دنيس روس يكتب عن "مفاتيح كوندي"

10-10-2007

دنيس روس يكتب عن "مفاتيح كوندي"

الجمل:   دنيس روس يكتب عن "مفاتيح كوندي"
روس: مشكلة كوندوليزا الأساسية هي مع السعوديين الذين رفعوا سقف مطالبهم من مؤتمر السلام

الجمل: نشر موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي نقلاً عن صحيفة نيو ريبابليك الأمريكية التابعة لجماعة المحافظين الجدد، تحليلاً من إعداد دنيس روس مبعوث السلام الأمريكي السابق وخبير شئون الشرق الأوسط الحالي بمعهد واشنطن... وقد حمل التحليل عنوان "مفاتيح كوندي"، وكوندي هو اسم الدلع لكوندوليزا رايس..
يقول دنيس روس:
تخطط وزيرة الخارجية رايس إلى عقد اجتماع دولي في «أنابوليس» في وقت ما خلال شهر تشرين الثاني، وبما أن الرئيس بوش قد أنفق وقتاً قليلاً خلال فترة حكمه في صنع السلام العربي – الإسرائيلي، فإنه يتقفّى ويمضي خلف رغبة الوزيرة رايس الطموحة لاستخدام اجتماع «أنابوليس» لاعتماد إعلان المبادئ حول كيفية حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وتبدو الوزيرة مقتنعة بأنها يمكن أن تضع أساساً جديداً لتوجيه عملية صنع السلام في المستقبل، وحتى لو كان هذا الأساس من غير الممكن وضعه موضع التنفيذ حالياً، فإنه سوف يزود ويقدم الأساس لحل مشكلة إقامة الدولتين عندما يصبح ممكناً.
عادت رايس من آخر رحلة لها للشرق وهي متحمسة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني يقومان بمناقشات جادة وهامة حول قضايا ومسائل الوضع النهائي. وهي تعتقد بأن هذه المناقشات سوف تبرر وتدعم قرارها بالسعي وراء "أفق الحل السياسي" حول المسائل والقضايا الجوهرية المتعلقة بالقدس، واللاجئين، والحدود.
وافتراضاً، لما كانت هذه المناقشات الأوليّة تستوجب أن تتم ترجمتها إلى مفاهيم إدراكية متبادلة ثم إلى اتفاق، ولما كان الطرفان قد كوّنا فرقاً تفاوضية صغيرة عقدت أول لقاء لها هذا الأسبوع، فإنهما سوف يكتشفان مدى صعوبة المهمة التي سوف يقومان بها. فرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يحتاج إلى أن يوضح للرأي العام الإسرائيلي بأن الفلسطينيين ليسوا فقط مستعدين للقيام بتنازل تاريخي والتخلي عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بل وبأن هناك سبباً للاعتقاد بأن الفلسطينيين سوف يعيدون إحياء التزاماتهم وتعهداتهم بالقيام بمحاربة الإرهاب وإيقاف الهجمات الصاروخية. هذا، ولما كانت حركة حماس قد شددت سيطرتها في قطاع غزة، فإن الكلمات وحدها سوف لن تكون مقنعة لأبناء بلد أولمرت.
أما بالنسبة لمحمود عباس، فإن التحدي سوف يكون بنفس القدر مثبطاً للهمّة، فإذا قام بالتخلي عمّا يمثل جوهر القصة السردية الفلسطينية –تحديداً، أنّ اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يكون لهم حق العودة إلى موطنهم- فإنه يجب أن يكون قادراً على أن يشير ويحدد ليس إلى ما يجب أن يحصل عليه الفلسطينيون بالمقابل في موضوعي القدس والحدود، وإنما متى سوف يحصلون على ذلك. فهو (وبالتأكيد فريق تفاوضه المكوّن من كل المحاربين القدامى في عملية "أوسلو" سوف يطلب جدولاً زمنياً مصحوباً بإجراء المزيد من التغييرات الميدانية المضطردة على الأرض، (كترك نقاط التفتيش وإطلاق سراح الآلاف –وليس المئات- من السجناء) وذلك من أجل أن يثبت بأن هذه الاتفاقات ليست مجرد وعود جوفاء.
من المفهوم، أن كِلا الجانبين يمكن أن يعرفا ما هو مطلوب من أجل الصفقة التي سوف تنهي الصراع، على الأقل مبدئياً. ومع ذلك، وبعد ما يقرب من سبعة أعوام من توقف عملية السلام، وتزايد العنف بشكل كبير –وسيطرة الرافضين على غزة- فإن ثمن المساومة والتسوية قد أصبح مرتفعاً وليس منخفضاً، والـ"أداء والتسليم والتسلّم" سوف يصبح هنا هو المعيار الحقيقي لكلا الطرفين. فهل يمتلك أولمرت وعباس القوة السياسية لاتخاذ الخطوات الضرورية اللازمة؟..
الوزيرة رايس، يمكن أن تقول، وبشكل مبرر وجائز، بأنها سوف تحصل على فائدة اختبار الفرضية، وعلى وجه الخصوص في الوقت الذي يتوجب فيه، بالضرورة، التوضيح بأن الفلسطينيين العلمانيين والوطنيين قادرون على منح الشعب الفلسطيني مستقبلاً أفضل وأنّ «حماس» الإسلامية لن تستطيع ذلك.
وهنا، مرة أخرى، يمكن أن يكون الواقع صحيحاً، ولكن الكيفية التي يمكن أن يختبر بها المرء الفرضية سوف تظل أمراً هاماً.
تقول سردية حماس بأن الدبلوماسية لا تصلح وبالتالي فإن المقاومة والعنف هما الإجابة الوحيدة. ومن الواضح بشكل جلي تماماً، أن عملية الاختبار لن تؤدي إلى المزيد من التوقعات. وتبعاً لذلك، سوف تفشل في تقديم أي شيء، إلا إثبات صواب حركة حماس...
لقد قالت الوزيرة بشكل واضح ومباشر أن الاجتماع الدولي لن يكون مجرد عملية التقاط صور. والحقيقة التي يتوجب قولها، هي أن الاجتماع سيكون فاشلاً حتى إذا ما تمخض ونتج عنه ما هو أكثر من مجد التقاط الصور: إذا كان كل ما توصل إليه هو عموميات وتجريدات بلا خطوات ملموسة وآليات متابعة ذات مصداقية، فإن الاجتماع سوف يكون بمثابة خطوة للوراء.
هذا، وتطبيق إستراتيجية اليوم التالي (أي مبدأ "لننتظر ونرى")، هي التي سوف تكون ضرورية في معرفة فيما إذا كان هناك من شيء مؤكد يجري القيام به حالياً...
وبالتالي، ما الذي يتوجَّب أن يتم القيام به؟
الوزيرة سوف تذهب بشكل أساس للبقاء مع كلا الطرفين خلال فترة الـ 6 إلى 8 أسابيع القادمة. وهي تحتاج إلى تحديد ما الذي يمكن تجسيده وما الذي لا يمكن تجسيده بين الطرفين. وهو أيضاً أمر سوف لن يكون سهلاً، حيث أن أيّاً من الطرفين سوف لن يذعن لكل ما هو هام إلا في اللحظة التي يشعر فيها الطرفان بأن ليس لهما بديل وبأن الزمن قد نفذ وعلى وشك الانتهاء. ومع ذلك، فهنا تكمن العقبة الكأداء: ليس واضحاً بأن أي من الطرفين مقتنع حقيقة بأن عليه أن يقدم تنازلات حقيقية ملموسة في تشرين الثاني القادم أمام الطرف الآخر.
ثمة سبباً واحداً سوف تحتاج إليه الوزيرة في الذهاب والإياب بين الطرفين ومواصلة الضغط عليهما بلا توقف من أجل معرفة إلى أي حد أنهما يرغبان حقاً في المضي قدماً وما يحتاج إليه كل طرف من الطرف الآخر، ومن الولايات المتحدة. وما لا يمكن أن تقوم به الوزيرة هو الانتظار على أمل أن الضغط الذي سوف ينشأ في الاجتماع الذي ما زال معلقاً سوف يثمر عمّا تريد وترغب في الوصول إليه.
وفي الحقيقة يتوجب على الوزيرة أن تكون مهتمة ليس بخلق انطباع بأنها تحتاج إلى الاجتماع أكثر من حاجتها لأي شيء آخر. وفي مثل هذه الحالة فإن الإسرائيليين والفلسطينيين سوف يمارسون كل الضغوط عليها من أجل الحصول على أي شيء من الطرف الآخر قبل أن يقدم يكل واحد منهم أي شيء.
ما هو مثير للاهتمام، أن السعوديين الذين يرغب في حضورهم بشدة كل من وزيرة الخارجية الأمريكية، وإيهود أولمرت، ومحمود عباس، على ما يبدو سوف يلعبون لعبة عدم الاهتمام بهذا الاجتماع. ومازال عليهم أن يلتزموا بالمجيء وبدلاً عن ذلك فإنهم يطرحون المزيد من الشروط حول ما الذي سوف يكون مطلوباً منهم لكي يشاركوا. ما هو غير مثير للاهتمام أن شروطهم أصبحت مرتفعة السقف في المطالبات ولا يبدو أنها سوف تتمخض عن أي تنازلات أقل.
في مثل هذه الحالات والظروف، يتوجب على الوزيرة كوندوليزا رايس أن تكون واعية وعاقلة في تقديم الاقتراحات التي تؤدي إلى ردم الهوة بمجرد أن تصبح مواقف كلا الطرفين أكثر وضوحاً وأن تبدأ في طرح المواضيع أو القضايا التي تدفع إلى التراجع إذا ما وجدت أن استجابات الأطراف تُظِهر أن الفجوات لا يمكن ردمها. وإحدى فوائد استخدام الموضوعات التي تؤدي إلى رد الطرف الآخر، تتمثل في أنها تطرح سبيلاً آخر يتعلق بالنظر في الاهتمام الحقيقي لكلا الطرفين إزاء الاتفاق حول المبادئ المتعلقة بالقضايا الجوهرية. وإضافة لذلك، فإن استخدام موضوعات الصد والإرجاع والقدرة على تقديم هذه الموضوعات يمكن أن يجعل الاجتماع مثمراً إلى حد ما.
وعلى هذه الصورة، إذا كانت الوزيرة غير قادرة على أن تتوصل إلى نص يحدد نقاط المساومة الجوهرية حول موضوع القدس، واللاجئين، والحدود، فإن بإمكانها المضي باتجاه ما هو أقل من ذلك، ولكن سوف يبقى برغم ذلك ما هو هام، وهو الاتفاق حول: "مدى ونطاق السيادة، علاقات كل دولة مع الأخرى، وعملية البدء في تطوير مثل هذه العلاقات أو الانسحابات البرية الإسرائيلية من الضفة الغربية المشروطة بنقاط هامة حول أداء الطرف الفلسطيني أو الأطراف الآخرين إزاء موضوع الأمن، تجميد توسيع المستوطنات الإسرائيلية الموجودة والالتزام بعدم تطوير المنطقة (E-1) والاستمرار في عملية إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الحالية ضمن معيار يضمن بأن يتم إطلاق سراح بضعة سجناء على الأقل كل بضعة أسابيع، وضع آلية جادة "ذات قيادة وإشراف" من أجل إنهاء عمليات التحريض وإثارة الكراهية الجارية حالياً، تشكيل جماعات العمل من أجل تطوير المزيد من الخيارات حول موضوع القدس واللاجئين والحدود النهائية، وتشكيل لجان المتابعة والتنفيذ لضمان أن كل الالتزامات قد تم الإيفاء بها".
إن مثل هذا الناتج سوف لن يكون هو الناتج الذي يريده الرئيس والوزيرة، ولكن إذا تحقق، فإنه سوف يؤدي إلى تغيير الواقع القائم حالياً بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
إن فن تسيير وتسييس أمور الدولة يتضمن ليس فقط القيام بمجرد تطوير الأهداف والغايات الموضوعية التي يمكن أن ترتبط بالوسائل التي نوظفها نحن أو الآخرون في إنجاز هذه الأهداف والغايات، وإنما أيضاً معرفة ما الذي يتوجب أن نسعى إليه ومتى نقوم بذلك. ويحدونا أمل في أن تكون الوزيرة رايس مدركة لـ: متى تقوم بممارسة الضغط، وما الذي يجب أن تضغط من أجل الحصول عليه وأيضاً، متى يجب أن تدفع الآخرين للتراجع - وعلى وجه الخصوص إذا كان البديل هو اجتماعاً فاشلاً.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...