في مشفى البيروني: إهمال وأوساخ في غرف المرضى

13-10-2009

في مشفى البيروني: إهمال وأوساخ في غرف المرضى

يتوجه أحمد مع والده المريض كل خمسة عشر يوماً إلى مشفى البيروني بدمشق لتلقي جرعة وقائية إلا أن التأخير ليوم أو أكثر هو ما يواجهه في زياراته المتكررة. 
 أحمد وهو اسم مستعار لشاب يثابر بشكل مستمر على مساعدة والده في أخذ الجرعات الدوائية لمرضه في الطابق الثالث من المشفى والمخصص لما يسمى تحسين الحالة يروي بالصورة والفيديو حال المشفى ومعاملة المرضى فالتأخر في إعطاء العلاج ليس إلا واحدة من المشكلات التي يعاني منها المرضى في المشفى الذي تعج ممراته بالمرضى الباحثين عن العلاج من أمراضهم الخطيرة.

ويقول أحمد: في العيد الماضي تعطلنا لمدة شهر عن إعطاء الدواء لوالدي بسبب عطلة العيد وتأخير موعد إعطاء الدواء لوالدي من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع مضيفاً إن هنالك تأخيراً في إعطاء الجرعات ولا يقف الأمر عند ذلك ففي كثير من الحالات يراجع المريض المشفى صباحا ولا يحصل على الدواء حتى فترة الظهيرة.

كلما توجه أبو أحمد لتلقي العلاج يقوم بتسليم بطاقته الشخصية إلى المشفى ليأخذها عند تخريجه بعد تناوله للجرعات الدوائية وهي حالة عامة يقوم بها جميع المرضى أثناء توجههم لتلقي العلاج في مشفى البيروني ويقول أحمد إنه في حال كان يوم الخروج من المشفى يصادف يوم عطلة فإن على ذوي المريض البحث عن الطبيب المناوب ليتمكنوا من تخريج المريض ويضيف أحمد أنه بعد انتهاء الدوام في الساعة الثالثة عصرا يصبح من السهل الخروج والدخول إلى المشفى بل حتى يمكن للمرضى الخروج من المشفى أو إدخال ما يشاؤون من الأغراض.

رغم وجود تعميم لدى الممرضات ينبه إلى جمع النفايات الطبية في حاويات مخصصة إلا أن ما تظهره الصور يقول بغير ذلك فوفق صور وملفات فيديو حصلت عليها الوطن من داخل أروقة المشفى تظهر كيف تتجمع القمامة في أروقة المشفى وغرف المرضى وتلك الأوساخ ليس من مخلفات المرضى التي يستخدمونها بشكل اعتيادي ولكنها أيضاً تحتوي على الحقن المستعملة وأكياس السيروم الفارغة بعد الاستخدام والتي لا يخفى على أحد ما تشكله من مصدر خطر سواء على المرضى أو المرافقين أو حتى على الطاقم الطبي.
الأوساخ لم تكتف بإيجاد مكان لها في الغرف والممرات فقط فحال الحمامات والمراحيض ليس أفضل وخاصة ما يشاهده من يرغب باستخدامها من قاذورات وانسدادات وتجمع البول في المباول التي تجمعت بجانبها الأوساخ وأكياس السيروم والحقن المستخدمة أما الصراصير فوجدت لها مكاناً ليس فقط في تلك الحمامات بل وصلت حتى قرب أسرة المرضى وفوق الطاولات التي يضعون عليها أغراضهم الشخصية أو حتى أغذيتهم.
أما منهل المياه الذي يشرب منه المرضى وهو براد مياه كبير فإن الأوساخ وأوراق الأشجار أو الفواكه استقرت فوقه بشكل يبعد أي شخص عن محاولة شرب المياه منه.

وفي فيديو آخر يظهر كيف ينادي الممرضون على المرضى لإعطائهم مخصصاتهم الدوائية حيث يتسلم كل منهم دواءه بعد أن يسمع اسمه على لسان الممرضة ليأتي هو أو أحد مرافقيه لأخذه.
ويقول أحمد: أليس من المفترض أن يتم إيصال الدواء إلى المريض وهو راقد في سريره وخاصة أن المصابين بالأمراض السرطانية يحتاجون إلى رعاية خاصة مضيفاً إن القطن واللاصق الطبي من العملات النادرة في المشفى حتى إن جناحين للمرضى كانا يستخدمان علبة واحدة من اللاصق بحيث يتم التناوب على استعمالها.
ويروي أحمد كيف اضطر منذ نحو الشهر إلى شراء الحقن المضادة للإقياء على نفقته الخاصة ليعطيها لوالده مع الدواء حتى لا يتقيأ نظرا لعدم توافره في ذلك اليوم في المشفى ما أدى لإصابة العديد من المرضى بالإقياء.
ويضيف أحمد كما تضيف ملفات الفيديو: كيف يبحث المرضى أو مرافقوهم عن ممرض أو ممرضة لتبديل السيروم أو تعديل تنقيطه أو حتى إعطاء الجرعة إلى المريض أو لأي طلب آخر يخص المريض.

وفي الوقت الذي تباع فيه السجائر قريباً من مدخل المشفى فإن صوراً أخرى ملتقطة داخل المشفى تظهر أعقاب السجائر على شرفات نوافذ غرف المرضى وهي أعقاب من أنواع سجائر مختلفة ما يعني أنها من فعل عدة أشخاص ولمدة طويلة من الزمن وليست فعلاً آنياً.
لا يخفى على أحد ما يتحمله المشفى والكادر الطبي فيها من ضغوط في العمل نتيجة الأعداد الكبيرة التي تراجع المشفى ولا يخفى الجهد الذي يبذلونه إلا أنه لابد من الإشارة إلى مسائل تحتاج إلى العلاج السريع فمسؤولية النظافة هي مسؤولية مشتركة بين المشفى والمرضى ومرافقيهم إذ يجب على المرضى عدم إلقاء أي نوع من القمامة في أروقة المشفى كما يجب على الكادر الطبي والتمريضي أن يضع نواتج العلاج من أبر وأكياس سيروم مستعملة في أماكن مخصصة ليتم إتلافها بالطرق المتبعة عالمياً حتى لا يتعرض أي شخص للخطر بسببها.
وليست النظافة هي الحالة الوحيدة التي تحتاج إلى العلاج، فعلاج المرضى الذي يتلقونه وطريقة إعطائهم الدواء يحتاج إلى مراجعة والعمل على أن يتم ذلك بطريقة أكثر سهولة تراعي حالة المرضى ونوع مرضهم الخطير.

فادي مطلق

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...