أمريكا: العثور على طردين مفخخين أُرسلا جوّاً من اليمن

استعادت المطارات الأميركية أجواء الذعر، قبل أربعة أيام من موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، عندما عثرت السلطات الأمنية في بريطانيا ودبي على طرود مريبة كانت في طريقها جواً من اليمن إلى الولايات المتحدة، وتأكد وجود متفجرات في اثنين منها، وذلك بعد ورود معلومات دفعت بأجهزة الأمن إلى تفتيش طائرات شحن على حافتي الأطلسي.
واكتشف أحد الطردين المريبين على متن طائرة شحن تابعة لشركة «يو بي أس» الأميركية في مطار ايست ميدلاند، على بعد 260 كيلومترا إلى الشمال من لندن، فيما عثر على الثاني في مكتب لشركة «فيديكس» للشحن في دبي.
وفي مؤشر عكس القلق الأميركي من التهديد قال مسؤولون أميركيون إن طائرات مقاتلة رافقت رحلة تابعة لـ«طيران الإمارات» من دبي إلى مطار «جون أف كندي» في نيويورك. وعبرت الطائرة أولا المجال الجوي الكندي، حيث رافقتها مقاتلات كندية، ثم دخلت الأجواء الأميركية حيث رافقتها مقاتلتان من طراز «أف ـ 15».
وذكر مصدر رسمي في دولة الإمارات أن طردا مريبا كان في طريقه من اليمن إلى الولايات المتحدة واكتشف في دبي، مشيرا إلى أنه كان يحتوي على شحنة ناسفة، فيما أشارت وكالة أنباء الإمارات إلى أنّ «الجهات المعنية قامت بتحويل تلك الشحنة إلى المختبر للفحص لتحديد نوعها».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن «هذين الطردين جاءا من اليمن»، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أُبلغ بهذا التهديد المحتمل مساء أمس الأول. واعتبر مسؤول أميركي انه في حال اكتشاف صلة بين هذه الطرود وبين أعمال إرهابية فإن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» سيتصدر قائمة المشتبه بهم.
وأشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة تتحرى بشأن طرود أخرى ربما تكون مبعث قلق، مضيفاً أنّ الطرود المرسلة من اليمن ستخضع لتفتيش دقيق، فيما أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أنها زادت من إجراءات أمن الطيران بدافع الحذر.
وفي إعلان مقتضب، قال أوباما اليوم إن مادة ناسفة واضحة اكتشفت على طردين مريبين كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة من اليمن، مشيراً إلى أنّ المحققين اكتشفوا تهديدا إرهابيا ضد الولايات المتحدة، وأن الأمن سيعزز ردا على ذلك طالما استدعى الأمر ذلك.
وأوضح اوباما أن الفحص المبدئي للطردين اللذين اكتشفا في دبي وبريطانيا اظهر «أنهما يحتويان بوضوح على مادة ناسفة». ولفت إلى أنهما كانا موجهين إلى «مؤسسات يهودية» ويشكلان «تهديدا إرهابيا حقيقيا»، مضيفاً أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تعهد بالتعاون في التحقيق.
وعبّر اوباما عن شكوكه في أن «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» مسؤول عن الحادث، مشيراً إلى أن التنظيم ما زال يخطط لهجمات ضد الولايات المتحدة. وتعهد اوباما بألا يدخر المسؤولون الأميركيون جهدا في معرفة مصدر الطردين وأي مؤامرات أخرى.
وكانت «رابطة مكافحة التشهير» في الولايات المتحدة نقلت عن مصادر أمنية أن هناك تهديداً لمؤسسات يهودية أميركية. وذكرت شبكة «سي بي أس» أنّ السلطات الأميركية حذرت من احتمال أن تكون مراكز يهودية في شيكاغو أهدافا لهجمات، مشيرة إلى أنّ أجهزة الأمن نصحت المعابد المحلية بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتشديد الإجراءات الأمنية.
وفي صنعاء، أعلنت مصادر أمنية يمنية أنّ «تحقيقات مكثفة واسعة النطاق تجري حاليا لمعرفة خلفية القضية، وللوصول إلى الجهة التي قامت بإرسال الطرود».
وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أن لندن تراجع «بشكل عاجل» خطوات لتحسين أمن طائرات الشحن القادمة من اليمن.
وقال المتحدث باسم شركة «فيديكس» موري لين إنه «كإجراء أمني إضافي حظرت (فيديكس) كل الشحنات القادمة من اليمن»، فيما أعلنت شركة «يو بي أس» أنها علقت تسليم الطرود المرسلة من اليمن على خلفية اكتشاف الطرود المشبوهة.
(أ ف ب، رويترز، أب، د ب أ، أ ش أ)