شهادات بريطانية من أهوال البصرة

06-09-2007

شهادات بريطانية من أهوال البصرة

بعد يومين من انسحابهم من ميدان القتال في البصرة، نشرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية تجارب قاسية عاشها الجنود البريطانيون في العراق، في تقرير حمل عنوان «البصرة: قصص الجنود».
القصص تعود لبضعة من 550 جندياً بريطانياً انضموا إلى نحو خمسة آلاف من رفاقهم في قاعدة جوية خارج البصرة، تمهيداً لانتقالهم إلى بلادهم. ورغم أن القاعدة المذكورة تعرضت، وفق «الاندبندنت» لقصف صاروخي هي الاخرى، إلا أنه لا يقارن مع ما أكد هؤلاء أنهم كانوا يواجهونه داخل ثاني أكبر مدينة عراقية.
وذكر مراسل الصحيفة أن هيئة الجنود الذين اصطفوا في قوافل خارج مطار البصرة أمس الاول، عكست هول ما شهدوه خلال خمسة أشهر من الخدمة، وخلال رحلة جلائهم الليلي من المدينة: دروع مليئة بالثقوب والندوب من آثار الرصاص وشظايا القذائف، ووجوه متعبة وواجمة.
وبين الشهادات ـ القصص، جمعت صحيفة «الاندبندنت» العينات التالية:
شهادة الجندي فرانك تايلور (29 عاماً): «لقد خضنا أوقاتاً صعبة للغاية، وأجل، كنت مرعوباً». أضاف «أتذكر مرة أن قافلة (بريطانية) عسكرية تعرضت لاطلاق النار. فاختبأت تحت إحدى الاليات وكانت القذائف والصواريخ تسقط حولنا من جميع الاتجاهات».
شهادة قائد الفرقة باتريك ساندرز: «واجهنا الكثير من الحركة حين كنا في قصر البصرة... كان بالامكان أن نبقى لستة أشهر أخرى والدفاع عن أنفسنا خلالها، وقتل الكثير من الناس في السياق، لكن ماذا كان ذلك ليحقق؟». أضاف «بعض الميليشيات التي قاتلتنا كانت وطنية ولا يعجبها وجود القوات الاجنبية في بلادها، وهو على الارجح أمر طبيعي. لكن 90 في المئة من أعمال العنف التي شهدتها البصرة (خلال وجودنا) كانت تديرها قوات أجنبية، ومع رحيلنا يجب أن يتقلص هذا العنف. إذن، فربما كان الوقت قد حان لرحيلنا».
شهادة الجندي لاي بول (28 عاماً): «كنا نتعرض للهجوم في قصر البصرة كل يوم ومعظم الليالي، أسبوعاً بعد أسبوع، وكان أداؤهم في إصابة الأهداف، يتقدم باستمرار»، مضيفاً «كان بعضنا يستدعى لعمليات ميدانية حيث يتعرض لهجمات مكثفة بالاسلحة الخفيفة. ولذلك، امتنعنا بكل بساطة عن التجول على الاقدام أينما كان».
وتحدث بول عن التعتيم الاعلامي على ما تواجهه القوات البريطانية في العراق، قائلاً «نحن جنود نفعل ما نؤمر به، لكن من المؤسف أن هناك القليل من الاخبار عن الناس الذين يقتلون هنا... يبدو أن الناس قد نسوا حرب العراق... من المخجل أنه لا يتم الاعتراف ببعض هذه الخسائر».
شهادة الجندي دواين ماكنتاير (25 عاماً) : «حين كنا نتعرض لقصف منتظم، لم يكن بالامكان أن تسترخي على الاطلاق. على الاقل في القصر، كان لدينا مبان لائقة وآمنة. لكن حين كنا نتعرض لكمائن في مراكز الشرطة المحلية، كنا نشعر بالخطر وسط مساحة مفتوحة».
شهادة العريف لوكاس فاريل (23 عاماً): «في إحدى الليالي، غادرنا قصر البصرة ضمن قافلة عسكرية تحمل الذخائر إلى مركز للشرطة، وحين كنا نفرغ الذخائر في المركز تعرضنا لقصف بالقذائف والصواريخ. كان الهجوم عنيفاً للغاية، قتل ضابط كان يوجه إلينا التعليمات قبل لحظة، كنا مذهولين، مصدومين».
أضاف فاريل «لكن لم يكن هناك وقت للتفكير بما حصل. كنا قد أبلغنا بأنهم (المهاجمين) سيعلمون بلحظة خروجنا (من القصر) وسيكونون في انتظارنا، وهذا ما حصل. خلال عودتنا، كانت نيران الاسلحة الخفيفة تهاجمنا من كل صوب... وكانت مركباتنا تستهدف بقذائف الار بي جي. كانوا يحاولون فصل القافلة من نصفها، لمحاصرة بعضنا. كان هناك الكثير من الرصاص.. أنا نفسي أطلقت 600 رصاصة من رشاشي... ثم عدنا إلى قصر البصرة مع جثة الضابط».

المصدر: السفير (نقلاً عن «الاندبندنت»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...