الملك المغربي يهاجم الجزائر من الصحراء: لن نعرض أكثر من الحكم الذاتي

08-11-2015

الملك المغربي يهاجم الجزائر من الصحراء: لن نعرض أكثر من الحكم الذاتي

عادت قضية الصحراء الغربية الى واجهة الأحداث اليوم، مع إطلاق الملك المغربي محمد السادس عدداً من مشاريع التنمية بقيمة 77 مليار درهم (7 مليارات و186 مليون يورو)، في مدينة العيون كبرى محافظات الصحراء، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي مباشرة.
وكانت أبرز مواقف الملك المغربي في المنطقة التي تطالب بالانفصال عن المغرب، تأكيده أنه لن يعرض أكثر من الحكم الذاتي على الصحراء الغربية، بعد أيام من دعوة الأمين العام للأم المتحدة لإجراء "مفاوضات حقيقية" لإنهاء الأزمة المستمرة منذ أربعة عقود.الملك المغربي وشقيقه رشيد في مدينة العيون في الصحراء الغربية اليوم
وقال محمد السادس، في إشارة لخطة الحكم الذاتي للمنطقة، ان "هذه المبادرة هي أقصى ما يمكن للمغرب أن يقدمه. كما أن تطبيقها يبقى رهيناً بالتوصل لحل سياسي نهائي في إطار الأمم المتحدة".
وتحدث الملك المغربي، في وقت متأخر أمس الجمعة، في خطاب تلفزيوني لمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، حينما خرج آلاف المغاربة في مسيرة للصحراء الغربية، قائلاً إن "المغرب يرفض أي مغامرة غير محسوبة العواقب ستكون لها تداعيات خطيرة".
ووجه الملك محمد السادس لمناسبة الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء، انتقادات لاذعة الى الجزائر في شأن الصحراء الغربية، مؤكداً في الوقت ذاته استثمار عائدات هذه المنطقة لصالح سكانها.
وحمل خلال زيارته العيون، بعنف على الجزائر التي اتهمها بترك سكان مخيمات تندوف للاجئين الصحراويين في "وضعية مأساوية ولا انسانية".
وقال متسائلاً: "لماذا لم تقم الجزائر بأي شيء من أجل تحسين أوضاع سكان تندوف الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألفاً على أقصى تقدير أي حي متوسط في الجزائر العاصمة؟".
ورأى ان ذلك "يعني أنها لم تستطع أو لا تريد أن توفر لهم طيلة أربعين سنة حوالى ستة آلاف سكن يصون كرامتهم بمعدل 150 وحدة سكنية سنويا".
وتابع ملك المغرب: "لماذا تقبل الجزائر التي صرفت المليارات في حربها العسكرية والديبلوماسية ضد المغرب بترك سكان تندوف في هذه الوضعية المأساوية واللاانسانية؟".
وفي السياق ذاته، قال محمد السادس: "نؤكد مواصلة استثمار عائدات الثروات الطبيعية لفائدة سكان المنطقة، في اطار التشاور والتنسيق معهم".
وعاد النزاع على الصحراء الغربية لاحتلال عناوين الصحف الشهر الماضي عندما قال المغرب إنه يدرس مقاطعة الشركات السويدية التي تعمل في المملكة المغربية بسبب موقف السويد من الصراع.
وقالت الحكومة إن السويد تشن حملة لمقاطعة المنتجات المغربية ذات المنشأ الصحراوي وكذا مقاطعة الشركات الدولية التي لها وجود هناك.
وعلق الملك المغربي على هذا بالقول: "أما الذين يريدون مقاطعة هذه المنتجات فليفعلوا ذلك رغم أنه تعامل مخالف للقانون الدولي. فعليهم أن يتحملوا مسؤولية قراراتهم".
وأعلن الملك مجموعة من المشاريع "كالمشروع الكبير لتحلية ماء البحر بالداخلة (أقصى جنوب الصحراء) وإقامة وحدات ومناطق صناعية بالعيون والمرسى وبوجدور".
وفي مجال البنى التحتية، أوضح أنه "ستتم تقوية الشبكة الطرقية بالمنطقة بإنجاز طريق مزدوج، بالمواصفات الدولية، بين تيزنيت (جنوب المغرب) والعيون والداخلة (أقصى جنوب الصحراء)" بطول اكثر من الف كيلومتر.
ودعا الحكومة الى التفكير في إقامة محور للنقل الجوي انطلاقاً من الصحراء الغربية نحو إفريقيا. كما تحدث عن عزم المغرب "بناء الميناء الأطلسي الكبير لمدينة الداخلة وإنجاز مشاريع كبرى لطاقة الشمس والرياح".
والصحراء الغربية التي يبلغ عدد سكانها أقل من مليون نسمة، مستعمرة اسبانية سابقة ضمها في 1975 المغرب الذي يقترح حالياً منحها حكماً ذاتيا واسعاً، بينما تطالب "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب" (بوليساريو) المدعومة من الجزائر، باجراء استفتاء حول منحها حق تقرير المصير.
ومن جهته، قال وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار لـ"فرانس برس"، إن تنمية المناطق "تلبي احتياجات السكان.. لتحمل مسؤولياتهم وادارة شؤونهم بأنفسهم وجذب الاستثمارات وايجاد وظائف بما يمنح الأمل للشبان".
وأضاف أن كل هذا "يشكل استعداداً لحكم ذاتي موسع" في الصحراء الغربية في إشارة الى اقتراح قدمه المغرب في العام 2007 لكن جبهة "البوليساريو" رفضته.
وتتهم "بوليساريو" السلطات المغربية بـ"استنزاف" خيرات الصحراء الغربية، وعلى رأسها الفوسفات (75 في المئة من الاحتياطي العالمي) والثروة السمكية (سواحل الصحراء من أغنى مناطق الكثافة السمكية).
وفي السادس من تشرين الثاني العام 1975 لبى 350 ألف مغربي نداء الملك الراحل الحسن الثاني في "مسيرة خضراء" الى الصحراء الغربية "لاستعادة الاقاليم الصحراوية" من المستعمر الإسباني.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا قبل يومين الى مفاوضات "خلال الاشهر المقبلة" بين الاطراف المتنازعة في الصحراء الغربية، مشيراً الى ان موفد المنظمة الدولية كريستوفر روس يكثف جهوده في هذا الاتجاه.
وقال بان: "ادعو جميع الاطراف المعنية في المنطقة وفي الاسرة الدولية بمجملها الى الاستفادة من تكثيف جهود موفدي لتسهيل اطلاق مفاوضات جدية خلال الاشهر المقبلة".
وتدعم السويد والدول الاسكندنافية الأخرى حق الصحراء الغربية في تقرير المصير، في حين يتهم نشطاء ومنظمات لحقوق الانسان فرنسا واسبانيا بدعم الموقف المغربي.

 


(أ ف ب، رويترز)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...