روسيا والأمم المتحدة والفاتيكان: ضرورة مشاركة جميع القوى المؤثرة بسورية في جينيف 2

15-01-2014

روسيا والأمم المتحدة والفاتيكان: ضرورة مشاركة جميع القوى المؤثرة بسورية في جينيف 2

أكدت روسيا ضرورة مشاركة جميع القوى الدولية والإقليمية المؤثرة على الأحداث في سورية بما فيها إيران في المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف2" المقرر عقده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في مدينة مونترو السويسرية.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته اليوم "إن موقف روسيا وإيران من الأزمة في سورية يتطابق في العديد من النقاط وبالدرجة الأولى فيما يخص عدم وجود بديل للتسوية السلمية في سورية والتي يمهد لها المؤتمر الدولي الخاص بسورية".

وأعربت الوزارة في بيانها قبل يوم من زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى موسكو عن قناعتها بأن "التعاون الروسي الإيراني من شأنه أن يؤثر إيجابا على الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط من أجل توفير شروط إضافية لضمان الاستقرار".

وجاء في بيان الخارجية الروسية "ننطلق من أن العمل خلال مؤتمر جنيف2 سيعتمد على بنود بيان جنيف الصادر في 30 حزيران من عام 2012 ويجب أن يتخذ السوريون أنفسهم جميع القرارات المسؤولة بشأن مستقبل سورية بالتوافق ودون ضغوط خارجية".

ويعقد مؤتمر "جنيف2" في 22 الشهر الجاري في مدينة مونترو بمشاركة أكثر من30 دولة وجهت لها الأمم المتحدة الدعوة للحضور ويتوقع أن تكون مسألة مكافحة الإرهاب على رأس أجندته بعد أن أدرك العالم كله خطورة المجموعات الإرهابية المسلحة التي تتدفق إلى سورية وتشكل شبكة إرهاب دولية تهدد أمن المنطقة والعالم.

وفي تصريح له أمس الأول أكد مارتن نيسيركي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن بان كي مون يرى مشاركة إيران في المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف 2" مفيدة وستوجه إليها الدعوة للحضور فور اتفاق روسيا والولايات المتحدة بهذا الشأن.

وبشأن الملف النووي الإيراني اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني الذي توصلت إليه مجموعة خمسة زائد واحد وإيران خلال المفاوضات في جنيف في تشرين الثاني الماضي يسمح لها بالاقتراب من تسوية هذه المسألة نهائيا.

وذكرت الخارجية الروسية في بيانها "إن خطة الأعمال المشتركة للسداسية وإيران التي تم إقرارها يوم 24 من تشرين الثاني في جنيف سمحت بالاقتراب من تسوية إحدى القضايا الأكثر تعقيدا في السياسة العالمية وهي تسوية الوضع حول البرنامج النووي الإيراني .. ويرسي اتفاق جنيف قاعدة متينة لمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل شامل".

وشددت الخارجية في بيانها على أن "موسكو ستواصل بذل كل ما بوسعها من أجل ضمان تطور هذه العملية بشكل إيجابي والتوصل إلى تسوية نهائية لهذه المسألة وراء طاولة المفاوضات".

وأكدت أن موسكو تتطلع إلى توسيع العلاقات ذات المنفعة المتبادلة مع إيران إضافة إلى مواصلة التعاون بين البلدين من أجل ضمان الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي.

وقالت الخارجية في بيانها إن "التعاون الروسي الإيراني مؤهل لأن يعطي دفعة إضافية لحل المهمات المطروحة أمام البلدان المطلة على بحر قزوين" مرحبة بعزم إيران التعاون في المنطقة بخصوص أفغانستان وجهودها لمكافحة تجارة المخدرات من الأراضي الأفغانية.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الإيراني ظريف يوم غد خلال زيارة الأخير لموسكو.

وكانت إيران ومجموعة خمسة زائد واحد توصلتا في الرابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يتضمن الاعتراف بعملية تخصيب اليورانيوم في إيران وتواصل النشاطات في منشآت نووية إيرانية وذلك بعد مفاوضات طويلة عقدها الجانبان في مدينة جنيف السويسرية.

من جهته أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الأمم المتحدة تدعم مشاركة إيران في المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف2" باعتبارها لاعبا أساسيا في المنطقة.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن بان قوله خلال لقائه الليلة الماضية حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية في الكويت "خلال محادثاتي التي أجريتها مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالشأن السوري أكدت على ضرورة مشاركة إيران لأنني اعتقد بأنها تعتبر لاعبا أساسيا".

وأوضح بان أن الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف الفاعلة لإيجاد حل سياسي للازمة في سورية بما فيها إيران.

وبشأن الاتفاق المبرم بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد حول البرنامج النووي الإيراني أعلن بان دعمه ومنظمة الأمم المتحدة للاتفاق مؤكدا ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق.

من جانبه أشار عبد اللهيان خلال اللقاء إلى دور إيران البناء في المساعدة بتسوية الأزمات في العراق وأفغانستان مؤكدا استعداد إيران لمساعدة الشعب السوري وتخفيف معاناته وحل الأزمة في البلاد وقال "إن إيران ومن خلال مبادراتها عقدت ثلاثة مؤتمرات دولية لحل الأزمة في سورية ووضعت خلال العامين الماضيين ضمن أولوياتها إرسال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية إلى الشعب السوري".

وأضاف "لا حل عسكريا للأزمة في سورية وأن تدخل القوى الأجنبية في شؤون المنطقة لم يساعد على التخفيف من حدة الأزمة بل زاد من تعقيدها" مؤكدا أن إيران مستعدة للمشاركة في مؤتمر "جنيف2" دون أي شروط مسبقة.

وتابع قائلا "نحن نؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية وأن شرط نجاح أي خيار سياسي هو كبح جماح ظاهرة الإرهاب والتطرف في سورية والتزام جميع الأطراف بالنهج السياسي المتمثل بالحوار السوري السوري".

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد في وقت سابق أن الحل الوحيد المتاح للأزمة في سورية هو الحل السياسي وهو ما سيؤدي إلى "الحد من ظاهرة الإرهاب والتكفير والتطرف التي تضرب المنطقة" مشددا على أن الطريق الأفضل الذي يؤدي إلى الحل هو "إتاحة الفرصة المناسبة للشعب السوري كي يعبر عن رأيه بنزاهة وحرية من خلال صناديق الاقتراع".

بدوره أعرب مسؤول رفيع في الفاتيكان عن أمله بإشراك إيران في المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 المقرر في الثاني والعشرين من الشهر الجاري والذي يهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.

ونقلت وكالة اكي الإيطالية عن رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، الكاردينال جان لوي توران قوله في تصريحات لإذاعة الفاتيكان الليلة الماضية "من الضروري وجود إيران أيضا في مؤتمر جنيف2 وذلك في أعقاب الاتفاق حول ملفها النووي الذي شكل خطوة إيجابية للغاية وبالتالي من المؤمل انتقال هذه الإيجابية إلى أروقة المؤتمر الدولي الخاص بسورية".

وبشأن ورشة العمل لمجموعة الخبراء المغلقة حول الأزمة في سورية التي استضافتها الأكاديمية البابوية للعلوم قال الكاردينال توران "إن الهدف من الملتقى يكمن في تسليم الأب الأقدس وجهة نظر الخبراء والدبلوماسيين لدراستها كي يتمكن مع معاونيه من المساهمة في تسريع إحلال السلام في سورية".

وأضاف "لقد بدأنا الملتقى بالتشديد على أهمية مؤتمر جنيف2 فالعالم يتطلع إلى شيء في غاية الإيجابية من هذا اللقاء بعد اللقاء الاول الذي عقد في نفس المدينة السويسرية في حزيران 2012 ويطالب بخطوات فاعلة تجاة السلام في سورية".

ونوه رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بأن ورشة العمل المغلقة خرجت بخمس نقاط من بينها الإصرار على ضرورة تواجد كل اللاعبين الرئيسيين في المنطقة بالمؤتمر بما فيهم إيران.

وكان الكرسي الرسولي في الفاتيكان طالب أمس في ختام ورشة الخبراء جميع القوى الأجنبية "بوقف تدفق الأسلحة إلى سورية والكف عن تمويل شراء السلاح" من أجل إنجاح مؤتمر جنيف 2 والتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية كما أوصى بمشاركة "جميع الأطراف الإقليميين للمساهمة في إنجاح المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 وبوقف غير مشروط لأعمال العنف في سورية".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...