لقاء مبارك نتياهو: المعلن وغير المعلن

12-05-2009

لقاء مبارك نتياهو: المعلن وغير المعلن

الجمل: شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية يوم أمس الاثنين اللقاء المرتقب بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو، ويكتسب اللقاء أهمية كبيرة بسبب تداعياته المباشرة وغير المباشرة على التطورات الجارية في مسرح الصراع العربي – الإسرائيلي، وبرغم الأبعاد المعلنة لهذا اللقاء هناك فمن المتوقع أن يتضمن أبعاداً غير معلنة.
* الثوابت الجديدة في خط القاهرة – تل أبيب:
برغم أن دبلوماسية القاهرة تل أبيب ظلت تعكس علاقات التعاون والصراع بين الطرفين فإن القاهرة أثبتت قدرتها الفائقة في التكيف مع حركة صعود وهبوط الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وبكلمات أخرى فقد ظلت القاهرة تقوم بإجراء التعديلات المطلوبة في مواقفها بما ينسجم ويتناسب مع طبيعة توجهات الحكومة الإسرائيلية الموجودة في تل أبيب.
الآن وبعد صعود ائتلاف الليكود – إسرائيل بيتنا، بدا واضحاً أن التغيير السياسي الحكومي الذي حدث في تل أبيب قد أصبح يتردد صداه في القاهرة، ويمكن الإشارة إلى المعالم البارزة وفقاً للآتي:
• لقاء بنيامين نتينياهو – حسني مبارك الذي تم في شرم الشيخ يعكس طبيعة الاهتمامات المشتركة بين أجندة تحالف الليكود – إسرائيل بيتنا ومؤسسة الرئاسة المصرية.
• رغبة تل أبيب والقاهرة في بناء تحالف إقليمي يقوم على أساس اعتبارات ردع القدرات الإيرانية واعتماد أجندة السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية إضافة إلى التفاهم حول ملفات التعاون الاقتصادي وقضايا السلام.
• رغبة الطرفين في بناء المواقف المشتركة لجهة التأثير على مواقف الإدارة الأمريكية الديمقراطية الحالية التي حلت محل الإدارة الجمهورية السابقة.
• رغبة الطرفين في بناء المواقف المشتركة لجهة التأثير على مواقف الاتحاد الأوروبي.
إضافة لذلك، فإن هذه الثوابت المشتركة تترافق مع ثوابت أخرى فرعية يتبناها طرف، ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
• إسرائيل: بسبب اعتماد إدارة أوباما لتوجهات تتعاكس مع توجهات حكومة ائتلاف الليكود – إسرائيل بيتنا، فإن إسرائيل تسعى إلى إقناع مصر بتبني الموقف الإسرائيلي وبكلمات أخرى لقد درجت الإدارة الأمريكية على إجراء المشاورات وبالتالي عندما تتطابق وجهة النظر المصرية مع وجهة النظر الإسرائيلية فإن الموقف الإسرائيلي يحصل على قيمة إضافية حقيقية.
• وإضافة لذلك، فإن تطابق التوجهات والمواقف المصرية مع توجهات ومواقف حكومة ائتلاف الليكود – إسرائيل بيتنا سيتيح للحكومة الإسرائيلية استخدام ذلك كورقة لجهة ردع المعارضة الإسرائيلية وكسب دعم الرأي العام الإسرائيلي.
• مصر: يعتمد بقاء نظام الرئيس مبارك بشكل أساس على المعونات والمساعدات الأمريكية وبسبب الخلافات المصرية – الإسرائيلية السابقة فقد عانت مصر كثيراً بسبب قيام الإسرائيليين وجماعات اللوبي الإسرائيلي استخدام الكونغرس الأمريكي في عرقلة تدفق المعونات والمساعدات الأمريكية لمصر، وقد أدى ذلك إلى إدراك نظام الرئيس مبارك أن تأمين الحصول على المعونات والمساعدات بشكل دائم يعتمد على مدى تعاون القاهرة مع تل أبيب، وتأسيساً على ذلك، فإن التفاهم مع تل أبيب وإرضاء الحكومات الإسرائيلية أياً كانت توجهاتها هو أمر سيؤمن للقاهرة الحصول على المساعدات والمعونات التي تريدها أمريكا.
تأسيساً على ذلك، فقد جاء لقاء شرم الشيخ الذي جمع بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء نتينياهو ليدشن افتتاح واحدة من أخطر المنعطفات في الأداء السلوكي للسياسة الخارجية المصرية.
* ماذا حمل جدول أعمال لقاء شرم الشيخ:
تقول المعلومات التي حملتها التقارير والتسريبات أن لقاء نتينياهو – مبارك تضمن جدول أعماله النقاط الآتية:
• التفاهم حول الخطر الإيراني: وأشارت التقارير إلى أن طرفي اللقاء قد حققا تقدماً لجهة نجاح نتينياهو في إقناع الرئيس مبارك بأن الخطر الإيراني لا يتمثل فقط في ملف البرنامج النووي وإنما في تزايد القدرات الإيرانية الاقتصادية والتكنولوجية وغيرها، وبالتالي فإن المواجهة مع إيران يجب ألا تقتصر على الاكتفاء بمجرد القضاء على البرنامج النووي الإيراني وإنما على كامل القدرات الإيرانية بما يتيح عرقلة نمو وتصاعد القدرات الاستراتيجية الإيرانية.
• التفاهم حول تجمع المعتدلين العرب: أشارت التقارير إلى اقتناع الطرفين بضرورة التعاون المشترك من أجل تعزيز تحالف المعتدلين العرب بحيث يأخذ صفة مؤسسة دولية إضافة إلى ضرورة توظيف منظور الخطر الإيراني بما يتيح بناء مذهبية مشتركة تجمع بين إسرائيل والمعتدلين العرب تقوم على محور أساسي يتمثل في شعار أن العدو واحد وهو إيران وأن القضية واحدة وهي التصدي للخطر الإيراني.
•  التفاهم حول نموذج العلاقات المصرية – الإسرائيلية: أفادت التسريبات إلى أن الطرفين أكدا على مدى فعالية نموذج العلاقات المصرية – الإسرائيلية وضرورة التعاون بما يتيح تعميم نموذجها على بقية الدول العربية.
• التفاهم حول الموقف من حلفاء إيران: أفادت التسريبات أيضاً أن الطرفين قد أكدا على أن المنطقة قد دخلت ضمن دائرة الاستقطاب بين طرف حليف لإيران وآخر حليف للولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي لابد من التفاهم المشترك بما يتيح توحيد الموقف الإسرائيلي – المصري إزاء القيام بتفكيك معسكر حلفاء إيران في المنطقة وأشارت التسريبات أيضاً إلى أن الطرفين أكدا على أن الأداء السلوكي المصري إزاء حركة حماس خلال حرب غزة وحزب الله خلال حرب التوتر الأخير مع السلطات المصرية يمثل في حقيقة الأمر نقطة البداية في المشروع المشترك على خط القاهرة – تل أبيب للقضاء على حلفاء إيران في المنطقة.
تقول التقارير أن لقاء نتينياهو – مبارك هو اللقاء الأول لنتينياهو منذ توليه منصب رئاسة الوزراء مع زعيم عربي وأضافت المعلومات أن نتينياهو سيعقد لقاءً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على هامش مؤتمر دافوس الذي سيتم عقده في الأردن خلال شهر تموز القادم.
وصل نتينياهو إلى لقاء مبارك وكان برفقته كل من:
• الجنرال بنيامين بن أليعازر: وزير الصناعة والتجارة والعمل.
• يتسحاق مالخو: المستشار الدبلوماسي الخاص لنتينياهو.
• عوزي عراد: رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ومستشار نتينياهو لشؤون الأمن القومي.
• تسيفي هاوزر: وزير شؤون مجلس الوزراء.
• رون ديمير: رئيس التخطيط السياسي.
• ناتان عيثيل: رئيس هيئة موظفي مكتب رئيس الوزراء.
• عاري هارو: رئيس مكتب رئيس الوزراء.
• يوسي ليفي: مستشار نتينياهو لشؤون الاتصالات.
وأكدت المصادر الإسرائيلية على حفاوة الترحيب المصري بالوفد الزائر ورئيسه وأضافت المصادر أن الجانب المصري أكد على رؤيته لرئيس الوزراء باعتباره شريكاً في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وأضافت المصادر كذلك أن خلية حزب الله المصرية كانت على قائمة أجندة جدول أعمال لقاء شرم الشيخ المصري – الإسرائيلي.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...