تفسيـر علمـي لكشـف لغـز الجمـال

28-10-2010

تفسيـر علمـي لكشـف لغـز الجمـال

الجاذبية تتحدد حتى قبل ولادتنا، فهي مفتاح كل شيء ومن يملكها يبدُ وكأنه ملك كل شيء، بدءاً من الأطفال الذين يعاملون بطرق أفضل ويعاقبون أقل ويحصلون على عدد أكبر من الأصدقاء، وصولا إلى البالغين الذين لديهم عدد أكبر من العلاقات، ويحصلون على فرص عمل أفضل ورواتب أعلى ويتزوّجون وينجبون، ويبدون أنهم بصحة أفضل وينظر اليهم على انهم اكثر ذكاء وأكثر جدارة بالثقة ولهم فرصة أكبر بالربح إذا ترشحوا للانتخابات النيابية. لكن ما الذي يجعل طلة البعض أكثر جاذبية وبهاءً من الآخرين؟ يحتاج الجنين إلى طاقة لينمو بشكل طبيعي، فتستخدم الخلايا الأوكسيجين لتنتج تلك الطاقة، وتنتج بالمقابل «الجزيئات الحرة» التي هي خلايا غير مستقرة تتفاعل كيميائياً مع خلايا أخرى ما يؤدي إلى تدمير الخلية وتعرف هذه العملية «بالأكسدة». ثم توضع الجزيئات الحرة تحت تأثير «مضادات الأكسدة» لكن تلك المضادات أحياناً لا تكون كافية ما يؤدي إلى تدمير الـ«دي أن إي» والأنسجة. فالأكسدة المفرطة لدى بعض الأشخاص تعود لتدخين الأم إلى حد كبير أو إصابتها بعدوى أوعوامل أخرى خلال فترة الحمل.
وأظهرت الدراسات التي أجريت مؤخراً بقيادة العالم النفسي ستيفن غانغستاد أن الأمر برمته قد يعود للأكسدة ومضاداتها، لأن الرجال الذين صنفتهم النساء أكثر جاذبية من غيرهم وأجسادهم أكثر تناسقاً، لديهم أقل نسب من علامات الأكسدة، والتكاوين التي جذبتهن بالتحديد تعكس نسبة أكسدة منخفضة. واجروا تحاليل لبول بعض الرجال لقياس نسبة الأكسدة والهورمونات وسألوهم عما إذا تعرضت ولادتهم للمضاعفات، أي ولادات مبكرة أو متأخرة، لأن تلك قد ترفع نسبة الأكسدة في الجسم. والأكسدة لدى الجنين قد تؤثر على نموه وبالتالي إلى عدم تناسق في شكله الخارجي.
وتعتبر احدى النظريات أن الانجذاب إلى ملامح معينة هو أمر فطري غير مكتسب، استناداً إلى سلسلة بحوث شملت الأطفال الرضع الذين أظهروا ميولاً إلى الأشخاص الأكثر جاذبية. وكشفت الدراسات، التي أجريت على الملامح، من الشعر الأشقر، والساقين الطويلتين، والطول، والوزن، والخصر، والأكتاف، أن أصحاب الملامح المتماثلة هم الأكثر جاذبية. أما عدم التماثل فهو ينتج عن خلل حصل خلال مراحل النمو الأساسية حيث لم يملك هذا الشخص القدرة الكافية لتحملها، بحيث يصبح هذا الرجل أو المرأة أقل جاذبية من أن يكونوا شركاء محتملين.
والملامح الخارجية ليست وحدها الجذابة، لأن شخصية البعض قد تكون بالقدر ذاته من الجاذبية. وكشف الباحثون دلالات جينية على أن السلوك غير الأناني قد يكون تطور بيولوجياً، حيث انه كان يشكل إحدى المزايا التي بحث عنها أسلافنا في شريك حياتهم. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يفضلون هذا السلوك اتفقوا مع أشخاص ينطبق عليهم هذا السلوك بشكل أكبر.


المصدر: السفير نقلاً عن «الإندبندنت» بتصرف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...