روسيا والأرجنتين تجددان دعوتهما لحل سياسي للأزمة

11-06-2013

روسيا والأرجنتين تجددان دعوتهما لحل سياسي للأزمة

أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن "المعارضة السورية" تتحمل مسؤولية تأخير عقد المؤتمر الدولي المرتقب حول سورية في جنيف.
وقال لافروف في حوار أجراه معه تلفزيون سي بي إس الأمريكي ونشرته وزارة الخارجية الروسية اليوم: إن "المسؤولين الأمريكيين يعترفون بأن "الائتلاف السوري" الذي ينفق الرعاة الخارجيون عليه مبالغ كبيرة ليس فقط غير مستعد للمفاوضات بل لا يستطيع أن يقرر من يمثله".
ورد لافروف بالإيجاب على سؤال حول ما إذا كانت "المعارضة" هي المسؤولة عن التأخير في عقد المؤتمر الدولي حول سورية قائلا "نعم" هي مسؤولة عن هذا التأخير مضيفا أن "ذلك مثير للأسف لأن هناك مجموعات تتخذ موقفا بناء ولم تغادر سورية بل قضت كل هذه السنوات مع الشعب السوري".
وأكد لافروف أن روسيا تدين أي انتهاك للقانون الإنساني الدولي وقال نحن "نشعر بالمسؤولية ونتحملها بوصفنا الراعي المشارك مع الولايات المتحدة لعقد المؤتمر الدولي المهم حول سورية" مضيفا أن روسيا فعلت ما وعدت به.
ولفت إلى أن الحكومة السورية مستعدة لإرسال وفدها إلى المؤتمر الدولي حول سورية موضحا "أن موسكو واثقة بأن القيادة السورية سترسل بالفعل وفدها إلى المؤتمر الذي يجري التحضير له حاليا" مبينا أن روسيا ترى حلفاء لها فى كل من يريد إنهاء الحرب في سورية لذا "يجب علينا الاقتناع أيضا بأن المعارضة مستعدة للذهاب إلى المؤتمر لأن القيادة أكدت أن وفدها مستعد للذهاب إلى المؤتمر ولا بد من معرفة أن المعارضة ستذهب أو لن تذهب إليه".

ودحض وزير الخارجية الروسي آراء المراقبين القائلة إن موقف روسيا من سورية هو رد فعل على ما يمكن أن ترى فيه تدخلا من قبل الولايات المتحدة في شؤون الدول الأخرى معربا عن اعتقاده بأن المحللين يخترعون مثل هذه الأقوال ليكون لديهم ما يبيعونه إلى شبكات التلفزة والصحف وغيرها من وسائل الإعلام قائلا: نحن لا نبني سياستنا الخارجية على أساس أفكار من هذا القبيل بل نسعى لأن نكون ثابتين في مواقفنا.
ودعا وزير الخارجية الروسي المسؤولين الغربيين "زملاء روسيا" إلى الاختيار بين التوصل إلى نتيجة فعلية تحل الأزمة في سورية وبين التفكير بسمعتهم وبالأقوال التي أطلقوها سابقا في بداية الأزمة موضحا أن "زملاء روسيا يعبرون في أحاديث خاصة عن تفهمهم الكامل للوضع ولكنهم محرجون بسبب تصريحاتهم السابقة ويقولون لروسيا يجب عليكم ان تفهموا اننا قلنا في بداية الأزمة إنه يجب على الرئيس بشار الأسد "الرحيل" وليس بوسعنا الآن التراجع عن أقوالنا وابتلاع ألسنتنا".
وقال مخاطبا هؤلاء: "حسنا يجب الخيار.. فإما أن تفكروا بسمعتكم لانكم أدليتم بمثل هذه الأقوال قبل سنتين أو أن تفكروا ببلوغ نتيجة فعلية تنقذ حياة الناس وبعد ذلك بإمكانكم استخدام تعابير من شاكلة الحصان الخاسر وما إلى ذلك" منتقدا بهذا الصدد تعبيرا اطلقته شبكة التلفزة الأمريكية لدى سؤالها عن أن روسيا تؤيد ما وصفته "حصانا خاسرا".
وقال: "إننا لسنا وقحين إلى درجة نستخدم معها مثل هذه الأوصاف لتصوير الوضع المأساوي جدا في سورية".
من جانب آخر أكد وزير الخارجية الروسي أن روسيا تزود سورية بالأسلحة الدفاعية بموجب العقود الموقعة بين البلدين.
وقال لافروف "إننا نقوم بتوريد الأسلحة الدفاعية فقط لاولئك الذين لنا معهم عقود قانونية وهذه هي قاعدة عامة بالنسبة لنا".
وفي إجابته على ادعاءات الصحفي الأمريكي بأن روسيا يمكن أن تكون سببا لجرائم حربية في سورية قال لافروف ساخرا "إنني لا أعتقد أنه يمكن التحريض على جرائم حربية بواسطة أسلحة دفاعية ومنظومات دفاع جوي".
وتعليقا على مداخلة للصحفي حول كميات الأسلحة المقدمة لسورية تساءل لافروف هل نحن بصدد طلب الجيش السوري أم أننا نناقش العقود التي نقوم بتنفيذها معربا عن اعتقاده بأن القضيتين منفصلتان ويجب رؤية الفرق بينهما ولفت إلى أن القانون الدولي لا يمنع التوريد العلني للسلاح إلى أي دولة ذات سيادة دون خرق أي قواعد دولية.
وانتقد الوزير لافروف ما يشاع فى الغرب من آراء حول ما يقال عن دعم روسيا للرئيس "الأسد" وقال إن هذا هو التشويه ويستخدم هذا التشويه في الممارسات الدبلوماسية اليوم لتشكيل الرأي العام بطريقة معينة من أجل تحقيق بعض الأهداف الجيوسياسية.
وأعاد لافروف إلى الأذهان بأن بلاده أعلنت مرارا أنها لن تدعم أي شخص في سورية ولا أحد من الشخصيات مضيفا أن الحقيقة تكمن بأن الرئيس الأسد كان أفضل صديق لفرنسا وبريطانيا ولعواصم أوروبية أخرى.
من جهة أخرى قال لافروف: إن بلاده تشعر بالخيبة لأن المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة لم توضح بشكل دقيق حظر بيع الأسلحة للمنظمات غير الحكومية.
وأكد لافروف أن بلاده تشعر بخيبة أمل كبيرة لأن النسخة النهائية لنص المعاهدة لا يقدم صيغة حاسمة من أجل تجنب الحالات التي تقع فيها الأسلحة بأيدي الجهات غير الحكومية محذرا من أنه إذا تواصلت المناقشات حول المعاهدة فسيؤدي إلى استمرار تسرب الأسلحة إلى المناطق بما فيها إلى سورية عبر مئات الكيلومترات من الحدود المكشوفة.
وأكد لافروف أن المعارضين الذين يقاتلون الجيش السوري مسلحون أفضل تسليح، وقد ظهر ذلك في القصير وأن "المعارضة اتخدت سلاح المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي".
وكان ميخائيل أوليانوف مدير دائرة الشؤون الأمنية ونزع الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية قال للصحفيين في وقت سابق، إن موسكو لم تقرر بعد حاجتها إلى التوقيع على المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة.

في سياق متصل جددت روسيا والأرجنتين رفضهما القاطع لعسكرة الأزمة في سورية معبرتين عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف الذي يزيد من تفاقم الوضع في سورية.
وأعرب لافروف و نظيره الأرجنتيني هيكتور تيمرمان خلال لقائهما في بيونس آيرس عن رفضهما توريد الأسلحة إلى جماعات مسلحة غير نظامية وكيفية استخدام هذه الأسلحة ضد الجيش والشعب السوري.
ودعا الوزيران إلى تسوية سلمية وسياسية للأزمة في سورية من خلال الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والحوار الشامل بين جميع أطياف الشعب السوري والبدء بعملية سياسية تتوافق مع التطلعات المشروعة ومصالح جميع قطاعات الحياة المدنية والسياسية في سورية لتلبية مطالب الحرية والديمقراطية والإصلاح السياسي في ظل الاحترام الصارم لسيادة واستقلال وسلامة أراضي ووحدة سورية.
ومن جهة ثانية اصدر الوزيران وثيقة تؤكد من جديد التزام بيونس آيرس وموسكو في الدفاع عن مبدأ عدم انتشار الأسلحة النووية والعمل من أجل نزع هذا السلاح في الشرق الأوسط.
وسلطت الوثيقة الضوء على أهمية تسريع المواعيد النهائية الجديدة لعقد مؤتمر لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أنواع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي لافروف يقوم بزيارة إلى الأرجنتين كجزء من جولة في أمريكا اللاتينية التي تضم أيضا البرازيل حيث سيلتقي مع نظيره أنطونيو باتريوتا.

من جهة أخرى أدانت وزارة الخارجية الروسية الجريمة النكراء التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بقتل فتى في الخامسة عشرة من عمره في حلب أمام ذويه بحجة اتهامه بالكفر.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم :"تلقينا هذا النبأ باستياء بالغ ويثير قلقنا الشديد الطابع الاستعراضي لهذه الجريمة التي صورها رجال العصابات على أنها إعدام لأسباب دينية".
وأوضحت الخارجية الروسية إن "مثل هذه الأعمال الاستفزازية النكراء لا تؤدي سوى إلى احتدام الموقف غير البسيط بحد ذاته في سورية وفي المنطقة بأسرها بالنسبة لمجال العلاقات الدينية" داعية إلى وجوب تقيد الاطراف كافة في سورية بحقوق الانسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني بحذافيرها.
وأوضحت الخارجية أنها "تنطلق في ذلك من انه يجب على أولئك الذين يدعمون المسلحين السوريين او يتعاطفون معهم ان يستخدموا في نهاية المطاف تأثيرهم لوقف سلسلة الجرائم الانسانية من قبل المجموعات المسلحة بما في ذلك خطف الناس وتعذيب وقتل المواطنين المدنيين".
وشدد بيان الخارجية الروسية على استحالة تبرير مثل هذه الجرائم موضحا أن هذه الفاجعة الجديدة تؤكد من جديد الضرورة الملحة للاسراع في التسوية السياسية للأزمة في سورية وتطبيع الوضع في المجال الإنساني الحقوقي بما في ذلك الكف عن جميع اعمال العنف إزاء السكان المدنيين في سورية.
يذكر أن المجموعات الارهابية المسلحة ارتكبت جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمها بحق أبناء الشعب السورى باقدامها على إعدام فتى يبلغ 15عاما باطلاق الرصاص عليه امام افراد اسرته فى حى الشعار بحلب وذلك بعد تعذيبه واختطافه بعد ادعائهم اتهام الفتى بالكفر دون أن يبرروا أسباب توجيه هذا الاتهام واقترافهم جريمتهم الدموية الجديدة.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...