أجندة بوش غير المعلنة في زيارته الوداعية للمنطقة

15-05-2008

أجندة بوش غير المعلنة في زيارته الوداعية للمنطقة

الجمل: وصول الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى إسرائيل في زيارته الثانية التي هدفت على الصعيد المعلن إلى مشاركة الإسرائيليين احتفالاتهم بالذكرى الستين لإقامة «إسرائيل»، أما على الصعيد غير المعلن فإن الزيارة تهدف إلى وضع الخطوط النهائية لأجندة السياسة الأمريكية – الإسرائيلية في فترة الستة أشهر القادمة المتبقية من عمر إدارة الرئيس بوش.
نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي ورقة الرصد السياسي رقم 1373 التي حملت عنوان «زيارة بوش الأخيرة للشرق الأوسط يمكن أن تكون أكثر من مجرد وداع»، وقد أعد التحليل الذي تضمنه محتوى الورقة اليهوديان الأمريكيان ديفيد بولوك وسايمون هندرسون الخبيران في المعهد، وتطرق التحليل إلى ما يلي:
• إسرائيل والفلسطينيون: لقاء بوش بالرئيس شيمون بيريز ورئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت وخطاب بوش أمام أعضاء الكنيست ستركز جميعاً على التأكيد على المضمون الرمزي لالتزام أمريكا بحماية أمن إسرائيل إضافة إلى تقديم الوعود بالمزيد من إمدادات الأسلحة المتطورة والمساعدات الاقتصادية لإسرائيل. وستتضمن إمدادات الأسلحة هذه المرة:
* الطائرات المقاتلة بعيدة المدى.
* الرادارات المضادة للصواريخ.
* البدء بتنفيذ برنامج الدعم المالي الذي سيستمر لفترة عشر سنوات بمعدل 3 مليار دولار سنوياً.
كما لن يتم عقد اجتماع ثلاثي أمريكي – إسرائيلي – فلسطيني بسبب عدم حدوث أي تقدم في مسار المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية وسيعقد جورج بوش اجتماعاً مع طوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط، وتقول التسريبات بأن بلير يحاول تحفيز الطرفين على الاستمرار في المفاوضات وتقديم التنازلات. وتأتي زيارة بوش هذه المرة بشكل متزامن مع غمامتين داكنتين تلبدان الساحة الإسرائيلية: فضيحة رشوة أولمرت وصواريخ المقاومة الفلسطينية. وإذا كانت فضيحة الرشوة بانتظار الحسم القانوني فإن صواريخ المقاومة كما تقول ورقة الرصد السياسي ستكون مرهونة بمدى فدرة عمر سليمان وزير المخابرات المصرية على القيام بتطبيق ما اتفق عليه مع الإسرائيليين خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل.
• الأزمة اللبنانية الأخيرة: سيلتقي الرئيس بوش بفؤاد السنيورة في مصر يوم 18 أيار وسيؤكد له التزام واشنطن بتأييد حكومته وبأن وصول المدمرة الأمريكية إلى الشواطئ اللبنانية يندرج ضمن عملية الدعم الأمريكي لحكومته. وما كان لافتاً للنظر في ورقة الرصد السياسي هو وصف خبراء اللوبي الإسرائيلي للجيش اللبناني بأنه فاقد الشهية والرغبة في مواجهة حزب الله. كما أكدت الورقة على أن الرئيس بوش علق قائلاً بأنه من الصعب عليه تقديم المساعدات لمن ليست لديهم الرغبة والإقدام، أما الناطق الرسمي في البيت الأبيض فقد كان صريحاً في حديثه، وما كان غير عادي هو عدم تحميل الحكومة الأمريكية لمسؤولية الأحداث على إيران وسوريا، وإنما عزت المسؤولية للفشل –بواسطة حكومة السنيورة وقوى 14 آذار- في مواجهة حزب الله والمقاومة اللبنانية، وهو الفشل الذي سيكون علامة ومؤشراً ليس لفشل زيارة بوش وحسب وإنما لفشل السياسية الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية والسياسات الخارجية الأمريكية الإقليمية الأخرى.
• العراق وأفغانستان: خلال تواجده في مصر، سيلتقي الرئيس بوش بالزعماء المتعاملين مع سلطات الاحتلال الأمريكي، حامد كرزاي الذي نصبته أمريكا رئيساً على أفغانستان، وعادل عبد المهدي الذي سيحضر من العراق، إضافةً لذلك سيسلتقي الرئيس بوش بالسيد برهم صالح الذي يتولى منصب رئيس مجلس الوزراء البحريني الذي تستضيف بلاده السفن الحربية الأمريكية. وتقول التسريبات بأن الرئيس الأمريكي سيطالب تحالف المتعاملين العراقيين المسيطر على بغداد بالآتي:
* التعاون مع القوات الأمريكية في العملية العسكرية التي بدأت ضد منطقة الموصل ومحافظة نينوى.
* المضي قدماً من أجل إجازة قانون النفط العراقي.
* المضي قدماً من أجل إنجاز اتفاق التعاون الأمريكي – العراقي، الذي يطالب الأمريكيين بالبقاء في العراق.
* القضاء على الخلافات السياسية بين حلفاء أمريكا من المتعاملين العراقيين.
وأكدت التسريبات أيضاً بأن الرئيس بوش قد طلب من القوات الأمريكي العمل على وجه السرعة من أجل إكمال مهمة الموصل بحيث تكون على غرار نموذج خطة أمن بغداد ونموذج العدوان الأخير على البصرة.
كما أشارت التسريبات إلى أن الرئيس بوش سيهنئ الرئيس المصري حسني مبارك بحلول عيد ميلاده الثمانين وسيسأل مبارك عن خططه ومشروعاته المستقبلية ومدى قدرته على مواصلة العمل، هذا ولم ينس كاتب الورقة أن يشير إلى أن الرئيس بوش سيحاول الاطمئنان على صحة الرئيس مبارك.
• السعودية وأسعار النفط: أشارت الورقة إلى أن السعوديين قد حثوا وشجعوا إدارة بوش على القيام بضرب قواعد تدريب المليشيات العراقية الموجودة داخل إيران، وركزت مطالبة السعوديين على ضرورة أن توجه أمريكا الضربة المطلوبة بالانطلاق من الأراضي العراقية بما يحمل الإشارة والتأكيد بأن الضربة الأمريكية هي لحماية العراق من خطر المسلحين.
وتشير التسريبات الواردة في الورقة إلى أن السعوديين يرون بأن تنفيذ مثل هذه الضربة سيساعد في الضغط على الإيرانيين باتجاه تقديم التنازلات في ملف البرنامج النووي الإيراني، كما سيساهم في القضاء على خطر معسكرات المليشيات التي تهدد العراق، وأخيراً سيردع حلفاء إيران الناشطين حالياً داخل العراق ويجعلهم يتوجهون نحو خيار عدم الارتباط بإيران والعمل ضمن العملية السياسية العراقية التي تتم حالياً برعاية سلطات الاحتلال.
كما أشارت تسريبات الورقة إلى أن بوش سيهتم هذه المرة بالضغط على السعوديين أكثر من أجل تخفيض أسعار النفط التي بات ارتفاعها الشديد يهدد مستقبل استقرار الاقتصاد الأمريكي.

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...