بابل الثانية: خطة الهجوم النووي الإسرائيلي على إيران

22-01-2007

بابل الثانية: خطة الهجوم النووي الإسرائيلي على إيران

الجمل:   يقول المحلل السياسي الروسي ديميتري باكلين، في مقاله الذي حمل عنوان (/بابل-2/ باعتبارها هرمجدون: حول الخطط الأمريكية- الإسرائيلية من أجل الحرب النووية)، بأن المقاصد والاستهدافات التي برزت علناً وصراحة بواسطة المسؤولين الكبار الأمريكيين والإسرائيليين خلال شهري كانون الأول 2006، وكانون الثاني 2007م، لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها مبشرة بالفأل الحسن. وذلك لأن التحضيرات المكثفة الهادفة لشن الحرب النووية الصاروخية، لا يمكن اعتبارها شيئاً يهدف لخير ورفاهية شعوب المنطقة.
لم تتوقف التحليلات كثيراً وقد تركزت بقدر أكبر على أبعاد ودلالات الأحاديث والتصريحات الآتية:
- حديث إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي للتلفزيون الألماني قناة سات-1، والذي أكد فيه صراحة وبوضوح أن إسرائيل تمتلك الأسلحة النووية.
- حديث روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي أمام لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي الذي قال فيه: إن إسرائيل تمتلك الأسلحة النووية.
من المعلوم للجميع أن انطلاقة البرنامج النووي الإسرائيلي بدأت في عام 1952م، وذلك عندما  أنشأت إسرائيل مفاعل ديمونة النووي في منطقة صحراء النقب بجنوب إسرائيل، ثم أعقب ذلك نجاح إسرائيل في عامي 1967م ة1968م في إنتاج الأسلحة النووية. وتفيد المعلومات بأن مفاعل ديمونة ليس مفاعلاً وحسب، بل يتضمن مجمعاً صناعياً نووياً كبيراً قام الإسرائيليون ببنائه وإعداده تحت الأرض، ويمتلك هذا المجمع القدرة على القيام بتنفيذ وإجراء كامل دورة الوقود النووي الكافية لإنتاج الأسلحة النووية.
كذلك تمتلك إسرائيل وسائط شن الحرب النووية والتي من أبرزها:
• الطائرات المقاتلة إف-15، وإف-16 الأمريكية الصنع، ذات القدرة على حمل الرؤوس الحربية غير التقليدية.
• * الغواصات الألمانية (وتتمثل في ثلاثة غواصات تم بناؤها في ألمانيا، هي: دلفين، تيكوما، وليفياثان) وتتميز كل واحدة من هذه الغواصات بقدرتها على حمل حوالي 20 من طوربيدات سطح- سطح الحاملة للرؤوس الحربية غير التقليدية.
• 22صواريخ جيريكو البالستية-300، منها:
- صاروخ جيريكو-1: يتراوح مداه من 500 إلى 600 كم، ويحمل الرؤوس الحربية غير التقليدية.
- صاروخ جيريكو-2: يتراوح مداه من 1500 إلى 3500 كم، ويحمل الرؤوس الحربية غير التقليدية
في عام 1981م قام الإسرائيليون بتنفيذ عملية (بابل) الأولى، التي نجحت في تدمير المفاعل النووي العراقي الذي أنشأته حكومة الرئيس الراحل صدام حسين في منطقة أوزيراك بالقرب من بغداد، وكان هذا المفاعل يتضمن مفاعلاً للماء الخفيف، وقد نفذ الإسرائيليون غاراتهم ضد هذا المفاعل برغم أن فرنسا هي الدولة التي أشرفت على بنائه.
الهجوم العدواني المتوقع الوشيك الحدوث  ضد إيران، والذي خططت له إسرائيل، يركز على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، وهو هجوم عدواني تم تصميمه بحيث يمثل (بابل-2) أو بابل الثانية التي تأتي في نظر الإسرائيليين استكمالاً لـ(بابل-1) الأولى التي تم تنفيذها ضد العراق.
الهدف الرئيسي لعملية (بابل-2) أو بابل الثانية المتوقعة هو:
- منشأة ناتانز (NATANZ)، القائمة بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران، وهي منشأة تتضمن أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.
- المفاعل النووي ومواقع التخزين تحت الأرض والقائمة في منطقة أصفهان.
- مفاعل الماء الثقيل القائم في منطقة اراك.
يقول الإسرائيليون: إن هذه الأهداف، إضافة إلى بعض الاهداف النووية الأخرى (حوالي 6أهداف)، إن لم يؤدي إلى القضاء بالكامل على البرنامج النووي الإيراني، فإنه على الأقل سوف يؤدي إلى تأخير وتعطيل القدرات النووية الإيرانية لفترة طويلة قادمة.
كذلك يقول الخبراء أيضاً: إن منشأة بوشهر للطاقة النووية الواقعة جنوب إيران والتي أنشأتها روسيا، ويعمل فيها الخبراء الروس، سوف لن تكون مستثناة من هذا الهجوم، وفي هذا الصدد فقد تمت مناقشة تنفيذ عملية (بابل-2) لأكثر من مرة بين الأمريكيين والإسرائيليين بتركيز على الاعتبارات المتعلقة بتنفيذ هذا الهجوم عن طريق استخدام القنابل المخترقة والمضادة للتحصينات الموجودة في أسفل باطن الأرض (Bunker- bust Bombs)، وتتميز هذه القنابل بقدرة حمل الرؤوس الحربية غير التقليدية، ويشدد الإسرائيليون حالياً بأنهم سوف يقومون باستخدام الأسلحة النووية ويحزمون أمرهم على انفراد في القيام بتنفيذ عملية (بابل-2) ضد إيران إذا قرر الأمريكيون عدم المشاركة معهم في ذلك.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...