التسوية تتسرب و"إسرائيل" تناور للحرب

17-12-2010

التسوية تتسرب و"إسرائيل" تناور للحرب

اختتم جيش الكيان الصهيوني أوسع تدريب له على عدوان مقبل ضد لبنان، في وقت اختتمت “لجنة متابعة مبادرة السلام العربية” اجتماعاً أظهرت في ختامه تمسّكها بعملية التسوية، التي تتسرّب من بين أيدي المفاوضين و”الوسطاء” وإن كانت قررّت عدم العودة للمفاوضات من دون “عرض أمريكي جدي”، وأما الوسيط الذي اعترف بفشله في عملية التسوية فقد واصل وضع العصا في دواليب الاعترافات الدولية ب “دولة” فلسطينية والتي بدأت باعتراف البرازيل والأرجنتين، وكلّفت “لجنة متابعة مبادرة السلام العربية” السفراء العرب الإعداد للتوجّه إلى مجلس الأمن الدولي لعرض موضوع التسوية عليه، وكلّف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ممثل فلسطين في الأمم المتحدة التوجه إلى مجلس الأمن فوراً .

ووافق مجلس النواب الأمريكي، أمس، على قرار يدين أي إعلان أو اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية، وذلك بعد ساعات من دعوة لجنة المتابعة لتوسيع الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية . وبالتوازي مع الموقف الأمريكي الذي يشكّل مكافأة من العيار الثقيل ل”إسرائيل”، بدأت الأخيرة إنشاء حي استيطاني جديد في القدس المحتلة، فيما أنهى جيشها أوسع تدريبات له في السنوات الأخيرة لمحاكاة حرب ضد حزب الله في لبنان، وشارك فيها لواء “هناحال” الذي يضم الجنود اليهود المتدينين، الأشد عنصريّة، ولواء المدرعات 401 النظاميين .

وذكرت تقارير “إسرائيلية” أن التدريب الذي بدأ مطلع الأسبوع الحالي جرى في هضبة الجولان بمشاركة آلاف الجنود ومئات المدرعات، وركز على مواجهة قذائف مضادة للدبابات يطلقها مقاتلو حزب الله وإطلاق صواريخ وقذائف هاون، ومقاتلين من حزب الله يقودون دراجات نارية .

ونقلت “يو .بي .آي” عن ضابط كبير في جيش الاحتلال قوله لموقع “يديعوت أحرونوت” الالكتروني الصهيوني إن “التدريبات المكثفة والأجهزة التكنولوجية الحديثة تعزز قدرات الجيش في ميدان القتال وأصبح بالإمكان ضرب عدد أكبر من الأهداف خلال فترة أقصر” . وأشار الموقع إلى أن اللواءين ينتميان إلى الفرقة العسكرية 162 التي يقودها العميد أغاي يحزقل وأن “لديهما دوراً محدداً وحاسماً في المواجهة مع حزب الله” والتدريب المشترك هو الفصل الأخير من سلسلة تدريبات استمرت 13 أسبوعاً . وأضاف أن الدبابات المشاركة في التدريب سارت أكثر من 8000 كيلومتر وكانت بعض مساراتها في مناطق جبلية وشائكة وأن “اسم اللعبة هو حزب الله” .

واستخدمت القوات خلال التدريب تقنيات جديدة تم إقرار استخدامها في الآونة الأخيرة وبينها “جهاز جيش البرية الديجيتالي” الذي يمكن من الاتصال بين القوات بواسطة استخدام أجهزة كمبيوتر وبالإمكان بواسطتها تمرير مهمات من وحدة عسكرية إلى أخرى، ومن وحدات عسكرية برية إلى سلاح الجو، بشكل سريع . وقال قائد لواء المدرعات 401 العميد عيناف شاليف “إننا نستعد بالأساس لمواجهة حزب الله، وتشمل هذه الاستعدادات الجاهزية لتنفيذ مهمات في قطاع غزة” . وأضاف “أنا، لا قدر الله، لا أستخف بما يحدث في غزة، فنحن نواجه هناك تحديات كثيرة، لكن لبنان قصة أخرى، ومن يتدرب بشكل صحيح للبنان ويضع التحديات أمام جنوده للوضع في لبنان فإنه سيكون مستعداً لغزة أيضاً” . وتابع أن “جنوده واجهوا خلال التدريب عدداً كبيراً من خلايا “مقاتلي” حزب الله التي تطلق قذائف مضادة للدبابات والسير لمدة شهرين في مناطق جبلية” .

وقال شاليف إنه في بعض أجزاء التدريب “لم يخرج الجنود على مدار 14 أو 15 ساعة من الدبابة وقضوا حاجاتهم داخلها، فلبنان هو منطقة جبلية وقذائف مضادة للدبابات، ونحن ندرس الموضوع ونذهب إلى هناك بمنتهى التواضع، فأنا أحترم عدوي وأعرف أنه يتدرب ويدرس، لكني أجعل جنودي، ورغم البرد القارس، يتصببون عرقاً” .

وأضاف أن أي ضابط “إسرائيلي” وحتى برتبة صغيرة سيعرف ما يتوقع أن يواجهه في لبنان “ونحن خلقنا أحياناً سحابة ما حول “حزب الله” لكن هذه ليست سحابة، ولدينا لون ورائحة ونحن نعرف كيف نواجهه” .

وخلص إلى القول إنه “لا شك في أن تدريباً كهذا زرع في القوات قدرة كبيرة على المواجهة ونحن في أفضل مستوى جاهزية يمكن أن يطمح إليه قائد عسكري ولا شك في أن النتائج ستكون أفضل في الحرب المقبلة عما كانت عليه في حرب لبنان الثانية”.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...