تسريب «خطة ميرلين» يثير غضب الموساد والمخابرات الأمريكية

08-03-2008

تسريب «خطة ميرلين» يثير غضب الموساد والمخابرات الأمريكية

الجمل: تلقى جهاز الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية ضربة قاصمة جراء قيام الصحفي الأمريكي جيمس رايزين بنشر تفاصيل خطة الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية لاستهداف إيران التي حملت الاسم السري «خطة ميرلين».
* من سرب «خطة ميرلين»؟
نشر رايزين محرر شؤون الأمن القومي والاستخبارات بصحفية نيويورك تايمز الخطة ضمن كتابه الصادر حديثاً الذي حمل عنوان «حالة حرب: التاريخ السري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وإدارة بوش». وقد ناقش الكتاب جملة من المسائل ضمن عرض مفصل يركز على الوصف والتحليل الدقيق لعلاقة الموساد مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وقد أدى صدور الكتاب إلى المزيد من المخاوف والهلع في أوساط دوائر اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد والموساد والإدارة الأمريكية والعديد من لجان الكونغرس وعلى وجه الخصوص لجان الأمن والدفاع ولجان المخابرات ولجان العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب والشيوخ الأمريكيين. وبسبب ذلك سارعت الإدارة الأمريكية ووزارة العدل والمدعي العام الأمريكي لتقديم جيمس رايزين إلى المحكمة، وعند مثوله أمام القاضي الفيدرالي طالبته المحكمة رسمياً بتقديم الأدلة والبراهين على صحة المعلومات والتفاصيل والوقائع التي أوردها في كتابه.
* «خطة ميرلين» ومشروع الشراكة السرية:
تضمنت «خطة ميرلين» العديد من الأفكار والتفاصيل أبرزها:
• تركيب المزيد من الأجهزة الإلكترونية الكهرومغناطيسية المستحدثة ثم القيام بإدخالها سراً إلى إيران.
• استخدام شبكات عملاء متخصصين لإدخال الأجهزة.
• استخدام شبكات عملاء متخصصة لزراعة هذه الأجهزة في الأماكن المخصصة لها في إيران.
• يتم توزيع وزراعة هذه الأجهزة في كل المرافق الحيوية الإيرانية:
* محطات وخطوط شبكات الكهرباء.
* محطات الرادار الأمريكي.
* مراكز البث التلفزيوني والإذاعي.
* مقاسم الاتصالات الرئيسية
* المواقع النووية.
* مرافق ومنشآت الاتصالات العسكرية.
* المواقع والمنشآت المدنية الحساسة.
وتقول المعلومات بأن أهداف «خطة ميرلين» متنوعة ومتعددة ولكن الهدف الرئيسي الأكثر أهمية فيها يتمثل في إحداث سلسلة من ردود الأفعال والتفاعلات الكهرومغناطيسية داخل شبكات إمداد الطاقة الكهربائية وشبكات البث الكهرومغناطيسي بما يترتب عليه في نهاية الأمر تعطيل شبكات الكومبيوتر العملاقة التي تزود بخدماتها الحاسوبية المواقع النووية الإيرانية. وتشير المعلومات إلى أن الموساد الإسرائيلي قد التزم في اتفاقه مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على القيام بالمسؤولية عن عملية القيام بإدخال الأجهزة الإلكترونية إلى إيران والإشراف على زراعتها في المواقع المحددة لها.
* المهندس النووي السوفييتي المنشق: سبب الكارثة الإضافية الجديدة:
من الأفكار الأخرى الواردة في «خطة ميرلين» نجد قيام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي بالاستعانة بمهندس نووي سوفييتي سبق أن انشق ولجأ إلى المخابرات الأمريكية خلال حقبة تسعينات القرن الماضي. وتتضمن الاستعانة به تزويده بمخططات لصناعة الرؤوس الحربية النووية ودفعه عن طريق "طرف ثالث" موثوق لدى الإيرانيين ليقوم بعرض خدماته عليهم، على أساس اعتبارات خبرته السابقة في البرامج النووية السوفييتية. وتشير المعلومات التي أوردتها التسريبات إلى أن المهندس السوفيتي استطاع بالفعل التوصل عبر الأطراف الثالثة إلى عقد عدة لقاءات سرية مع المندوب الإيراني المكلف بواسطة السلطات الإيرانية لمتابعة علاقات إيران مع وكالة الطاقة الذرية العالمية وتحديداً في العاصمة النمساوية فيينا حيث يوجد مقر الوكالة. وتقول المعلومات بأن مخطط صناعة الرؤوس الحربية النووية الذي تم إعداده بواسطة خبراء الأسلحة النووية الإسرائيليين والأمريكيين بإشراف الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية كان قد تضمن بعض الأخطاء فيه حتى لا يستطيع الإيرانيون الاستفادة منه بالشكل الصحيح، وتقول المعلومات بأن المهندس النووي السوفييتي السابق عندما اطلع على المخططات في فيينا قبل لقائه المندوب الإيراني قام بمراجعتها، وسرعان ما اكتشف –بسبب خبرته- الأخطاء الموجودة فيها. وبسبب عدم إخبار الموساد والوكالة له اعتقد بأن الإيرانيين سيكتشفون هذه الأخطاء وبالتالي سيرفضون خدماته، وبالفعل التقط المهندس قلمه وقام بتصحيح كل الأخطاء والعيوب في المخططات ثم قام بعد ذلك بتقديمها كاملة إلى الإيرانيين. وتشير التحليلات إلى أن النتيجة كانت كارثية للغاية بالنسبة للإسرائيليين والأمريكيين لأن إيران:
• استلمت مخططات إنتاج الرؤوس الحربية النووية بشكلها الصحيح.
• رفض الإيرانيون عرض التعاون الذي قدمه لهم المهندس النووي السوفييتي المنشق.
* تداعيات فشل عملية ميرلين:
ظلت السلطات الإسرائيلية تتشدد في منع نشر أية معلومات حول خطة ميرلين في الصحف والإعلام الإسرائيلي، ولكن الصحفي جيمس رايزين استطاع الاستفادة من هامش حرية الإعلام والنشر في أمريكا وبادر فوراً بتجميع تفاصيل «خطة ميرلين» ونشرها في كتاب. وتشير المعلومات إلى أن وكالة المخابرات الأمريكية والبنتاغون ووكالة الأمن القومي وقيادات هيئات الأركان العليا والمشتركة الأمريكية تمارس ضغوطاً متزايدة على الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي لإصدار القرارات والتشريعات اللازمة التي تحد من اختراق الصحفيين للمعلومات ونشرها دون الحصول على الموافقات الرسمية اللازمة. وقد بلغ عدد الصحفيين الأمريكيين الذين سربوا للرأي العام الأمريكي والعالمي أسرار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبنتاغون ووكالة الأمن القومي حوالي 85 صحفياً بعضهم صدرت ضده أحكام بالسجن بسبب رفضه إخبار المحكمة بأسماء المسؤولين الأمريكيين الذين سربوا له المعلومات، وبعضهم ما زال ماثلاً أمام المحاكم الأمريكية ومنهم الصحفي جيمس رايزين الذي سرب «خطة ميرلين».

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...