا بألف خير من الله". هذا ما أريد أن أقوله لكل من يحاول أن يساوم على وضع المسيحيين في سوريا, فنحن لا نخشى أخوتنا المسلمين ونثق بقدرة جيشنا وحكومتنا في السيطرة على الوضع بما فيه الأمن والأمان لهذا الوطن الغالي. وإن كان الغرب يتحدث عن خطر وصول الأصوليين المتشددين إلى السلطة بيكفي أن يرفع دعمه عنهم وينزلهم عن المنابر التي نصبها لهم في بلاده بذريعة الديمقراطية الشوهاء أنا مسيحية سورية وصدقوني لست أخاف على طائفتي أو أبناء ديني أكثر من خوفي على الوطن بأسره, بكلّ مكوناته وأطيافه وأبنائه وحبّة تراب فيه. إن كان هناك خوف لدى السوري أياً كان فخوفه سيكون ممن لا يخاف الله حسب التعبير الدراج وهو في هذه الحالة القوى الاستعمارية المجرمة المتآمرة على سوريا تآمرها على كثير من بلدان العالم وأقرب مثال عليها ليبيا. فإن كان هناك فعلاً من يقيم اعتباراً لرأي المسيحيين حقاً فلن يسمع منهم سوى: "دعونا وشأننا وسنكون في أحسن حال"

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...