مؤسسات التمويل الصغير تعيد تموضعها نحو المناطق الآمنة

12-06-2013

مؤسسات التمويل الصغير تعيد تموضعها نحو المناطق الآمنة

على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها الاقتصاد السوري والتي أرخت بظلالها على قطاع التمويل الصغير إلا أن نشاط القطاع وحركته استمرت وأخذت أشكالاً جديدة ففي العاصمة دمشق أعادت المؤسسات تموضع مكاتبها العاملة باتجاه المدينة كما بدأت المؤسسات بافتتاح فروع جديدة في المناطق آمنة وفق ما أكده مسؤول الإقراض الصغير في مؤسسة تمويل تنموية إلياس سلوم.
وبيّن سلوم أن أسباب إعادة تموضع مكاتب هذه المؤسسات أنها تعود أولاً للبحث عن مناطق استقرار نسبي أفضل من غيرها ولاسيما بعض المناطق الريفية والنائية التي وفي الظروف العادية تلتصق بها مكاتب التمويل الصغير الموصوفة ببنوك الفقراء الباحثة عن تخديم هذه الشرائح. وأوضح سلوم سبباً آخر للتموضع هو استمرارية هذه المؤسسات التي في حال بقيت مكاتبها في المناطق السابقة فسيصعب عليها الاستمرار في نشاطاتها بشكل طبيعي ولاسيما بعد انخفاض نسبة المقترضين وانخفاض نسب السداد.
وأشار سلوم إلى أن إعادة التموضع تلبي حاجة المؤسسات لتعويض الخسارة التي منيت بها جراء تراجع أرقام المقترضين والسداد ولاسيما مع توجه عدد كبير من المشاريع للمناطق الآمنة مؤخراً ما خلق فيها أعمالاً جديدة وفرصاً تجارية جيدة.
وكشف سلوم معاناة مؤسسات التمويل الصغير من عدم استقرار سعر الصرف وانخفاض قيمة الليرة السورية ومن ضعف القوة الشرائية للمواطن ولاسيما شريحة الموظفين التي تستفيد من القروض الصغيرة حيث بقي راتب الموظف على حاله مع موجة ارتفاع الأسعار بشكل كبير في الأسواق ما زاد من مخاطرة إقراضه بشكل كبير. ولفت سلوم إلى أن انخفاضاً كبيراً طال نشاط مؤسسات التمويل الصغير مقدراً أن الانخفاض وصل حالياً إلى أكثر من 70% مقارنة مع مستوى النشاط قبل الأزمة.
وأفاد سلوم أن انخفاض القوة الشرائية للعملة المحلية أثر أولاً على المقترض لأن قيمة القروض بقيت ثابتة منذ قبل الأزمة وحتى يومنا هذا، ومن جهة ثانية فإن عدم استقرار سعر الصرف يؤدي إلى رفع المخاطرة بالنسبة للمؤسسات المقرضة وهو ما دفع برأيه المصارف إلى الإحجام عن أنواع عديدة من الإقراض في الظرف الحالي حيث لم يعد لدى الجهات المقرضة رغبة بإقراض 100 ألف ليرة اليوم واستعادتها بعد سنة أو أكثر بقوة شرائية لا تزيد على 50 ألف ليرة سورية.
وكشف سلوم أن مؤسسات التمويل الصغير مستمرة في الإقراض بعكس موقف معظم المصارف وذلك على الرغم من ارتفاع المخاطرة.

محمد بدر كوجان

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...