مـا يثـيـر الضحـك وحـس الفـكاهـة حـول العـالـم

12-08-2009

مـا يثـيـر الضحـك وحـس الفـكاهـة حـول العـالـم

جولة للفكاهة، حول العالم. يبدو العدد الخاص الذي أطلقته صحيفة «كورييه انترناسيونال» في مطلع آب، وضم أبحاثاً وتقارير ونكاتاً من 70 بلداً حول العالم، طريفاً. فالضحك معدٍ، ومتوافق عليه في المعمورة بأسرها.
ولأن ما يضحك البعض قد لا يضحك البعض الآخر، لطالما تساءل الخبراء عما إذا كانت الفكاهة شأناً محلياً؟ وما هي أساسيات الضحك؟ الأديب الفرنسي مارسيل بانيول كتب في «ملاحظات حول الضحك» أن الضحك تركز في البداية حول «اضطرابات الجسد»، ثم توسع ليشمل الاختلافات الاجتماعية والثقافية... إلى أن طالت بلداناً مختلفة، جعل كل منها من جاره هدفاً لنكاته: ايرلندا وبريطانيا؛ أسبانيا والبرتغال؛ السويد وفنلندا؛ رومانيا وبلغاريا؛ فضلاً عن النكات التي تتبادلها شعوب مختلفة في بلد واحد كالفلاماند والفالون في بلجيكا. ولأن مثل هذا النوع من النكات قد «يثير أزمات بين الدول، غالباً ما تعمد الشعوب إلى ترميز نكاتها»، حسبما قال الخبير ارنست دياسو في «صحيفة الخميس» الصادرة في بوركينا فاسو.
لكن ما الذي يضحك البريطانيين أو الأميركيين أو غيرهم؟ هو سؤال أجاب عنه مثقفون ينتمون الى «الاتحاد من أجل تنمية البحوث حول الفكاهة»، في جلسة عقدت في مقهى باريسي في مطلع العام. فتبين أن البريطانيين يميلون إلى التورية، فيما يميل الأميركيون إلى المبالغة، فيما يضحك السويديون من قانون السير والتهذيب الزائد، لكن الخبراء لحظوا أن الاختلافات بين الدول بشأن ما يثير الضحك باتت أضيق، بفضل العولمة، وانتشار الأفلام ووسائل الاتصال الإلكترونية، على نطاق واسع.
في أيلول 2001، أجرى عالم النفس البريطاني ريتشارد وايزمان دراسة شملت 100 ألف شخص في 70 دولة، هدفها معرفة ما إذا كان الرجال والنساء يتمتعون بحس الفكاهة ذاته، وتحديد النكتة الأكثر تداولاً في العالم. وتبين أن النكتة العالمية تقول: «صيادان في الغابة. أصيب الأول بوعكة. توقف عن التنفس وبدت عيناه قد تجمدتا. سارع الثاني إلى الاتصال بالإسعاف، وهتف: «صديقي مات، ماذا أفعل؟، رد المجيب: اهدأ. أولاً عليك التأكد من أن صديقك قد توفي». ساد صمت وجيز، ثم سُمع صوت طلق ناري. عاد الصياد الثاني إلى الهاتف وقال للمسعف: «حسنا، والآن ماذا؟».
ويقول الخبراء أن «أفضل زبائن النكات» هم الألمان، فالفرنسيون، فالدنماركيون فالبريطانيون. هؤلاء، ومعهم الأيرلنديون والأستراليون يفضلون النكات القائمة على التلاعب بالكلمات، بينما يفضل الأميركيون التنكيت المتمحور حول «عقدة الفوقية»، حيث غالباً ما يكون هناك شخصية غبية، بينما يفضل الأوروبيون عموماً والفرنسيون خصوصاً التنكيت بشأن «مسائل تصيبنا بالقلق، كالموت والمرض والزواج».
من النكات التي نُشرت في عدد «كورييه» الخاص، واحدة وُضعت تحت خانة «أوروبا»، وتفيد بأن جنود من البوسنة يكمنون لجنود صرب، يفترض بهم أن يمرّوا من المكان في منتصف الليل. تجاوزت الساعة، الواحدة بعد منتصف الليل، فقال أحد الجنود البوسنيين قلقاً «آمل ألا يكون قد وقع لهم مكروه». ومن «المغرب»، تقول النكتة أن أحدهم سأل «لماذا لا يوجد عرب في برنامج ستار تريك». الجواب: لأن البرنامج تدور أحداثه في المستقبل. أما نكتة «جنوب أفريقيا» فتفيد بأن مدرّسة سألت تلميذاً: من أين يأتي الأطفال، فيجيب التلميذ: من جاكوب زوما (الرئيس الذي له 18 طفلاً).
وتضمن عدد «كورييه» مواضيع علمية تبحث «آلية الضحك، والعضلات والأصوات»، و«الفكاهة والتنمية»، ومواضيع من سبعين دولة، من الهند إلى الأرجنتين، مروراً بالصين وأستراليا والشرق الأوسط.

المصدر: السفير نقلاً (عن «لوموند»،«كورييه انترناسيونال»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...