صدارة الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية يتنازعها ساركوزي و«نقيضه» هولاند

22-04-2012

صدارة الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية يتنازعها ساركوزي و«نقيضه» هولاند

مع استبعاد حصول مفاجآت كبيرة، ستشهد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية اليوم صراعاً على احتلال المركز الأول بين المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند والرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، تمهيداً لتواجههما معاً في الجولة الثانية المقررة في السادس من أيار (مايو).

وحاول هولاند خلال جولاته التي استمرت سنتين في انحاء فرنسا، تأكيد كونه النقيض الكامل لساركوزي، وأنه يريد أن يكون «رئيساً عادياً، وليس رئيساً أفرط في ممارسة الحكم بعنف من دون أن يستطيع ضمان مستقبل لشبابها»، في اشارة الى ساركوزي الذي تدنت شعبيته، وبات فرنسيون كثيرون يعتبرونه «رئيس الأثرياء»، منتقدين غطرسته في الحكم واعتماده اسلوباً قاسياً في تنفيذ المهمات.

وفيما يتهم منتقدو هولاند تردده وافتقاده خبرة العمل الحكومي، لفت اعلان رئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان الذي تخلى عن قيادة الحزب الاشتراكي لمصلحة هولاند نفسه عام 1997 انه «اشركه بشكل وثيق بكل القرارات التي اتخذها» حين كان في السلطة.

وشدد هولاند في تصريحاته على ان افتقاده الخبرة الحكومية ليس عائقاً، «خصوصاً ان الرئيس الأميركي باراك اوباما لم يحكم ابداً قبل ان يتولى السلطة»، مذكراً بأنه شغل مناصب ادارية مهمة مثل عمدة ونائب في الجمعية الوطنية ونائب رئيس مجلس اقليم كوريز.

ويرى اصدقاؤه القدامى انه «قادر على لمّ الشمل عبر الجمع بين الحذر والشجاعة». وهو يحظى بصدقية لدى الفرنسيين الذين وعدهم بإصلاح ضريبي وعدالة اجتماعية، فيما يعتبر من المدافعين عن الاتحاد الأوروبي والابن العقائدي لجاك ديلور.

وعموماً، نجح هولاند في الإفادة من تراجع شعبية ساركوزي الذي تقول ستيفان روزس، الخبيرة في معهد «كاب»، إنه «جرّد خلال ولايته السياسة من قدسيتها، وخفّض وظائف الرئيس ليضعها في خدمة شخصه، ما جعل رئيس الوزراء فرنسوا فيون اقرب الى مساعد له. كما اثارت طريقته في العيش استياء الفرنسيين».

وأغضب ساركوزي معسكره نفسه عبر إصلاحات وإعلانات تناولت أخباراً صغيرة تتعلق بمنحرفين جنسياً أو الغجر.

وينقسم حوالى 30 في المئة من الناخبين، بالتساوي تقريباً بين التصويت لمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن او لمرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون اللذين يتنازعان المرتبة الثالثة.

ويدل بروزهما على رفض قسم من الفرنسيين «للنظام»، وانقسام الطبقة السياسية الى قطبين موزعين بين الاشتراكيين و»الاتحاد من اجل حركة شعبية» بزعامة ساركوزي.

وستؤثر نتيجة لوبن على نتيجة ساركوزي، لأن قسماً كبيراً من ناخبيها صوتوا للرئيس المنتهية ولايته عام 2007، لكنها استدرجتهم بمواضيع الهجرة والانسحاب من اليورو.

ويستفيد مرشح جبهة اليسار من اعجاب الغاضبين من القيود المالية التي تستدعيها الأزمة والاتحاد الأوروبي، إذ اوجد دينامية جديدة في اليسار عندما دعا الى «انتفاضة مواطنة».

ولا يتوقع ان يكرر الوسطي فرانسوا بايرو احتلاله المرتبة الثالثة كما حصل عام 2007. لكن ساركوزي سيحتاج الى ناخبيه (نحو 10 في المئة بحسب الاستطلاعات)، إذا بلغ الدورة الثانية. لذا بدأ الرئيس ومقربوه يغازلونه ملمحين الى احتمال تعيينه رئيساً للوزراء.

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...