الطريقة المثلى للحلب والجلب وإدارة الإنتاج وتنمية المهارات الوطنية

09-10-2008

الطريقة المثلى للحلب والجلب وإدارة الإنتاج وتنمية المهارات الوطنية

الجمل- أيهم ديب:   أخي المواطن , تعد البقرة  من أقدم الحيوانات الداجنة و المفيدة في التاريخ الاقتصادي للإنسان. و في الوقت الذي قد تتطلب الحيوانات الصغيرة مثل الخروف أو الماعز عناية أقل فإن البقرة تتميز بمردود اقتصادي أوفر . فما تنتجه البقرة الواحدة من الحليب يعادل إنتاج عشرين نعجة على أقل تقدير. و في هذه الحالة يكون التعامل مع البقرة بمنطق إدارة الإنتاج أكثر فعالية ليس من خلال الكم فقط بل و تفاصيل الإنتاج : فبالمقارنة يلزم غسل ضرع عشرين نعجة بينما يلزمنا غسل ضرع بقرة واحدة للحصول على نفس كمية الحليب. و في حالة حليب الغنم  تكون وضعية الحلاب أو الحلابة في غير مريحة بسبب قصر قامة النعجة يضاف إليها موقع الحلمات القريب من الأرض مما يجعل حلبها بوضعية الاستلقاء أسهل من وضعية الحلب جالساً و هو مستحيل من الناحية العملية. لهذا يكون على الحلاب ان ينحني كثيراً مما يسبب مع الوقت آلاماً في الرقبة و أسفل الظهر ز المفاصل . عدى عن ان الإناء الذي يتم استخدامه يجبان يكون صغيراً -كيلة-  ليتموضع بين ساقي النعجة المتواضعتين. هذا سيتطلب من الحلاب تركزاً أعلى و دقة في التصويب أثناء عملية الحلب مما يعني وقت أطول. عادة تتم عملية حلب النعجة من الخلف مما يجعل زهرة أنف الحلاب قبالة مؤخرة النعجة و بنفس المستوى مما يعني شعور غير مريح و غير لائق طيلة عملية الحلب . و تسوء الأمور إلى حدود بعيدة مع الماعز لأن ذيل الماعز يكشف عن قفاها بعكس الغنم التي تتمتع بقدر أوفر من الحشمة إذا تغطي بوستيجتها كامل القفى.  إن غسيل 20 غنمة و التركز في الحلب و صغر الحلمات النسبي و الوضعية غير المريحة و محاولة تفادي ولوج أنف الحلاب في أعضاء الحيوان كلها تستهلك جهد و وقت -اقتصادي- أكبر مقارنة بحليب البقرة.  ى ننسى ضرورة التعامل مع طباع و نفسية عشرين حيوان مختلف و متخلف.
في حالة البقرة يتعامل الحلاب مع حيوان واضح الملامح و الحجم. و ذو مردودية عالية . فالبقرة الواحدة تنتج ما يقارب العشرين كيلو من الحليب  وسطياً. و هي كمية اقتصادية فعالة مقارنة بأقل من كيلو غرام تنتجه زميلتها النعجة. للبقرة حجم ضخم نسبياً و مع غياب الحيوانات الأكبر- من قبيل الفيل و الكركدن - يمكن القول أن البقرة حيوان كبير بالمطلق.  مما يجعل التعامل معها أكثر سهولة حتى في حالات قصر النظر أو الستيغماتيزم. 
من السهل على الحلاب رؤية الحلمات و تحديد موقعها في حالة البقرة . و كما  إن ارتفاع البقرة يجعل وضعية الحلب جالساً مسألة غاية  في الراحة و أكثر صحية إذ أن موقع أثداء البقرة يكون بمستوى يدي الحلاب دون الحاجة لأن يحني ظهره إلا بمتطلبات الحركة نفسها أثناء الحلب. كما ان البقرة تحلب جانبياً و هذه الجانب العملاني مهم جداً في تجنيب الحلاب المسألة الصحية و الأخلاقية التي تتعلق بلمس أنفه  لأعضاء الحياء عند الحيوان. و هذا يعني أن الحلاب سيكون منهمكاً كلياً في الحلب و ليس في تفادي الحيوان. عن حجم الحلمة الذي يملأ قبضة الحلاب يجعل عملية الحلب أكثر سهولة إذ يستخدم الحلاب كامل قبضته و ليس فقط رأس السبابة و الإبهام كما في حالة النعجة و التي تسبب آلام دائمة في اليد تمتد إلى الذراع و أسفل العنق. في حالة  حلب البقرة تصبح حلمة الحيوانة أشبه بالقرص المطاطي الذي يستخدمه الرياضيون. هذا يجعل من عملية الحلب تجربة رياضية و ليس فقط زراعية. و لهذا نلاحظ نمو عضلات الذراع عند الفلاحات في الريف حيث لا تزال تربية البقر شائعة. إن الفضاء المعماري للبقرة و علو الأثداء عن الأرض و الكمية الوفيرة من الحليب تعني استخدام وعاءً أكبر حجماً من الكيلة و هذا يعني ان التركيز المطلوب في تصويب الحليب أقل بكثير مما يعني ان التركيز سيكون منصباً في مجمله على الاستمتاع بالعملية و ليس على إنجازها.  ثمة و نقاط يجب التأكد من تطبيقها في أي عملية حلب و حيل تجعل الحلب عملية سهلة  و هي باختصار : غسل ضرع البقرة جيداً بالماء الفاتر لأن البقرة تقضي اليوم بأكمله تتمرجح على التراب مما يعني أن أثداءها ستلتقط الكثير من الأتربة و الأوساخ  و غسيل الحلمة يقلل من الفرصة وصلها إلى الحليب و إن كان لا يذهب بالجراثيم و البكتريا .
يمكن رفع ذيل البقرة بحبل على جانب ظهرها  لأن البقرة حيوان لعوب و تهز كلبها مثل الكلب لكن ليس من السعادة بل لطرد الذباب و هذا قد يسبب إزعاجاً للحلاب نتيجة سعة القطاع الزاوي الذي يمسحه الذيل أثناء الحركة.  يمكن وضع بعض العلف للدابة مما يعني إلهائها  أثناء الحلب و بالتالي جعل وظيفة الحلاب أسهل.
على الحلاب ان يبقي المساحة خلف ظهره مفتوحة تحسباً فأحياناً قد يشرع الحيوان بالتبول أو التغوط مما يمنح الحلاب أجزاء من الثانية لينسحب بوعاء الحليب و كرسيه و ينأى بنفسه عن الحيوان الذي يقضي حاجته. و يفضل أن تكون المسافة بعيدة عن الحيوان لأن كتلة مخلفاته و علو ارتفاعه يجعل محيط انتشارها عندما تضرب الأرض واسعة جداً. يفضل غسل أثداء الدابة مرة أخرى قبل متابعة العمل. يجب إبقاء الحليب بعيداً عن المصادر الحرارية إلى حين التصرف به.


ملاحظة:
القطاع الزاوي: هو المساحة التي يحصرها خط مثبت في النقطة -س-  عندما يرسم زاوية نتيجة حركة طرفه الحر من النقطة -أ- إلى النقطة -ج-
 ثمة خطأ شائع حول  ضرورة غسل الضرع : فغسله لا يقض على الجراثيم و  إنما يذهب فقط بالأوساخ و الأتربة. 
التأكد دائماً من نظافة الأوعية المستعملة لحفظ الحليب.

ملاحظة حول الملاحظة:
غسيل أثداء الدابة /على افتراض بقاء الماء متوفراً  في ظل اقتصاد السوق. 

على الحلاب أن ينمي مهاراته اليدوية و تقنياته الزراعية خاصة مع غياب فرص التيار الكهربائي و تراجع الأتمتة الزراعية بدخولنا القرن الواحد و العشرين و اقتصاد السوق.

ثمة تطبيقات جانبية للبقرة  إذ يمكن استخدامها للعبادة و الخلاص الروحي !
في حالات أندر يمكن استعمال البقرة كحنفية- لا سمح الله-

للبقرة جلد على الحياة مثل المواطن و لكن قدرتها على تحمل الإساءة أقل بكثير و قد تصاب بالجنون.
حكمة اليوم : أخي المواطن البقرة ليست مجرد ثروة زراعية  بل استثمار اقتصادي معاصر و ضمانة لمستقبلك و مستقبل عائلتك ,  إلى جانب شهادتك العلمية و شهادة السوق العمومي.  

الجمل

إقرأ أيضاً:

مكواة الفحم في السلم والحرب والطاعة والإيمان

التعليقات

really nice

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...