كيت ميدلتون أكثر من خطيبة وأقل من زوجة للأمير وليام

قبل أيام احتفلت بعيد ميلادها الخامس والعشرين فملأت اخبارها الصحف البريطانية التي تبحث عن «ديانا» جديدة في القصر الملكي. أكثر من عشرين مصوراً وخمس فرق تلفزيونية رابطوا أمام منزلها في تشلسي €غرب لندن€. قبل ساعات كان عددهم أكبر وكلهم يطمحون الى التقاط صورة خاصة يمكن بيعها بأكثر من 30 ألف يورو.
من هي كيت ميدلتون المرشحة لأن تعلن خطوبتها على الأمير ويليام خلال العام الحالي وهو الذي يحتل المرتبة الثانية في لائحة وريثي العرش؟ وهل تعود «أميرة الشعب» €لقب ديانا€ الى القصر؟

يقول كاتب السير الملكية كريستوفر ويلسون «لم تعد المسألة اذا, وانما متى. فهما مرتبطان منذ اربعة اعوام بعلاقة جدية وطويلة. في الواقع هما زوجان, القضية منتهية.
يضيف ويلسون: العلاقة قوية بينهما, فلماذا لا ندعهما يمضيان قدماً. ما زالا بكل تأكيد في مطلع العمر, لكن البعض يعثر على الشخص المناسب له في مرحلة مبكرة.
ويتفق كاتب سيرة ميدلتون روبرت جونسون مع هذا الرأي بقوله: كيت تبدو خالية من العيوب حتي عندما تخرج من الاندية الليلية في الساعة الثالثة فجراً. اعتقد انها مصممة على ان تكون فيرجي اخرى, وأن تبقى متوازنة... مشروبها المفضل بالمناسبة هو ويسكي «جاك دانيالز» الاميركية والكوكا كولا.
وأهم ظهور علني لـ«كيت» كان حضورها حفل تخرج الامير ويليام في ساند هرست الى جانب الملكة والأمير فيليب وذويها, ويقال انه لدى مشاهدة الأمير في العرض تمتمت شفتاها بكلمات غير مسموعة, الا أن احد مراسلي شبكة تلفزيون «اي تي في» الذي يتقن لغة الشفاه يؤكد انها كانت تقول «احببت البذلة. انها مثيرة جنسياً».
الأمر ربما يتطلب اكثر من قارئ شفاه, قارئ أفكار على الأرجح لمعرفة ما يدور في عقل كيت. وما هو مؤكد انها متكتمة وعزيزة النفس, وبعيدة كل البعد عن حياة الاثارة التي اتسمت بها حياة ديانا وفيرجي, وهي تتمتع بالمواصفات التي اشار اليها احد المقربين من الملكة اذ قال «ما يتطلع اليه المرء في الشخصية الملكية هو الذكاء السلبي, أي ان يكون مطلعاً على كل شيء من دون ان يتدخل في اي شيء».
هذا التكتم هو ما يجعلنا نعرف القليل عن «كيت» باستثناء انها كانت تعمل اخيرا كمساعدة بائعة في متاجر جيكسو للألبسة الفخمة, وانها تهوى التسوق مع والدتها, وعلى جانب من روح الدعابة.
ولعل ذلك حمل جيورجي غريغ رئيس تحرير مجلة تاقر التي نشرت اخيرا مقالا بعنوان «25 امراً تجهله عن كيت ميدلتون» يقول: «انها اميرة كاملة, صبورة, مصقولة وفوتو جينيك, لديها مزايا لا يمكن ابتكارها او وصفها, مما يجعل منها «ديانا ثانية» البلاد تتطلع الى الرومانسية الملكية, وهي حجر الزاوية, وعليها تحمُّل هذا العبء».
ويقول ويلسون ان اصولوها المتواضعة تجعل منها ومن الامير ويليام مزيجا رائعاً, وهي خالية من الدماء الارستقراطية, وطفولتها لم تشهد طلاقات عائلية.
وفي الواقع ان جد­ جد ­ جد ­ جد­ جدها جايمس هاريسون كان عامل منجم ولد في العام 1794, وظلت اجيالاً عديدة من نسله تعمل في المناجم الى ان انتقلت جدة كيت دوروثي مع والدها الذي يعمل نجارا ووالدتها الى غرب لندن. مع ذلك ليس كل اسلاف كيت من اصول متواضعة فهي تمت بصلة نسب الى الكاتب والمصلح السياسي في القرن التاسع عشر هارييت مارتينو, وهناك قرابة بين اسرتها واسرة تشامبرلين التي اصبح احد افرادها رئيسا للحكومة.
ماذا نعرف عنها ايضاً؟ ولدت كيت في 9 كانون الثاني €يناير€ 1982, اي قبل خمسة اشهر من ولادة الامير ويليام في احد مستشفيات بركشاير في جنوب انلكترا. وي الابنة البكر للمليونير العصامي مايكل ميدلتون €من مواليد 1949€ الذي كان يعمل سابقا طياراً. وكارول غولد سميث التي كانت تعمل مضيفة طيران. بعد زواجهما في العام 1980 انشآ شركة لبيع ملابس الاطفال بالمراسلة كانا يديرانها من مكان كان يستخدم سابقا كاسطبل وزريبة للأبقار في جوار منزلهما المستقل العصري الفخم الذي يضم 5 غرف منامة ويقدر ثمنه بـ800 ألف جنيه استرليني وقد انتعشت اعمال الشركة بعد انتشار الانترنت.
ولـ«كيت» شقيقة تدعى فيليبا €بيبا€ وشقيق اصغر يدعى جايمس, وفي نظر داريدري فرناند من صحيفة «الصانداي تايمز» يعتبر آل ميدلتون نموذجا في انكلترا المعاصرة للعائلات ذات التوجهات العصامية التي تكدح في العمل.
ترعرعت كيت في بركشاير حيث التحقت بمدرسة سانت اندرو المختلطة, ثم انتقلت لدى بلوغها عامها الثالث عشر الى معهد مارلبورو الحكومي حيث درست الاميرة يوجيني اوف يورك؛ ابنة عم الامير ويليام, قبل ان تنتسب الى جامعة سانت اندروز في اسكتلندا حيث كان يدرس الامير ويليام.
وقد تردد انه قبل انتقالها الى «سانت اندروز» كانت تعلق صورة الامير ويليام على جدار غرفتها, بل ذهبت مجلة «سبكتاتور» الى القول بأن والدتها ألحت عليها بالانتقال الى هناك... إلا أن الرواية غير مثبتة.
لم تكن «كيت» تلميذة متفوقة, الا انها برزت في الالعاب الرياضية, فكانت تلعب الهوكي, وترأست فريق المدرسة في لعبة المضرب, وقد تفوقت على الفتيان في رياضة القفز, وتقول احدى صديقاتها خلال الدراسة «الجميع كان يلاحقها حتى اكثر الفتيان جاذبية».
محررو صحف «التابلويد» البريطانية نبشوا ماضيها الا انهم لا يستطيعون العثور على اي فضيحة تلطخ سمعتها باستثناء انها كانت تتلصص على شقق الفتيان من نافذة غرفتها, وأنها اشتركت في عرض للألبسة الداخلية وحصلت على محضر ضبط لأنها اوقفت سيارتها في مكان ممنوع.
في جامعة «سانت اندروز» انتسبت «كيت» الى صف تاريخ الفن الذي كان يحضره الامير ويليام, ولم يبل فيه بلاء حسنا وقرر التوقف عن الدراسة الا ان «كيت» تمكنت من اقناعه بالمواصلة والانتقال الى درس الجغرافيا وقد سكنا في غرفتين متجاورتين في مبنى مخصص لاقامة الطلاب, وكانا يلعبان كرة المضرب بصورة منتظمة, وانتقلا في العام 2002 الى السكن في منزل واحد مع صديقين آخرين, وكانا يمضيان عطلة نهاية الاسبوع معاً.
في عيد الميلاد الماضي تلقت «كيت» دعوة من الملكة اليزابيث لتمضية ليلة العيد مع العائلة المالكة في قصر ساند رنغهام في نورفولك. الدعوة كانت على جانب كبير من الاهمية, اذ لم يسبق ان وجهت دعوة مماثلة الى اي شخص غير متزوج رسميا من احد افراد العائلة, بالرغم من ذلك اعتذرت «كيت» عن تلبيتها متذرعة بأنها تنوي تمضية السهرة مع ذويها. الاعتذار كان مفاجأة للجميع, لكن يبدو ان «كيت» كما تقول صحيفة «سكوتسمان» تفضل الانتظار قبل ان تضع الخاتم في اصبعها, علما انها كانت قد شاركت سابقا في مباراة للتزلج مع الاميرين ويليام وهاري ووالدهما تشارلز.
في الواقع موقفها لم يكن مفاجئا لعارفيها الذين يؤكدون انها تريد ان تكون شريكاً مستقلا واثقا من نفسه, بل يذهب البعض الى القول انها اخذت تنظر الى نفسها كـ«منقذة الملكية» بعدما تكاثرت الفضائح في القصر.
وخلافاً لكل التوقعات يبدو ان «كيت» تركت انطباعاً حسناً على والد الامير ويليام والملكة عندما التقيا بها خلال حفل تخرج ويليام في العام 2005 حيث حصل على شهادته في الجغرافيا فيما حصلت هي على شهادة في تاريخ الفن, ويقول صديق مقرب من الملكة ان الاخيرة احبت فعلا «كيت» وهي تعتبرها كزوجة مناسبة لحفيدها عندما يعتلي العرش, وهي كانت تتخوف دائماً من ان تسلم سلطاتها الى وريث لا يتفهم جيدا موقعه الدستوري. ويضيف «الملكة وامها تزوجتا في سن مبكرة, وهما بالتالي لا تجدان غضاضة في زواج مماثل, في الوقتنفسه ترى الملكة ان مصير الملكية سيكون في يديهما.
ويقول مقرب ملكي آخر ان الملكة تنظر الى «كيت» كامرأة شابة غير مهتمة بأن تكون ملكية بل تحب ويليام لذاته, وتعتقد ان زواج ابنها تشارلز من ديانا قد فشل لانه انتظر حتى بلغ الثانية والثلاثين من عمره, بحيث صار من الصعب عليه تغيير عاداته وسلوكه. اما ويليام وكيت فهما خلافا لذلك ثنائي منسجم قادر على كسب مودة الشعب».
في الوقت نفسه لا يمكن تجاهل التداعيات التي خلفتها ديانا, فقد حطمت الحواجز بين الملكية والعامة. لم يعد التصنيف التقليدي «هم» و«نحن» قائماً لقد سقطت النظرة الى المشاهير سواء كانوا من العائلة المالكة, او من نجوم هوليوود وسقطت نظرية انهم صنف آخرمن البشر, بل اصبحت النظرة اليهم على انهم بشر من لحم ودم مثلنا تماما باستثناء انهم معروفون اكثر منا.
السؤال الذي يشغل البريطانيين منذ اسبوعين: متى يتزوج الامير ويليام؟
المقربون من القصر يميلون الى الاعتقاد بأن الاعلان عن خطبة الامير الشاب لن يتأخر, على الرغم من ان العام الحالي حافل بالاحداث الملكية, خصوصا الذكرى الماسية لزواج الملكة اليزابيث. وكثيرون هم الذين يؤكدون ان الزواج لن يتأخر كثيرا عن الخطبة.
وقد كثفت الشرطة البريطانية اجراءاتها الامنية حول الامير الشاب ويليام, وصديقته بعدما ترددت انباء صحفية عن ازدياد المخاوف الامنية ازاء سلامتهما. وشوهد ما يقارب العشرة من عناصر الحماية التابعة للشرطة البريطانية برفقتهما اثناء مغادرتهما احد الملاهي الليلية في لندن.
ووصف البعض ما حدث لحظة خروج الامير ويليام برفقة ميدلتون, قرابة الساعة الثالثة فجرا, بالقول ان حوالى عشرة عناصر من قوة الحماية تراكضوا لتشكيل «حاجز بشري», احاط بالامير وصديقته, وحالوا دون وصول الصحفيين والفضوليين اليهما. ولفتت وسائل الاعلام الى ان وجود هذه العناصر في المكان الى جانب الحرس الشخصي الخاص للامير يدل على تشديد الاجراءات الامنية.
وتشكو ميدلتون من الضغط الكبير الذي تفرضه عليها الصحافة, حيث يوجد المصورون بشكل متواصل امام منزلها في تشلسي. وقد قامت الشرطة البريطانية بوضع حراسة خاصة عند باب منزلها, بعدما احتشدت مجموعة من الصحفيين خارجه, لالتقاط صورة لها اثناء ذهابها صباحا الى عملها.
يشار الى ان ميدلتون €25 عاما€ لا يحق لها قانونا بحراسة خاصة, باعتبار انها لا تحمل لقبا رسميا, مما دفع محاميها الى مناشدة رؤساء تحرير الصحف, ابعاد مصوريهم عنها.
صحيفة «ذي تايمز» قالت قبل ايام, ان المضايقات التي تتعرض لها من الصحافة ازدادت لدرجة ان مكتب المحاماة «هاربوتل اند لويس» يسعى حاليا الى التوصل الى اتفاق ودي مع وسائل الاعلام. وفي حال لم ينجح المحامون في مسعاهم فسيرفعون دعوى امام القضاء.
وقبل 26 عاما كان الصحفيون والمصورون يطاردون ديانا والدة الامير ويليام التي كانت في حينها في الـ19 من العمر قبل اعلان خطبتها للامير تشارلز. وكانت مطاردة المصورين للسيارة التي كانت تقلها هي التي ادت الى وفاتها في حادث سيارة نهاية آب €اغسطس€ 1997 في باريس.
و«العجقة» التي تعيشها بريطانيا وصلت عدواها الى الصحافة الاوروبية, والغربية بصورة عامة, التي تتناقل منذ مطلع العام اخبار كيت وويليام بكثير من الاهتمام. ولأن اوروبا تعشق اميراتها, خصوصا اذا كن جميلات, فإن صورة «ديانا» الراحلة لا تزال عالقة في الاذهان, وبريطانيا التي ودعت «اميرة الشعب» تبحث عن اميرة بديلة.

 
حسان كورية
المصدر : الكفاح العربي