الفصائل تتجنب الاعتراف بقتلى «كمين العتيبة» المحرج

04-03-2014

الفصائل تتجنب الاعتراف بقتلى «كمين العتيبة» المحرج

شكّل «كمين العتيبة» صفعة قوية وجهها الجيش السوري للفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية. ومنذ اللحظة الأولى لانتشار خبر الكمين والعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا بسببه، وقعت الفصائل المسلحة في حرج شديد، تجلى بشكل خاص في رفض جميع الفصائل الاعتراف بانتماء القتلى إليها خوفاً من تحميل أي فصيل يعترف بذلك مسؤولية الكمين وما نتج عنه من قتلى بالعشرات، علاوة على محاولة هذه الفصائل التقليل من عدد القتلى ونفي الأرقام المرتفعة التي تضمنتها الرواية الرسمية للجيش السوري.
كانت الرواية الأولى التي تناقلتها وسائل الإعلام تشير إلى أن غالبية قتلى الكمين البالغ عددهم 175 مسلحاً ينتمون إلى «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام».
إلا أن «جيش الإسلام» أصدر بياناً أكد فيه على عدم «وجود أي عنصر من عناصر جيش الإسلام بين القتلى في كمين العتيبة بخلاف ما تناقلت وسائل الإعلام المؤيدة للنظام السوري»، بل ذهب البيان أبعد من ذلك، واعتبر أن جميع القتلى ليسوا من المقاتلين وإنما «مدنيون كانوا يحاولون الفرار من الحصار المفروض على الغوطة»، مشيراً إلى أن عددهم لا يتجاوز الـ45 ومحملاً النظام المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة كما أسماها.
وقاد أنصار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) حملة عنيفة ضد كل من «جيش الاسلام» و«جبهة النصرة» متهمين إياهما بفساد القيادة والاستهتار بأرواح «المجاهدين» وخصوصاً «المهاجرين»، وهو ما أدى إلى مجزرة العتيبة كما أسموها، متسائلين «كيف تمكن هذا العدد الكبير من المسلحين أو المدنيين (رداً على مزاعم جيش الاسلام) من الخروج من الغوطة الشرقية من دون أن توقفهم الحواجز وتمنعهم من المخاطرة بأرواحهم، ولاسيما أن طريق العتيبة شهد عدة كمائن ناجحة للجيش السوري في الفترة السابقة».
وقد استغل أنصار «داعش» تزامن الكمين مع تهديد زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني بالحرب عليهم، للنيل من الأخير واتهامه ببيع «المهاجرين» في مقابل رفع اسمه عن قائمة أخطر المطلوبين لدى الإدارة الأميركية، مشيرين إلى تواجد أعداد كبيرة من «المهاجرين» في صفوف قتلى الكمين.
إلا أن قيادياً بارزاً في «داعش» في الغوطة الشرقية هو السعودي عبد المجيد العتيبي المعروف بلقب «قرين الكلاش» أكد في تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «جبهة النصرة لم يكن لها أي قتيل في كمين العتيبة»، علاوة على أن العديد من قيادات «جبهة النصرة» أكدوا على ذلك مشددين على عدم وجود أي «مهاجر» بين قتلى العتيبة وأن جميع القتلى ينتمون إلى «الجيش الحر».
وقد أشار قيادي في «جبهة النصرة» إلى أن قتلى العتيبة ينتمون جميعاً إلى «لواء الشباب الصادقين»، وهو لواء إسلامي متشدد يحمل راية قريبة من راية «النصرة» من حيث الشكل، إلا أنه لم يصدر عن اللواء المذكور أي رد فعل على كمين العتيبة.
وبذلك، وبعد مرور حوالي أسبوع على كمين العتيبة يبدو أن بعض المسلحين ومهما بلغت أعدادهم ليسوا أكثر من حطب ترمي به الفصائل المسلحة في دوائر النار الملتهبة من دون هدف واضح، وعند مقتلهم تتنكر لهم وتنفي انتماءهم إليها لئلا تقع في الحرج.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...