بيان جمعية "عودي إلى الوطن يا أمريكا"

12-07-2013

بيان جمعية "عودي إلى الوطن يا أمريكا"

الجمل-جون وولش- ترجمة: د. مالك سلمان:

نحن في جمعية "عودي إلى الوطن ياأمريكا" ندين الحربَ التي تشنها حكومتنا على سوريا, التي بدأت بالعقوبات, ثم تطورت من خلال الدعم السري عبر "حلفاءَ" مثل ملكيات الخليج النفطية الدكتاتورية, والآن من خلال الدعم العلني بالأسلحة للقوات المناوئة للحكومة وربما عبر حملة من القصف أيضاً. نطالب بوقف فوري لهذه السياسة العدوانية التي تتبعها حكومتنا. فالعقوبات والتدخل العسكري في سوريا لا تصب في مصلحة الشعب الأمريكي؛ كما أنها ليست في مصلحة الشعب السوري.
نحن لسنا وحدَنا في هذه المعارضة. 70% من الأمريكيين يعارضون التدخل العسكري في سوريا – وقد تزايد هذا العدد خلال الأشهر الأخيرة تبعاً لاستفتاءات "بيو". ومع ذلك, لا يزال الرئيس وغالبية أعضاء الكونغرس يفضلون التدخل, مما يكشف عن أزمة في مؤسساتنا السياسية البعيدة عن إرادة الشعب بخصوص هذه القضية وقضايا كثيرة أخرى.
نحن في جمعية "عودي إلى الوطن يا أمريكا" مجموعة متباينة من الأشخاص. نحن محافظون تقليديون, ونشطاء تقدميون, وتحرريون على نمط رون بول, ويساريون من الطراز القديم, ومتدينون يكرهون الحرب, وغير متدينين يمقتون حروبَنا الكثيرة التي امتدت على مدى قرن من الزمان. نحن لسنا سلميين, على الرغم من وجود بعض السلميين في صفوفنا. لكننا نؤمن أن أي حرب يجب أن تكون دفاعاً عن النفس والملجأ الأخير, وليس خياراً دائماً يهدف إلى تحقيق مصالح النخب الأمريكية. تمتد جذورنا عميقاً في تاريخ أمتنا, على الأقل إلى "عصبة معاداة الإمبريالية", التي تم تنظيمها لمناهضة الحرب في الفيليبين وشملت أعضاءَ مختلفين مثل مارك توين وآندرو كارنيغي, الرجل الأكثر ثراءً في أمريكا.
نحن نحتج على أفعال حكومتنا ليس فقط بسبب الأوضاع الخاصة في سوريا, بل استناداً إلى مبادىء عامة. فقد كان من شأن نفس هذه المبادىء أن تثنينا عن شن الحروب الأخيرة على العراق وليبيا, بالإضافة إلى حروب أخرى, خلال القرن الأخير وأبعد من ذلك.
مبدؤنا الأول هو أن الحرب تجلب الضرر للبشر ونحن نكرهها, وهي كراهية يشعر بها معظم البشر. ولذلك فإن صانعي الحروب يحاولون التستر على أفعالهم أو يغطونها باستيهامات عن المجد. وتقود السرية بدورها إلى إفساد الإعلام, أحد أعمدة ديمقراطيتنا.
مبدؤنا الثاني, والأكثر سهولة, هو أننا لا نريد أن نمولَ هذه الحروب والقلاع الإمبريالية العدوانية, مثل وزارة الدفاع, ووكالة الاستخبارات المركزية, ووكالة الأمن القومي, إلخ, التي تكلفنا حوالي تريليون من الدولارات سنوياً, وهو المبلغ الذي تم جمعه كضرائب دخل شخصية في 15 نيسان/إبريل. يريد البعض استعادة هذه الأموال, بينما يريد الآخرون إنفاقها على الاحتياجات الاجتماعية.
ولكن بينما نختلف حول ذلك, فإننا نتفق على أن هذه الأموال يجب ألا تذهبَ إلى الآلة الحربية. ونحن متحدون حول هذا المبدأ.
المبدأ الثالث يتمثل في ضرورة احترام سيادة البلدان الأخرى. فقد تم إدخال السيادة في القانون الدولي لحماية الأمم الضعيفة من الأمم القوية. والولايات المتحدة هي الآن الأمة الأقوى, ولذلك يترتب علينا التزام خاص لاحترام هذا المبدأ ومبدأ نورنبيرغ الذي يُحَرِم الحروبَ العدوانية التي تشمل "الحروب الاختيارية" و "الحروب الاستباقية". هذا بالإضافة إلى أن سياسة الولايات المتحدة الخارجية ليست مبنية على "حقوق الإنسان". ولسوء الحظ, غالباً ما يتم استغلال منطق التدخل "الإنساني" لتبرير أو تمويه السياسات العدوانية المرسومة لأسباب أخرى. نحن نرفض مثل هذه التبريرات لشن حروب عدوانية.
المبدأ الرابع هو أن الإمبراطورية لا تتماشى مع الحرية والديمقراطية. فقد أصبحت الولايات المتحدة الآن إمبراطورية عالمية تمتلك أكثر من 1200 قاعدة عسكرية وموقعاً عسكرياً وراء البحار. إن كل إمبراطورية هي, بالضرورة, عسكرية لأنها تسعى إلى الهيمنة على الآخرين, مما يستدعي المقاومة التي تولد, بدورها, القمعَ العسكري. والنتيجة هي أن من يجب أن يكونوا أصدقاءَ يتحولون إلى أعداء؛ وهذه هي "ردة الفعل" التي أصبحت مألوفة لنا خلال العقد الأخير وربما أكثر بقليل. إن ثورتنا الأمريكية مثال على الثورة الناجحة ضد الإمبراطورية. وفوق ذلك, يمكن للمخططات الإمبريالية أن تقود إلى انفجار كوني على غرار الحرب العالمية الأولى. والإمبراطورية خطرة بشكل مضاعف, لأنها في النهاية لا تتماشى مع الديمقراطية حيث يتعب الناس من الحروب مما يستدعي مراقبتهم ومواجهة معارضتهم. يجب أن تساعد الكشوفات الأخيرة حول مدى التجسس الداخلي من قبل "وكالة الأمن القومي" على توضيح هذه الحقيقة مرة أخرى.
نرحب بأولئك الذين يتفقون مع أي من هذه المبادىء لدعم قضيتنا في جمعية "عودي إلى الوطن يا أمريكا". لا يمكننا أن ندعَ التباينات الأخرى تفرقنا بحيث نسمح لعملاء الحرب بهزيمتنا من خلال سياسة "فرق تسد". علينا أن نتحد. ففي نهاية المطاف, يعتمد بقاؤنا واستمرارنا على ذلك.

http://dissidentvoice.org/2013/07/statement-of-comehomeamerica-us-in-opposition-to-u-s-intervention-in-syria/

تُرجم عن ("ديسيدنت ڤويس", 11 تموز/يوليو 2013)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...