«أسمهان»: دراما تلفزيونية تعد بتأثير السينما وسحرها

03-06-2008

«أسمهان»: دراما تلفزيونية تعد بتأثير السينما وسحرها

لا يتسع الوقت أمام فريق عمل مسلسل «أسمهان»، إلا للعمل قبل أن يداهمه شهر رمضان. لذلسلاف فواخرجي وعابد فهد أثناء التصويرك غالباً ما سيبدو اقتحام صحافي لأحد مواقع التصوير غير مرحب به، ورغم ذلك فأهلاً وسهلاً بالصحافة شريطة أن تكتفي بأن ترى وتسمع. أما الحوار مع العاملين فهو مؤجل للاستراحة اليومية حول مائدة الطعام، مع «نفس» نارجيلة يتزاحم عليها النجمان ورد الخال وفراس ابراهيم.
الزائر المحكوم بأن لا يتكلم، سيبقى متروكاً لمتعة اكتشاف تفاصيل ما يحدث حوله بنفسه. كأن يكتشف بأنه يستطيع، في وقت واحد وبمكان ضيق، سماع أربع لهجات عربية هي: المصرية، اللبنانية، السورية، بالإضافة إلى لهجة المخرج الماجري التونسية، دون أن تتغير الصورة كثيراً أمام الكاميرا أو خلفها. فإذا كان تعدد اللهجات أمراً فرضه التنوع المكاني والاجتماعي الذي عاشت الأميرة آمال الأطرش(أسمهان) أجواءه، فإن تعددها خلف الكاميرا كان انعكاساً لإرادة القائمين على تنفيذ المسلسل حين عمدوا الى اختيار ممثلين، بشكل يؤدي كل منهم دوره التمثيلي بلهجته الحقيقية. فجاءت الفنانة ورد الخال من لبنان لتؤدي شخصية الأميرة اللبنانية «علياء المنذر»، ومعها جاء الفنان فادي إبراهيم ليؤدي دور الملحن اللبناني «فريد غصن». وجاء المصريون ليؤدوا أدوار الشخصيات المصرية، وكذلك فعل السوريون، ليبقى الفنان المصري أحمد شاكر هو الاستثناء الوحيد، عندما قدم شخصية السوري فريد الأطرش، و«ذلك لأن فريد لن يظهر في المسلسل إلا وهو يتكلم المصرية»، حسب ما أكد لنا الفنان فراس إبراهيم.
جو من التفاؤل بنجاح العمل يستطيع المرء أن يلتقطه بسهوله في موقع تصوير «أسمهان». لا سيما عند الحديث مع نجم العمل ومنتجه فراس إبراهيم. فهذا الأخير، وبعد أن أعلن من قبل أن «دفاعي عن أسمهان دفاع عن نفسي»، في إشارة إلى تمسكه بالعمل رغم العقبات، يبدو اليوم مطمئناً الى إنتاج عمل لا يمكن إلا أن «يلقى النجاح بعد توافر عناصر فنية وإنتاجية متميزة».
مخرج المسلسل شوقي الماجري لم يرغب بالكلام. هو يفضل أن يتحدث عمله نيابة عنه. وفي متابعة عمل الماجري ما يشي باهتمام الرجل بكادر كاميراته، واعتنائه بتفاصيل تعد بسحر للمسلسل لا يقل عن سحر السينما.
بدورها وعدت النجمة سلاف فواخرجي (أسمهان) بتقديم «عمل مختلف تماماً عن أعمال السيرة الذاتية». وتلفت فواخرجي إلى أن أداء دور «أسمهان» تطلب «تدريبات على الرقص والموسيقى وركوب الخــيل فــضلاً عن إتقــان أربع لهجات على الأقل».
المراقب الصامت يستطيع بسهولة أن يكتشف أن الدور تطلب منها أكثر. فقد قصت النجمة فواخرجي جزءا لا بأس به من شعرها، بعد أن أُتخذ «قرار بعدم استخدام الشعر المستعار». في حين اجتهد خبير التجميل المصري محمد عشوب لتقريب ملامح وجه النجمتين.
أما الفنان أحمد شاكر، فقد بدا مفاجأة للجميع. فهو لم يكتف بمقاربة شكله بمساعدة الماكيير محمد عشوب لشكل الفنان فريد الأطرش، بل بدا متقمصاً روح فريد أيضاً، وقال: «حاولت أن أصل إلى التفاصيل الخارجية للشخصية، ولكنني شاهدت أفلام فريد في رغبة للوصول إلى بساطته وروحه وطريقة أدائه ونبرة صوته». ويشير الفنان شاكر إلى أن «المسلسل ينطوي على عناصر فنية متكاملة»، لافتاً إلى أن التنوع في مجموعة المسلسل التمثيلية من شأنه أن «يجعل الجمهور يتابع العمل باعتباره عملاً قومياً عربياً».
لن يُعرض مسلسل «أسمهان» قبل شهر رمضان المبارك المقبل، إلا أنه بات متوقعاً ومنذ الآن ان يكون المسلسل مرشحاً ليكون من النوع النادر من المسلسلات التي ستحوز على تأثير السينما لجهة الخلود في الذاكرة.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...