جدول أعمال نتياهو في واشنطن وبيريز في البرازيل:

11-11-2009

جدول أعمال نتياهو في واشنطن وبيريز في البرازيل:

الجمل: شهدت الدبلوماسية الإسرائيلية تحركان رئيسيان هذا الأسبوع، الأول تمثّل في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والثاني تمثّل في زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى البرازيل، فما هي الأهداف المعلَنة وغير المعلَنة التي تسعى إلى تحقيقها الدبلوماسية الإسرائيلية من خلال هاتين الزيارتين:لولا دي سيلفا
* جدول أعمال نتنياهو في واشنطن:
أشارت التقارير إلى أن جدول أعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن قد تتضمن الآتي:
• مخاطبة المؤتمر العام للمنظمات اليهودية الأمريكية.
• عقد لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
هذا، وأشارت المعلومات إلى أن نتنياهو قد نفذ جدول أعمال زيارته في واشنطن على النحو الآتي:
- ألقى بنيامين نتنياهو خطابه أمام المؤتمر العام للمنظمات اليهودية الأمريكية، وفي هذا الخطاب، سعى نتنياهو إلى إبراز عضلاته أمام الرأي العام اليهودي. هذا، وأشارت التحليلات، إلى أن اللهجة التي تحدث بها نتنياهو أمام زعماء المنظمات اليهودية النافذة القوة في أمريكا، كانت بمثابة رسالة واضحة للإدارة الأمريكية، بضرورة أن تفهم بأن قوة إسرائيل داخل أمريكا، هي قوة من غير الممكن لأي إدارة أمريكية أن تتجاوزها أو تتخطاها.
- بعد أن ألقى نتنياهو خطابه أمام المنظمات اليهودية الأمريكية، توجّه إلى البيت الأبيض الأمريكي، حيث عقد لقاء مع الرئيس باراك أوباما، وأشارت المعلومات إلى الآتي:
• تم عقد اللقاء ليلاً، واستمر لفترة ساعة و 40 دقيقة.
• النصف الأول من لقاء نتنياهو – أوباما كان بحضور المرافقين الإسرائيليين والأمريكيين
• النصف الثاني، كان لقاء على انفراد، بين نتنياهو وأوباما فقط.
• تم إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقرراً له بعد الاجتماع. وبالفعل، فقد تم صرف الصحفيين والمراسلين بعد إخطارهم بذلك.
• اكتفت الإدارة الأمريكية بإصدار بيان رسمي أكد فيه البيت الأبيض الأمريكي، بأن الإدارة الأمريكية سوف تظل ملتزمة بقوة إزاء حماية أمن إسرائيل، وبأن لقاء نتنياهو – أوباما قد ناقش التعاون الأمني الإسرائيلي – الأمريكي حول سلسلة من المسائل والقضايا، إضافةً إلى مناقشة اللقاء لملف إيران وكيفية التحرك للأمام في سلام الشرق الأوسط.
هذا وإضافةً إلى ذلك، فقد أكدت المعلومات، بأن لقاء نتنياهو – أوباما، قد تم نصفه الأول بحضور كل من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، السفير الإسرائيلي في أمريكا ميشيل عورين، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عوزي عواد، إضافةً إلى يشحاق مولخو الذي يتولى منصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
* جدول أعمال شيمون بيريز في برازيليا:
تقول التقارير، بأن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، قد قام بزيارة العاصمة البرازيلية برازيليا، وقد تضمن جدول أعماله الآتي:
• إلقاء خطاب أمام البرلمان البرازيلي.
• عقد لقاء مع وزير الدفاع البرازيلي.
• عقد لقاء مع الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا.
هذا، وأضافت التقارير والمعلومات، بأن شيمون بيريز قد سعى من خلال تنفيذ بنود جدول أعمال زيارته إلى البرازيل إلى تحقيق الآتي:
- حث البرازيليين على ضرورة الالتزام بعدم التعامل مع إيران.
- التأكيد للبرازيليين بأن إسرائيل تعترف بحق الفلسطينيين في دولةٍ مستقلة، وبأن إسرائيل مستعدة لتقديم التنازلات الصعبة من أجل إفساح المجال لحدوث ذلك.
وأشارت التقارير، إلى أن زيارة شيمون بيريز إلى البرازيل قد جاءت بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى برازيليا، والتي مهّدت المسرح لزيارة بيريز، وأضافت المعلومات، بأن زيارة شيمون بيريز قد هدفت عملياً إلى استئناف زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد التي حُدد لها يوم 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009م الحالي، والتي سوف تعقبها زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس.
زيارة شيمون بيريز هي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس إسرائيلي على مدى 40 عاماً للبرازيل، وسبب اهتمام الإسرائيليين بالبرازيل يعود إلى الآتي:
• صعود قوة البرازيل، بحيث أصبحت ذات تأثير كبير على العديد من بلدان العالم والملفات الدولية.
• نيل البرازيل عضوية مجلس الأمن الدولي غير الدائمة.
• تزايد الروابط البرازيلية – الإيرانية، وعلى وجه الخصوص، دخول الاستثمارات الإيرانية مؤخراً بقدرٍ كبير إلى السوق البرازيلية.
• الوجود الواسع للجاليات العربية في البرازيل، إضافةً إلى نفوذ هذه الجاليات على العديد من المجالات في البرازيل وبقية دول أمريكا الجنوبية والوسطى الأخرى، وهو نفوذٌ يقابله من الناحية الأخرى وجود جالية يهودية صغيرة لا تتمتع بالنفوذ، إضافةً إلى الانتشار الواسع للمسيحية الكاثوليكية التي لا تتوافق مع اليهود، بشكلٍ لا يقابله أي وجود للمسيحية الصهيونية، أو المسيحية البروتستانتية – الأنجيليكانية المتقاطعة مع اليهود.
• تأمين وتوثيق العلاقات الإسرائيلية – البرازيلية سوف يعزز قدرة إسرائيل في ضمانة عدم تحوّل دول أمريكا اللاتينية الأخرى إلى تبني المواقف المعادية لإسرائيل.
التدقيق في تحركات الدبلوماسية الإسرائيلية هذا الأسبوع يشير إلى الآتي:
- سعي بنيامين نتنياهو إلى «ردع» الإدارة الأمريكية عن طريق استعراض القوة الذي أفرد فيه نتنياهو – الجماعات اليهودية عضلات إسرائيل الأمريكية في وسط العاصمة الأمريكية واشنطن، وبالتالي، فإن لقاء نتنياهو - المنظمات اليهودية كان بمثابة مقدمة لردع البيت الأبيض الأمريكي من مغبة التمادي في الضغط على إسرائيل.
- سعى شيمون بيريز إلى تمديد القوة الناعمة الإسرائيلية إلى البرازيل وبقية دول أمريكا اللاتينية، لم يكن فقط من أجل قطع الطريق على النفوذ الإيراني، وإنما لتأمين حياد البرازيل إزاء تقرير غلودستون.
أما المفاجأة، فقد تمثلت في أن شيمون بيريز قد سعى إلى محاول تقويض الرواية السورية – التركية، عندما صدح في البرازيل مطالباً دمشق بضرورة الانخراط فوراً في محادثات سلام مباشرة مع إسرائيل، وبالطبع هذا هو المعلَن، أما غير المعلَن، فهو أن يتم تقويض جهود الوساطة التركية بما يؤدي إلى الإضرار بالروابط السورية – التركية.
وإضافةً إلى ذلك، فإن دعوة شيمون بيريز لدمشق، بالدخول في المفاوضات المباشرة الفورية مع إسرائيل، هي دعوة تحمل بين ثناياها، نقل إشارةٍ خاطئة للبرازيليين وبلدان أمريكا اللاتينية، بأن إسرائيل تريد التفاوض الفوري المباشَر، وأن دمشق هي التي ترفض ذلك، وبالتدقيق أكثر فأكثر، نلاحظ أن شيمون بيريز لم يهدف فقط إلى تقويض الوساطة التركية، وإنما أيضاً الى إقناع البرازيل وبلدان أمريكا اللاتينية بفكرة انعقاد «مفاوضات لا يوجد فيها وسطاء»

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إقرأ أيضاً:

الدبلوماسية الإسرائيلية والأزمات المستقبلية
حيرة السياسة الإسرائيلية: التقدم خطوة والرجوع خطوتين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...