الهجوم الأمريكي على إيران يدخل مرحلة العد التنازلي

24-01-2007

الهجوم الأمريكي على إيران يدخل مرحلة العد التنازلي

الجمل:   تركزت الاهتمامات على رصد عمليات الحشد والتعبئة العسكرية الفاعلة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية في منطقة الخليج العربي، وذلك من أجل شن العدوان الإسرائيلي- الأمريكي المرتقب ضد إيران.
بعد زيارة ديك تشيني للمنطقة خلال الشهر الماضي، بدأت الأمور تتضح أكثر فأكثر، فقد تبين أن ثمة تحالفاً استراتيجياً تم بناؤه في منطقة الخليج بقيادة أمريكا، ومعها: فرنسا، بريطانيا، استراليا، كندا، السعودية، قطر، البحرين، عمان، الإمارات، الكويت، الأردن، مصر، إضافة إلى إسرائيل كحليف غير معلن.
المواجهة ضد إيران، أصبحت في مرحلة العد التنازلي، وحالياً تأخذ هذه المواجهة طابع الحرب السرية، في كافة المجالات وذلك بحسب المراحل الآتية:
• المرحلة الأولى وتميزت بثلاثة جوانب:
- جيوستراتيجياً: استطاع التحالف الأمريكي، تعبئة وسائط القوى العسكرية، وتوزيع انتشارها على النحو الذي جعل إيران تبدو مطوقة بوجود هذه الوسائط من كافة الجهات.
- سياسياً: استطاعت أمريكا وحلفاؤها استصدار قرار فرض العقوبات الدولية على إيران بواسطة مجلس الأمن الدولي، ودفع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات مماثلة إضافة إلى ممارسة الضغوط على روسيا والصين من أجل التخلي عن مساندة إيران. كذلك استطاعت أمريكا أن تحشد عدداً من الدول العربية ضمن معسكر العداء لإيران.
- استخبارياً: نشرت أمريكا وإسرائيل الكثير من العناصر الاستخبارية من أجل التجسس وجمع المعلومات الاستخبارية عن إيران، إضافة إلى تخصيص المزيد من أقمار التجسس الصناعية، ونشر قواعد ومحطات التجسس الالكتروني ضد إيران وبالذات في الخليج العربي، باكستان، أفغانستان، أذربيجان، والعراق.
• المرحلة الثانية: وهي مرحلة تفعيل الحرب الاقتصادية ضد إيران، وقد بدأتها هذه المرة المملكة العربية السعودية، وذلك بهدف التأثير سلباً على النظام الإيراني، وذلك وفقاً للآلية الآتية:
- عدم التقيد بمقررات منظمة الأوبك.
- رفع إنتاج النفط السعودي بمعدلات كبيرة.
- تقديم المزيد من التسهيلات لـ(زبائن) إيران بحيث يباشرون شراء النفط من السعودية وبقية الدول الخليجية.
ويتوقع الخبراء أن تؤدي هذه الآلية إلى الآتي:
- عدم التقيد بمقررات منظمة الأوبك سوف يؤدي إلى إضعاف تأثير إيران وحلفاءها النفطيين مثل فنزويلا وروسيا على استقرار أسعار النفط العالمية.
- رفع وزيادة إنتاج النفط السعودي والخليج سوف تؤدي إلى زيادة العرض بما يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط.
- تسهيلات البيع والشراء سوف تؤدي إلى تحوّل أنشطة البيع والشراء في اتجاه التعامل حصراً مع السعودية والخليج.
ويرى الخبراء أن ما تؤدي إليه هذه الآلية يهدف نهاية الأمر إلى جعل الاقتصاد الإيراني يواجه الصدمات الآتية:
* إضعاف منظمة الأوبك سوف يؤدي إلى فقدان المنظمة لهيبتها ومكانتها الدولية، وبالتالي تفقد إيران منبراً دولياً هاماً، كان يمكن أن يقدم لها المساندة والمساعدة.
* انخفاض الاسعار سوف يؤدي إلى صدمة انخفاض عائدات النفط، وهو أمر سيضر كثيراً بالدخل القومي الإيراني.
* تحول أنشطة البيع والشراء سوف تؤدي إلى صدمة عزوف الأطراف الخارجية عن شراء النفط الإيراني.
المعلومات الواردة حالياً، والتي حملها تقرير المحلل روبرت ويندريم الذي نشره في موقع إم.إس.إن.بي.سي.كوم، بتاريخ 23 كانون الثاني الحالي، تقول: إن وزير الخارجية السعودي قد رفض المناشدات التي قدمت له من أجل عقد اجتماع خاص لمنظمة الأوبك، وأعلن أن بلاده سوف تقوم بزيادة ورفع معدلات كميات إنتاجها النفطي.
تكلفة إنتاج برميل النفط السعودي تبلغ بين 2 إلى 3 دولارات فقط، أما تكلفة إنتاج برميل النفط الإيراني تبلغ بين 15 إلى 18 دولاراً.. وبالتالي فإن انخفاض سعر برميل النفط المتوقع أن يكون في حدود 17% من سعره الحالي سوف تضر كثيراً بعائدات إيران وبدخلها القومي، الأمر الذي سوف يؤدي بالضرورة إلى الإضرار بموقف الحكومة الإيرانية الداخلي.
الرأي السعودي المعلن بواسطة السيد علي النعيمي وزير النفط السعودي يقول بأن قرار زيادة السعودية لإنتاجها النفطي هو قرار يتعلق بظروف السوق العالمي البحتة، وليس له أي علاقة باعتبارات العقوبات الدولية ضد إيران، أما الرأي السعودي غير المعلن فيقول: إن السعودية تهدف من هذا الإجراء الإثبات لأمريكا بأن إيران يمكن مواجهتها وحسمها باستخدام الوسائل الاقتصادية والسياسية، ولا داعي للمواجهة العسكرية، التي قد يترتب عليها الكثير من التداعيات المدمرة السالبة.
وبين (المعلن) و(غير المعلن) تقول: لو كانت أمريكا راغبة في الاعتماد على العقوبات الاقتصادية والسياسية كوسيلة لمواجهة إيران لما قامت بهذا الحشد العسكري الهائل، والحقيقة الواضحة تقول: إن العمل العسكري ضد إيران هو مدخل جيوبوليتيكي لعمل عسكري سياسي قادم لاحقاً ضد بلدان الخليج بما فيها السعودية نفسها، والتي سوف لن تستثنها أمريكا من خارطة الشرق الأوسط الجديد، والذي حدد فيه المحافظون الجدد تقسيم المملكة السعودية إلى أكثر من دولة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...