ضربة في معقل الأمن الأردني: مقتل ٦ بينهم أميركيان

10-11-2015

ضربة في معقل الأمن الأردني: مقتل ٦ بينهم أميركيان

في حادث أمني لافت في توقيته، إن لناحية المشاركة الأردنية في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية»، او لناحية تزامنه مع ذكرى التفجيرات التي نفذها تنظيم «القاعدة» في عمّان قبل عشرة اعوام، قُتل ستة اشخاص، بينهم مدرّبان أمنيان أميركيان وآخر جنوب أفريقي، عندما فتح ضابط أمني أردني النار عليهم في مركز للتدريب قرب العاصمة الاردنية، قبل ان يُقتل على أيدي قوات الأمن.
وقالت مصادر أمنية أردنية إن الضابط، وهو مدرّب مساعد في جهاز الأمن العام الأردني، فتح النار على مدرّبين وعناصر أمنيين ومترجمين في «مدينة الملك عبد الله الثاني بن الحسين التدريبية» قرب عمان.
وذكرت مصادر في الحكومة الأميركية أن عدد القتلى بلغ ثمانية، بالإضافة الى ستة جرحى.
لكن المتحدث باسم الحكومة الاردنية محمد المومني نفى هذه المعلومات قائلاً إن عدد القتلى بلغ ستة أشخاص، بينهم أميركيان، وآخر من جنوب أفريقيا وأردني، بالإضافة الى المهاجم، ومشيراً الى أن أحد المصابين في حالة حرجة، في حين ذكرت وسائل إعلام أردنية أن عدد القتلى ارتفع الى ستة بعد مقتل احد المترجمين، وهو اردني.
وبحسب البيت الأبيض والسفارة الاميركية في عمّان فإن من بين القتلى اثنين من المدرّبين الأميركيين ومدرّباً من جنوب أفريقيا، مشيرة الى ان مواطنين من الاردن ولبنان أصيبوا في الهجوم.
وقالت السفارة في رسالة أمنية على موقعها على الانترنت «من السابق لأوانه التكهن بالدوافع في هذه المرحلة، مشيرة الى أنها لم تغيّر من وضعها الأمني.
وفي اول رد فعل على الحادث، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولايات المتحدة تأخذ حادثة إطلاق النار «بجدية كبيرة»، مشيراً إلى «تحقيقات واسعة جارية» لكشف ملابسات الحادث.
وقال مسؤول امني اردني إن الأميركييْن كانا يعملان لدى المكتب الدولي لمكافحة المخدرات وشؤون إنفاذ القانون في وزارة الخارجية الأميركية، وكانا يقومان بتدريب قوات أمن فلسطينية.
وبحسب موقع «عمون» الإخباري فإن قتلى الهجوم هم الاميركي لايورد فيلدز، الذي يقوم بتدريب عناصر من جهاز الامن الفلسطيني، والاميركي جيمس دامون، الذي يقوم بمهمات التدريب في مجال مكافحة الارهاب، والجنوب افريقي كونراد وايتهوم، الذي يشرف على برنامج التدريب الفلسطيني، بالاضافة الى الاردنيين كمال الملكاوي وعوني العقرباوي، اللذين يعملان في مجال الترجمة، فضلاً عن مطلق النار.
وإذ تردد ان المهاجم انتحر، مطلقاً النار على نفسه بعد الهجوم، فإنّ مصدراً امنياً اردنياً نفى هذه المعلومات، قائلاً إن المهاجم، وهو مدرّب مساعد برتبة نقيب، قُتل على ايدي قوات الامن الاردنية.
ولم تتضح بعد ملابسات حادث اطلاق النار في المركز التدريبي، ومدى ارتباطه بذكرى تفجيرات العام 2005، التي تبناها تنظيم «القاعدة»، والتي احيا ذكراها الملك عبد الله الثاني يوم امس، كما لم يتضح ما اذا كان المهاجم على ارتباط بأي تنظيم متشدد.
وقال مصدر مقرب من عائلة مطلق النار انه ضابط برتبة نقيب ويدعى انور السعد ابو زيد»، مشدداً على ان لا علاقة له بأي تنظيم ارهابي مثل «الدولة الاسلامية».
وأضاف ان عائلة منفذ الهجوم، وهي من محافظة جرش (51 كيلومتراً شمالي عمان) تعيش في حالة صدمة، وأن «الاجهزة الامنية تحقق معها في الحادث».
وبحسب مواقع اخبارية فإن الضابط، الذي عرَّفت عنه باسم انور السعد، هو من مواليد العام 1986، وهو أب لطفلين يبلغان من العمر عامين وأربعة اعوام.
وعبّرت عائلة أنور السعد عن استغرابها مما حدث مع ابنها.
ونقل موقع «عمون» الاردني عن المتحدث باسم العائلة النائب الأسبق سليمان السعد أنها سترفض دفن ابنها قبل معرفة تفاصيل ومجريات ما حصل والاسباب التي أدت الى وقوع الحادثة وتبادل إطلاق النار.
وقال سليمان السعد «ارفض ان يوصف ابن شقيقي بأية أوصاف راديكالية». وأضاف «نحن كنا وما زلنا وسطيين، وأنور كان يصلي كأي مسلم في هذا البلد، وعليه لا يجوز السؤال عن الوسطية والتطرف بناء على صلاته لأن كل الشعب يصلي».
وتابع «لم يدخل أنور (جهاز) الأمن إلا بعد أن اجتاز الفحوصات المطلوبة بما فيها الإجراءات الأمنية وشهادات حسن السلوك، وهو ليس ضابطاً عادياً بل رجل امن وقائي، اي ان التدقيق بشأنه يكون مضاعفاً».
ولفت إلى أن ابن شقيقه «رجل ملتزم ويعلم قيمة الروح، ومن هذا المنطلق نطالب الحكومة بمعرفة كل التفاصيل التي تسببت بحدوث الواقعة»، مشدداً على انه «انسان خلوق ومحترم وأمين وقلّد اكثر من مرة، ويثقون فيه ثقه مطلقة وهو مختار بعناية وعلينا هنا أن نبحث عن الاسباب».
وتتبع «مدينة الملك عبد الله الثاني بن الحسين التدريبية» مديرية الامن العام في الاردن، وقد افتتحت في ايار العام 2007، وذلك بهدف توحيد منهجية التدريب في جهاز الامن العام، وهي تقع في مدينة الموقر على بعد 40 كيلومتراً من العاصمة عمّان.
ويضم المركز التدريبي عناصر امنيين ومتدربين وعاملين من جنسيات عدة. وبحسب مصادر امنية اردنية فإنه يقدّم التدريب لعناصر تابعين لأجهزة الامن في دول كثيرة، بما في ذلك 116 فلسطينياً و16 لبنانياً، وتموّله الولايات المتحدة، وسبق ان تدرّبت فيه عناصر امنية عراقية.
ويأتي الهجوم على المركز التدريبي في الذكرى العاشرة للتفجيرات الانتحارية التي نفذها تنظيم «القاعدة»، واستهدفت ثلاثة فنادق فاخرة في عمان، ما أسفر عن مقتل العشرات في أسوأ هجوم في تاريخ الأردن.
ووقعت تفجيرات عمان في التاسع من تشرين الثاني من عام 2005 في ثلاثة فنادق هي «راديسون ساس» و «حياة عمان» و «دايز ان»، وراح ضحيتها 57 شخصاً بالاضافة الى اصابة نحو 200 اخرين.
ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني عن الملك عبد الله قوله، بعدما وضع اكليلا من الزهورعلى النصب التذكاري الذي اقيم تخليدا لضحايا تلك الانفجارات في «حديقة شهداء عمان»: «أعلم أن هذا اليوم صعب جدا عليكم، فما يعيشه العالم اليوم من مآسي الإرهاب، يذكرنا بما عايشتموه قبل عشر سنوات».
وأضاف «أشكركم على المعنويات التي تتحلون بها، وتمنحونها لي ولكل الأردنيين والأردنيات، والشجاعة التي لمستها قبل عشر سنوات وما زلت ألمسها اليوم».
وفي وقت لاحق، زار الملك الأردني المصابين بحادثة إطلاق النار في مركز التدريب.
وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن «جلالة الملك عبدالله الثاني، وفي برقية بعث بها اليوم الإثنين إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، اعرب عن تعازيه ومواساته له ولشعب بلاده الصديق، بمقتل مواطنين أميركيين جراء حادث إطلاق نار جرى في مركز لتدريب الشرطة في شرق عمان، متمنياً السلامة لثلاثة مصابين آخرين من الجنسية الأميركية جراء الحادث».
وتابع البيان «بعث جلالته ببرقية مماثلة إلى رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، أعرب فيها عن تعازيه ومواساته بوفاة أحد مواطني بلاده في الحادث.. وأدان جلالته بشدة، في البرقيتين، هذا العمل الجبان، الذي يرفضه الشعب الأردني بجميع أطيافه ومكوناته، وراح ضحيته أردنيون أيضا، مؤكداً أن الحكومة الأردنية تجري تحقيقا في الحادث».
والأردن حليف وثيق للولايات المتحدة وهو جزء من التحالف الذي تقوده واشنطن ويحاول هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق. وتستضيف المملكة الاردنية مئات المدربين الأميركيين في إطار برنامج عسكري لتعزيز دفاعات الأردن، ويشمل نشر مقاتلات من طراز «إف16» تستخدم القواعد الجوية الأردنية في قصف مواقع «داعش».
لكن دور الاردن في الحرب على التنظيم المتشدد أثار قلق بعض الأردنيين بشأن الاضطرابات على حدود بلادهم اذ يخشون أن يؤدي تصعيد دورها في الحملة الى دفع إسلاميين متشددين لشن هجمات داخل الأردن.
من جانب آخر، صدرت ارادة ملكية، يوم امس، بالموافقة على تعديل حكومة عبد الله النسور.
وبموجب التعديل الجديد، عين عمر زهير ملحس وزيراً للمالية بدلا من أمية طوقان. كما عين أيمن عبد الكريم حتاحت وزيراً للنقل بدلا من لينا شبيب.
وهو ثالث تعديل على حكومة النسور الذي شكل حكومته الثانية في 30 اذار العام 2013، وضمت الى جانبه 18 وزيراً.
يُذكر ان النسور كان قد شكل حكومته الاولى في 11 تشرين الاول العام 2012، وضمت 21 وزيراً، وتمثلت مهمتها الاساسية آنذاك في إجراء الانتخابات النيابية في 23 كانون الثاني العام 2013.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...