بسبب التسامح الديني 35ألف لاجئ عراقي مسيحي في سوريا

26-10-2006

بسبب التسامح الديني 35ألف لاجئ عراقي مسيحي في سوريا

ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو 2000 عراقي يهربون من العراق إلى سورية شهرياً بسبب انعدام الأمن والاضطرابات واسعة النطاق. وقال رون ريدموند كبير المتحدثين باسم المفوض السامي لشؤون اللاجئين أن ما يصل إلى 1.6 مليون عراقي يعيشون الآن خارج بلادهم غالبيتهم في الأردن وسورية. وشدد على ضرورة تحول التركيز من مساعدة العراقيين على العودة من الخارج إلى مساعدة الأعداد الكبيرة من العراقيين الذين يهربون يومياً. ووفقاً للقس أركان حنا حكيم (عراقي) والذي يشرف على الطائفة الآشورية العراقية في دمشق، فإن أكثر من أربعة آلاف عائلة عراقية مسيحية تقطن سورية الآن وتضم أكثر من 35 ألف مسيحي. معظمهم هرب من العراق إلى سورية بعد تلقيه تهديدات بضرورة مغادرة العراق أو القتل. وتؤكد مصادر كنسية سورية أن أعداداً أكبر من ذلك بكثير دخلت سورية وتصل تباعاً وهي في حالة يرثى لها طالبة المساعدة، ريثما تتمكن من تدبر أمورها، إما بالهجرة أو بالعودة إلى العراق لتواجه قدرها. ورأى الصحفي والكاتب إدوار حشوه (سوري) أن تهجير المسيحيين العراقيين "يستهدف اقتلاعهم من أرضهم وتفريغ العراق من مسيحييها"، وهو برأيه "هدف صهيوني أكثر منه هدف عراقي، لأن ذلك يشكل مقدمة لتخريب النسيج الوطني العراقي ويطعنه في الصميم من خلال ضرب التعايش الوطني المسيحي الإسلامي والذي مضى عليه أكثر من 1500 عام". أما السياسي والباحث العراقي طارق الدليمي فقد دعا في تعليق آخر إلى "التريث قبل إطلاق أي حكم حول هذا الموضوع". واعتبر موضوع نزوح مسيحيي العراق إلى سورية "أمر من الصعب تقدير حجمه في الوقت الراهن". وشدّد على ضرورة الانتظار لمعرفة تفاصيل أكثر خاصة وأن "الاستحقاقات كبيرة وقاسية وخطيرة، ولا نريد أن يسهم أي شخص ولو بحسن نيّة في قضايا قد تكون مدمّرة". وارتفاع الهرب من العراق يرافقه عادة ارتفاع في عدد طالبي اللجوء السياسي، حيث أصبح العراق يحتل المرتبة الأولى بين أربعين جنسية من طالبي اللجوء السياسي للدول الأوربية في الشهور الستة الأولى من هذا العام وفقاً لمفوضية اللاجئين، حيث بلغ عددهم 8200 طالب لجوء سياسي في هذه الفترة. وأكّدت مصادر دبلوماسية أوربية في دمشق  أن مئات من العراقيين المسيحيين يتقدمون إلى سفارات الدول الأوربية في دمشق شهرياُ طلباً للجوء إلى هذه الدول هرباً من الوضع المتأزم في العراق، وكثيراً منهم يطلبون الهجرة أو ‏الإقامة نهائياً في هذه الدول. والمسيحيون العراقيون يصلون إلى المدن الشمالية الشرقية من سورية التي تتاخم الحدود العراقية، ويستقرون فيها عدة أيام قبل انتقالهم إلى دمشق وضواحيها على الخصوص، حيث تتوزع أعداد كبيرة منهم في أحياء تواجد المسيحيين في دمشق مثل (الدويلعة وجرمانا وصحنايا)، ويشاركون السوريين بالصلوات في الكنائس السورية الكاثوليكية والأرثوذكسية، وجزء منهم يبدأ بعد أيام بالبحث عن عمل نظراً لسرعة خروجهم من العراق وقلة الأموال التي يحملوها. ويفكر كثير منهم بالاستقرار في سورية، حيث يؤكد كثير منهم أن سورية أكثر بلد عربي يتعامل معهم بحرية وانفتاح، حيث يستطيعون ممارسة حياتهم وطقوسهم وشعائرهم الدينية دون حرج. وتقدر الإحصائيات الرسمية عدد المسيحيين في العراق بما يقرب من 700 ألف نسمة من أصل أربعة وعشرين مليوناً، بنسبة 3% من السكان معظمهم من المسلمين الشيعة والسنة، وثمة تقديرات أخرى تشير إلى أن عددهم قبل حرب الخليج الثانية 1991 وصل إلى مليون مسيحي (سريان وكلدان وآشوريين، كاثوليك وأرثوذكس وأرمن وبروتستانت). ويؤكد المسيحيون العراقيون عموماً على قوة ارتباطهم بأرضهم وبلدهم، ويدعون في معظم المناسبات إلى التشبث بالأرض والوطن، وإلى ضرورة متابعة دورهم الحضاري والإنساني والوطني، عبر التوحد في موقف ورؤية قومية ووطنية مشتركة.

المصدر: آكي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...