العطارون يستغلون يأس الناس وجهلهم

01-04-2007

العطارون يستغلون يأس الناس وجهلهم

الغريق يتعلق بقشة هكذا نقول ونردد على مسامع من يقع في أمر يعلم أنه ليس حقيقياً, لكن من باب الأمل الأخير يجربه ولعلنا لانبتعد عن الحقيقة كثيراً إذا قلنا إن هذا أكثر ما ينطبق على المرضى الذين يصابون بأمراض مزمنة كالسكري والضغط وغيرها, فيعمدون الى طب العطارين أو الطب البديل بعد أن ملّوا العقاقير والأدوية.‏

وهنا لانريد أن نذهب بعيداً ولا أن نتحدث عن الأعشاب وغيرها, لكننا سنقف عند حالة تُشاهد من قبل الملايين عبر إعلانات تلفزيونية مبرمجة لفضائيات عديدة الهدف منها تحقيق أرباح هائلة.‏

نقصد تلك الأدوية التي يُعلن عنها إنها دواء لكل داء السكري, الضغط, الشحوم, العقم وغيرها.‏

وقد وقع الكثير من المواطنين تحت تأثير هذه الإعلانات ووصلتنا شكاوى عديدة بهذا الخصوص.. مواطنون تناولوا منتج( اكسترا بوروجو) لضبط مستوى السكر فلم يستفيدوا منه.. اخرون تناولوا منتج شوجر للحالة ذاتها فارتفع مستوى السكر في الدم, بل صاحب ذلك أعراض جانبية غير صحية كما حصل مع المواطنين ابراهيم فنونة وعبد الله ماريا, اللذين أكدا لنا إن سعر العبوة الواحدة /4500/ ل.س مدوّن عليها:( خلطة من الأعشاب الطبية الطبيعية التي عجز عن الوصول إلى نتائجها الطب وهي خلاصة فكر ونجاح الطب البديل تؤخذ ملعقة صغيرة مع كوب ماء مغلي) دون الإشارة الى محتويات العبوة.‏

أما الشركة الموزعة فتقدم مع المنتج ملصقاً ان لاعلاقة لها بمحتوى المنتج ومضمونه وتنحصر مسؤوليتها في الاستيراد والتوزيع.‏

بدورنا توجهنا بالسؤال الى مدير الشركة السيد محمود عابو الذي أكد لنا أن الشركة ناقلة فقط عن طريق شركة أرامكس (بريد سريع من مصر) وان جهل طريقة الاستخدام قد تكون السبب, والمنتج يقوم بتنشيط خلايا البنكرياس الخاملة وإعادتها للعمل بشكل تدريجي مؤكداً وجود/30/ حالة شفاء تام, وتقوم الشركة بتلبية/1000/ الف طلبية من المنتج شهرياً.‏

وبحوزتهم موافقة لتداول المنتج بالأسواق من وزارة الصحة والسكان في مصر قطاع المراقبة والتصاريح تحت رقم 72121/1 ع/ط وتقرير فني تحت رقم /3205/.‏

وقد طلبنا من الشركة في حلب تزويد الصحيفة بصورة عن هذين التقريرين لكنها لم تلب طلبنا ولم يصلنا شيء.‏

بدوره الدكتور جرجس عوض طبيب القدم السكرية في مركز العيادات الشاملة أكد لنا أن ما يروج له من أدوية تشفي من مرض السكري ما هو إلا خزعبلات وغش يتعرض له المرضى الذين يرغبون بالخلاص من هذا المرض.‏

وكل ما يُعرض على شاشات التلفزيون من أعشاب وغيره ليست إلا أغذية مكملة وليست أدوية شافية.‏

ولايُعالج الداء السكري إلا بطرق ثلاث الحمية والحركة والدواء المتداول من معامل الأدوية المعروفة عالمياً وحسب درجة المرض.‏

وللوقوف على حقيقة الموضوع توجهنا بالسؤال إلى الدكتورة هند السباعي مدير شؤون الصيدلة في وزارة الصحة فأكدت لنا أن الوزارة صارمة بهذا الخصوص , والقرار رقم 24/ت يحدد الشروط اللازمة والمطلوبة لتسجيل المنتجات الطبية من أدوية ومتممات غذائية ومواد زينة وتجميل وغيرها.‏

وبناءً عليه يتم مراقبة وتحليل أي منتج يقع ضمن اللائحة المذكورة بعد تسجيله في الوزارة ودراسته دراسة كاملة من حيث تركيبته ومطابقته للمواصفات القياسية , ولايتم إدخال أي منتج والسماح بتداوله إلا بعد التحليل والدراسة ومن ثم الموافقة.‏

أما منتجا شوجر واكسترا بوروجو فليسا مسجلين وبالتالي الوزارة ليست مسؤولة عنهما, وربما يدخلان البلد بطريقة غير نظامية.‏

هذا وتقوم الوزارة بحملات تفتيشية ورقابة على الاسواق بهدف إتلاف الأدوية والمنتجات المخالفة ضماناً لصحة وسلامة المواطنين.‏

صحتنا ليست للمتاجرة أو البيع ومع ماتنفقه الدولة على الواقع الصحي تصبح المسؤولية مضاعفة, فلاشيء يبرر للجهات الرقابية سواء كانت وزارة الصحة أم وزارة الاعلام تجاهل الإعلانات التلفزيونية التي تغزونا وهذا يتطلب تحذير المواطنين ومراقبة مايُطرح في الأسواق.‏

ويجب ألا نغفل دور مديريات الجمارك التي تسمح بدخول مواد كهذه.‏

ونهمس في اذن وزارة الصحة أن هناك مراكز عديدة معروفة في دمشق وحلب وحمص وغيرها تروج لهذه المنتجات.‏

كما نهمس في اذن مواطنينا أن الدولة تصرف سنويا ملايين الليرات للأمراض المستعصية ولوكانت هذه الأدوية لها مفعول سحري أو خلاصة ماعجز عنه الطب لتبنتها الجهات الصحية نفسها, فانتبهوا وعوا وحافظوا على صحتكم وجيوبكم.‏

يمن سليمان عباس

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...