نزاع إسرائيلي حول المفاوضات مع سوريا

04-11-2006

نزاع إسرائيلي حول المفاوضات مع سوريا

دبّ الخلاف من جديد بين رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس حول المفاوضات مع سوريا. وقد اعترض أولمرت على مبادرة بيرتس إلى نقل رسالة للقيادة السورية، عبر وسيط أوروبي، ألمح فيها إلى أن المساعدة على تحرير الجندي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليت كفيلة بأن تساعد على استئناف المفاوضات السياسية بين اسرائيل وسوريا.
وأشارت صحيفة معاريف إلى أنه رغم تكرار بيرتس في الأسابيع الأخيرة الحديث عن المفاوضات مع سوريا وتعرضه للانتقاد من جانب أولمرت إلا أنه قام بنقل رسائل إلى دمشق عبر جهات دولية مختلفة. وأوضحت الصحيفة أن بيرتس وجه هذه الرسائل رغم انتقاداته الشديدة لدعم سوريا للمنظمات الفلسطينية ولحزب الله لأنه لا يريد إغلاق الباب أمام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت معاريف الى أنه في الرسالة الأخيرة التي حملها مبعوث أوروبي، أرسل بيرتس تلميحا قويا إلى ما يمكن أن يجعل سوريا في نظره شريكا. وأوضح بيرتس في الرسالة أنه إذا ضغطت سوريا على قيادة حماس في دمشق من أجل إنهاء قضية الجندي المختطف جلعاد شاليت، فإن من شأن ذلك تسريع البدء بالمفاوضات السياسية بين إسرائيل وسوريا.
وكتبت معاريف أن أهمية رسالة بيرتس تكمن في أن المبعوث المقصود له مكانة مميزة لدى القيادة السورية، ما يضمن وصول الرسالة. غير أنه، بحسب معاريف، ليس هناك ما يؤكد وجود تنسيق في هذا الأمر بين بيرتس وأولمرت. وأضافت أنه يمكن الافتراض أن بيرتس يحاول ترسيخ خط سياسي مستقل نسبيا في الشأن السوري.
ومع ذلك، فإن مصادر في رئاسة الحكومة أشارت إلى أن موقف أولمرت من الموضوع السوري لم يتغير. وأشار مصدر مقرب من أولمرت إلى أنه ليست لإسرائيل مصلحة بالتفاوض مع سوريا لأن الثمن واضح والمقابل صفر. ومسموح لوزير الدفاع أن يطرح أفكارا ولكن عليه أن يتذكر أن صاحب القرار في هذا الشأن هو رئيس الحكومة. ومن دون موافقة أولمرت لن تجري أي مفاوضات سياسية مع سوريا.
وأشارت مصادر رئاسة الحكومة إلى أنه إذا ساعدت سوريا في إطلاق سراح شاليت فإن هذا بالتأكيد يحسن مزاج إسرائيل. غير أن الطريق طويلة بين ذلك والبدء بخطوة سياسية ليست مدرجة حاليا على جدول الأعمال.
وبعدما أثار الأمر خلافا، أصدر ديوان وزير الدفاع الإسرائيلي توضيحا يفيد بأنه لم يرسل أي رسائل، ولكن بيرتس يؤكد موقفه الدائم بأنه على الرئيس السوري العمل من أجل وقف الدعم الذي يقدمه لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في قضية شاليت.
وكان المراسل السياسي لصحيفة هآرتس ألوف بن قد كشف النقاب عن الحوار الذي دار في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بين أولمرت وزعيم ميرتس يوسي بيلين حول سوريا. وقال إن المقطع الأكثر إثارة تمثل في توضيح اولمرت مطولا أسباب رفضه عرض الأسد للسلام، وتجاهله لتهديداته بشن الحرب. واعتبر بن أن هذا التوضيح سيكون رسالة دفاع اولمرت إذا اندلعت الحرب في الجولان المحتل، والدليل على صدقه إذا تراجع الأسد.
وقال زعيم ميرتس لاولمرت ينبغي العودة الى المفاوضات مع سوريا، لقد سمعت منك أمرين: انك لن تنزل عن الجولان وأنه لو أراد السوريون السلام لتنازلوا عن قيادات الإرهابيين في دمشق. أنت تقول للأسد إنه لن يحصل على النتيجة (الجولان) وإنك في نفس الوقت تريد مؤشرا على جديته. ليس هناك احتمال بأن يتنازل عن قيادات الارهاب.
ولم يضبط اولمرت نفسه فقال عندما أرى جدية تفسيرك على وجهك وأنت تُنظّر في موضوع السلام مع سوريا أتذكر أنك كنت قبل شهرين فقط قد ناشدتني شخصيا وعلنيا أن أهاجم سوريا بطريقة عسكرية. ومثلما لم اعتقد حينها انك على حق، اعتقد الآن أنك لست على حق. في بعض الأحيان ينبغي أن نتحدث بثقة أقل بالنفس.
وغمز أولمرت من قناة بيلين قائلا يوجد عند اليهود والإسرائيليين إغراء، نحن بحاجة ماسة لكلمات الحب من القادة العرب. هذا شيء موجود عندنا جميعا وجزء من الجينات اليهودية والإسرائيلية التي نحملها. عندما يقول الأسد بضع كلمات نتحمس كلنا ونندفع بصورة تضر بمصالحنا. من الواضح انه عندما يريد الأسد السلام فهو يريد المقابل، ومن الواضح أن هذا هو الانسحاب الى خطوط 1967.
وتابع اولمرت كلامه لنفترض أننا وافقنا على النزول عن الجولان. ولكن ليس هناك خبير واحد، وهذا ما فحصته لدى الكثيرين، وما لا أزال أفعله، يقول إننا سنحصل على بقية عوامل المعادلة. لنفترض أن سوريا كانت ستعلن انها إذا عقدت السلام معنا وحصلت على الجولان ستقطع علاقاتها مع طهران، وستخرج قيادات الارهاب من دمشق، وتوقف إرسال السلاح لحزب الله. في هذه الحالة سنفترض ان هذه مسألة جيدة، ولكن ليس هناك مختصا واحدا يقول إن هذا ما سيحدث. وإننا إذا أعدنا الجولان فسننقلهم الى سياسات معتدلة ويأتي الخلاص لصهيون، وإن حزب الله سيزول، وخالد مشعل لن يبقى هناك.
وواصل كلامه قائلا سمعت أيضا أنك تقول انه إذا لم تكن هناك مفاوضات فهناك خيار عسكري ويتوجب تجنبه. فلتقل لي أنت إذا افترضنا أننا سنتوجه الى المفاوضات ولم تنجح ولم يحصل الأسد على الجولان، فهل ستزداد رغبته في التوجه الى الخيار العسكري أم ستقل؟.
وأنكر اولمرت الادعاءات القائلة بأن الادارة الاميركية منعته من التوجه الى المسار السوري قائلا لم أسمع من أي طرف أميركي جدي دعوة لعدم الاقتراب من سوريا. ولم يقل لي أحد أن أفعل أو لا أفعل ذلك.
وكانت هناك أيضا تعليلات أخرى إذا تحدثنا مع عراب مشعل فلن يبقى أي زعيم في أوروبا لن يقول لنا تحدثوا مع مشعل ومع هنية مباشرة. ومن الذي سيسمح لنا حينئذ بأن نقاطع حماس بسبب رفضها الاعتراف بإسرائيل؟ انظروا الى أميركا، أي إغراءات لم يرسلوها للأسد حيث يوجد لديهم أكثر بكثير مما يوجد لدينا، وماذا حصلوا في المقابل؟ هل ينبغي علينا ان نقفز الى البركة قبل أن نتأكد إذا كانت فيها مياه أم لا.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...