العاشـقان يتشـابهان فـي اللغـة وأسـلوب الكتابـة

26-10-2010

العاشـقان يتشـابهان فـي اللغـة وأسـلوب الكتابـة

يقال إن العشاق يتشابهون. يستمعون للموسيقى ذاتها. يحبون الأغاني ذاتها. يفضلون الأطباق ذاتها.. بل ويتحدثون اللغة ذاتها. وما إن ينفصلوا، حتى يستعيد كل منهم، لغته الخاصة.
ليس هذا كلاماً في الغرام، بل كلام علمي. ففي دراسة أجرتها جامعة تكساس الاميركية، تبيّن أن العشاق يطوّرون لغتهم الخاصة، كل ثنائي على حدة، تتدفق وتنحسر وفقاً لحالة العلاقة بينهما.
وأوضح العلماء أن الأحباء يتحدثون ويكتبون بالطريقة ذاتها، يكررون الكلمات والجمل التي يستخدمها الشريك. ولكن ما ان تنقطع العلاقة، حتى يغدو العشاق السابقون وكأنهم غرباء.
واستقى العلماء هذه النظرية من تحليلهم للقصائد والرسائل التي كتبها ثنائيان، هما الشاعرة الفيكتورية اليزابيث باريت وحبيبها روبرت برونينغ، والشاعر المعاصر تيد هوفز وسيلفيا بلاث. ووجد الباحثون أن هؤلاء الشعراء استخدموا اللغة والأسلوب الكتابي ذاتهما، وكلما كانت العلاقة وثيقة كشفت القصائد والرسائل ذلك.
وفي حالة هوفز وبلاث، اللذين كانت تجمعهما علاقة هشة، تطورت لغتهما المتماهية بشكل دراماتيكي قبل أن تتلاشى عندما انهار زواجهما.
واقترح الباحثون أن «تماهي اللغة والأسلوب الكتابي» قد يكشف بسهولة وبسرعة عن الوضع العاطفي بين أي ثنائي، سواء أكانا خصوماً في العمل أو شركاء في علاقة عاطفية. وعليه، فإنه يكشف عما إذا كانا على «الصفحة ذاتها»، وقد ينبئ بما يخبئ لهما المستقبل.
وشرح عالم النفس جيمس بينيبيكر أنه «عندما يبدأ شخصان حواراً، فإنهما سرعان ما يستخدمان اللغة ذاتها، وذلك في غضون ثوان». وعليه، من أجل معرفة وضع العلاقة العاطفية التي تجمع شخصين، ما عليك سوى أن تدقق في اللغة التي يستخدمانها في رسائل أو في حديثهما. كل ما عليك، هو مراقبة الطريقة التي يستخدمان فيها الأفعال والفواصل وغيرها من الكلمات.
ووجد العلماء 1200 تطابق في اللغة بين الزوجين برونيغ، و2789 بين هوفز وبلاث. وانخفض العدد إلى النصف بحلول نهاية كلا العلاقتين. واستنتجوا أن مراقبة لغة الحبيبين أو الزوجين تنم عن العلاقة والمشاكل التي تعترض طريقها.
وباستخدام تقنية التحليل ذاتها، وجد العلماء تطابقاً في طريقة الكتابة وعرض الإحصاءات بين الأصدقاء. حيث حللوا الرسائل التي تبادلها سيغموند فرويد وصديقه كارل يونغ، أسبوعياً على مدى سبع سنوات. فتبين كيف تطابقت اللغة عندما باتا صديقين، ثم تباينت عندما اختلفا.

(عن «دايلي تلغراف»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...