«جبهة النصرة» تعلن معركة «تحرير الساحل» السوري

05-08-2013

«جبهة النصرة» تعلن معركة «تحرير الساحل» السوري

بعد أسابيع على دعوة عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الإسلامي أنس عيروط إلى خلق «توازن رعب» عبر استهداف الساحل السوري، أعلنت فصائل مسلحة عدة، مقربة من تنظيم «القاعدة»، ما قالت إنها «معركة تحرير الساحل» التي بدأت بهجوم أعداد كبيرة على قرى ريف اللاذقية الشمالي، الذي يشهد منذ عام ونصف العام محاولات اختراق، مدعومة من الجانب التركي، وتستفيد من حالة الفوضى العسكرية الراسخة في قرى محافظة إدلب.
وليل أمس الأول أعلنت فصائل إسلامية عدة، بينها «جبهة النصرة» و«أحرار الدولة الإسلامية في العراق والشام» وما يسمى بـ«كتيبة صقور العز»، معركتها لـ«تحرير الساحل»، عبر شن هجوم متزامن على مراصد عسكرية في منطقة الحفّة وجوارها، محاولة التقدم نحو قرى المنطقة، في استهداف جديد، بعد فشل محاولة سابقة في تموز الماضي.
واستنادا لما ينقله الناشطون المرافقون للكتائب المهاجمة في «معركة تحرير الساحل»، يمكن الاستنتاج أن المعركة تنطلق من أهداف عقائدية ومذهبية صرف، لا عسكرية، خصوصا أنه لا وجود تقريبا للبيئة الحاضنة لـ«الجهاد الإسلامي» في الساحل السوري. مسلح قرب دبابة في الرقة امس الاول (رويترز)
ووفقا لموقع «حنين»، المقرب من «القاعدة»، الذي تابع تقدم «المجاهدين» ساعة بساعة، فإن ما يجري هو عملية «تحرير الساحل» وبموجبها جرى «تحرير مرصد إنباته، وبرج بارودة واستربة وتحرير 4 قرى علوية، وتم اغتنام دبابة وتدمير أخرى»، فيما يضيف ناشط إن «الأبطال في الساحل يسيطرون على دبابات العدو ويوجهونها على القرى العلوية والإخوان يحاصرون أطفال ونساء النصيرية (العلويون)». ويشير آخرون إلى «نزوح عائلات العلويين من مدينة الحفة وقراها في اللاذقية نتيجة سماع الانفجارات واقتراب مجاهدين».
ويأتي هذا التوصيف للمعركة بعد دعوة عيروط إلى خلق «توازن رعب» عبر الهجوم على «مواقع أبناء الطائفة العلوية» في سوريا. ويقول: «لا بد أن نركز على قراهم. عليهم في مساكنهم ومعاقلهم.. لا بد أن نضرب البنية التحتية لهم، وألا يُترَكوا هكذا يعيشون بخير وأمان، ولا يصير عليهم شيء لأنهم في كنف النظام لا يمكن أن يتأثروا».
وتابع عيروط، مؤسس «جبهة تحرير سوريا» الإسلامية، في تصريحات منذ 3 أسابيع من مقر إقامته في اسطنبول: «إذا ضربناهم في معاقلهم سينقلبون على (الرئيس) بشار (الأسد). هم مرتاحون. أما في القرى والبلدات التي خرجت عن سيطرة النظام، فهناك قصف وآلام دائما»، مشيرا إلى المناطق ذات الغالبية السنية في شمال البلاد والوسط والشرق. وأضاف: «إذا لم يتوازن الرعب بيننا وبينهم لا يمكن أن تحسم المعركة».
ورغم أن عيروط تنكر لاحقا لما صدر عن لسانه، لا سيما أنه من «شيوخ» مدينة بانياس الساحلية، إلا أن آخرين كانوا سبقوه إلى دعوة مماثلة، من بينهم شيوخ وقادة عسكريون، أحدهم قائد «الجيش الحر» السابق رياض الأسعد الذي كان أول من دعا إلى قصف «القرى العلوية» في الساحل، ليعود ويقول إنه «قصد الإشارة إلى قواعد الصواريخ لا القرى المدنية».
ويتمايز دعاة الهجوم والمحرضون على المعركة عن منفذيها، من ناحية عدم حرج الطرف الأخير من عقيدته العسكرية والدينية. ووفقا لعسكريين سوريين، تعتبر جبهة الريف الشمالي من أكثر الجبهات استحضارا للمقاتلين الأجانب لا سيما الخليجيين والليبيين، وهؤلاء يحملون أفكارا تكفيرية، وينظرون إلى قرى ومدن تلك المنطقة باعتبارها «معاقل كفار» بالجملة.
وأمس قالت مصادر ميدانية لـ«السفير» إنه تم صد هجوم بأعداد كبيرة على نقاط وقرى عدة في منطقة سلمى وقرى الحفة، وذلك بعد حالات نزوح جماعية جراء استهداف تلك القرى بقذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع وعمليات القنص. واضطر الجيش السوري إلى إخلاء مواقع وإعادة التموضع، علما أن غالبية القوى المقاتلة هناك هي من لجان «جيش الدفاع الوطني» البديل المنظم عن «اللجان الشعبية» والتي هي أساسا من أهالي المنطقة.
ودخل الطيران الحربي على خط المعركة فجر أمس، وشن غارات عدة على أماكن تجمع القوى المهاجمة التي تتوزع بين غابات منطقة سلمى، ذات الكثافة الشجرية. وسجل ناشطون مقتل ثمانية جنود على الأقل، وإصابات عديدة برصاص قناصين.
وجرت اشتباكات على مسافات قريبة على محاور منطقة سلمى، في قرى الحمبوشية، بارودة، بلوطة، واستربة التي استعادها الجيش السوري سريعا بعد دخول خاطف لمقاتلي المعارضة إليها. إلا أن المعارك بقيت شديدة في محيط المنطقة لا سيما تلك القريبة من مرصد إنباته الذي استخدم كموقع قصف متقدم لقرى قريبة بعد الاستيلاء عليه. وقالت مواقع موالية إن المسلحين يحتجزون أعدادا كبيرة من المدنيين لا سيما ممن حاولوا النزوح باتجاه مدينة اللاذقية.
ووصل عدد من الجرحى إلى مستشفيات اللاذقية، بينهم أطفال، أصيبوا بشظايا ورصاص قناصة، فيما استمر طريق اللاذقية ـ صلنفة بحركة سيره المعتادة، رغم المسافة القصيرة التي تفصل بين منطقتي صلنفة وسلمى. ويستفيد المهاجمون من السيطرة الكبيرة لحلفائهم على قرى ريف إدلب، كما من الاختراقات الموجودة في ريف حماه، القريبة من مواقع القتال. ويحظى هؤلاء، وفقا لمصادر سورية مسؤولة، بدعم تركي لوجستي واستخباراتي لا سيما في المناطق ذات الكثافة التركمانية. وتقوم سيارات إسعاف تركية، وأخرى رباعية باختراق المنطقة الفاصلة بين البلدين بشكل دوري بحسب حرارة الاشتباكات الدائرة، وتقوم وحدات إسعاف تركية بالعمل كطاقم طبي مرافق، في المناطق الحدودية بين البلدين.
من جهة اخرى، اعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان امس الاول: «سيطر مسلحون على مخازن للذخيرة تابعة للقوات السورية في منطقة القلمون قرب دمشق، تحوي اسلحة مضادة للدروع وصواريخ غراد».
وقال: «سيطر مقاتلون من لواء الاسلام وجبهة النصرة وكتيبة التوحيد وقوات المغاوير وكتائب شهداء القلمون وغيرها على ثلاثة مستودعات للذخيرة قرب بلدة قلدون في منطقة القلمون بريف دمشق».
وذكر «المجلس الوطني السوري» المعارض، في بيان، «قامت عناصر أمن الدولة في مصر بصورة مفاجئة باعتقال رجل الأعمال وعضو المجلس الوطني السوري معتز شقلب، وتم تسفيره خارج البلاد».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...