عصبية كوشنير وخيبة صفير ودخان عمرو موسى

21-11-2007

عصبية كوشنير وخيبة صفير ودخان عمرو موسى

عندما وصل "كوشنير" إلى مطار بيروت ليلا، أخبر الصحفيين أنه مريض وأن الفيروس الذي أصابه جاءه من لبنان، وليس من (إسرائيل).

أما في النهار وبعد مداولاته مع السياسيين ظهر " كوشنير" للإعلام بصوت (مبحوح) وبعصبية متجهمة ليهدد من يعرقل الحل بالفضيحة، وقد توعد المعرقلين بأنه سيحملهم المسؤولية عن ذلك.

هناك من يقول أن (الفيروس اللبناني) ربما يكون سبب مرض "كوشنير"، ولكن عصبيته سببها اكتشافه أن التفويض الأمريكي لفرنسا بالملف اللبناني هو من (النوع الخفيف) وربما أحس "كوشنير" أن " فيلتمان" و "وولش" بدأا التحرك بعلانية أوضح لاستكمال النهج الأمريكي، وهذا يعني أن الأمريكيين تركوا الفرنسيين خاصة والأوربيين عامة ليقوموا بإضاعة الوقت ريثما يقترب موعد الاستحقاق ليقوم حلفاء أمريكا بانتخاب الرئيس بطريقة لا يكون للمعارضة أي رأي فيه أو فيها ... وهذا ما زاد عصبية "كوشنير".

التجهم لم يكن محصورا :بـ  "كوشنير" بل امتد إلى البطرك "صفير"، صحيح هو لم يكن عصبيا، بل كان البارحة متجهما كئيبا والخيبة تملأ كلامه. ولأول مرة يؤكد "صفير" أن المشكلة كبيرة والمأزق كبير والأزمة معقدة. ولإيضاح المصيبة استعمل صفير الطريقة اللبنانية ليعبر عن مخاوفه من القادم حيث قال: " لا أستطيع أن أبصّر أو أقرأ الفنجان". وربما نفهم خيبة "صفير" مما رواه لوفد نقابة المحررين حيث أعلمهم: " لقد أحرجونا، فوضعنا قائمة المرشحين كي لا يقولوا أننا قصرنا أو رفضنا تسهيل الانتخاب .. ولكن بعدما سلمناهم القائمة قاموا بإضافة أسماء مرشحين آخرين غير موجودين، وشطبوا أسماء مرشحين موجودين، ولما كنا طلبنا ضمانات أتتنا أجوبة ضبابية غامضة". وأكد " صفير" أن المشكلة ليست في المعارضة بل في الموالاة، لأن المعارضة متفقة على مرشح واحد بينما الموالاة منقسمة بين عدّة مرشحين.

هل تلمس "صفير" أبعاد ما يجري، هل هناك خطر على الكيان اللبناني جعل "صفير" يلبس الخيبة وينتقد الموالاة ويلمح للجهات الخارجية بأنها أعطت ضمانات ضبابية ؟؟

وهل لمس " كوشنير" أن أطرافا لبنانية مندفعة وراء السياسة الأمريكية، إنما هي تجامله لتقطيع الوقت؟؟

والعرب ممثلين بـ "عمرو موسى" جاؤوا إلى بيروت متأخرين أو بعد غفوة طويلة..

العرب على لسان" عمرو موسى" أتوا مع تمنيات بخروج الدخان الأبيض بعدما حرقوا الكثير من البخور..

ترى هل المشاورات التي تحدث عنها "عمرو موسى" هي توصيات وتوجيهات الرئيس "مبارك" والملك السعودي" بتبني الوجهة الأمريكية؟؟

وهل البخور العربي هو من عود عربي صاف أم أنه من رماد (أميركاني) مشتهى للبنان وللعروبة وللإسلام؟؟

"عمرو موسى" المنشرح المنفتح المازح المداعب، تحدث عن الدخان الأبيض، وكأن الرئيس اللبناني سينتخب من قساوسة وكرادلة متصلين بآلهة توحي لهم، وسؤالنا من هم الكرادلة ومن هم الآلهة؟؟ مع أن الكل الدلائل تذهب إلى البنتاغون والـ C.I.A. ..

 والدخان حتما لن يكون أبيضا، لأن الإدارة الأمريكية مازالت تعتمد إستراتيجية الحرب الاستباقية، حتى في الانتخابات.

نتمنى لدخان " عمرو موسى" - القادم من توجهات "مبارك والسعودية، والاعتدال العربي – نتمنى لدخانه أن يظل أبيضا، وأن لا يكون أسودا أو أحمرا.. لأن لبنان والمنطقة لن تحتمل أكثر.....ولن تنصاع أبدا .. أبدأ..

د. فؤاد شربجي

المصدر: موقع تلفزيون الدنيا

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...