مدرّس فرنسي يختلق قصة تعرضه لاعتداء "داعشي"

15-12-2015

مدرّس فرنسي يختلق قصة تعرضه لاعتداء "داعشي"

أعلنت نيابة باريس أن المدرس الذي قال إنه تعرض صباح الاثنين في ضواحي باريس لاعتداء بآلة حادة من قبل شخص ينتمي الى تنظيم "الدولة الاسلامية"- "داعش"، أقر بأنه اختلق الأمر بكامله.
وبعد شهر على اعتداءات باريس أثارت هذه المعلومات موجة من الذعر في فرنسا، وسارعت وسائل الإعلام الى تغطيته بشكل مباشر قبل أن تكشف الحقيقة.
وتسلم الفرع الخاص بمكافحة الارهاب في نيابة باريس التحقيق الذي تركز على محاولة اغتيال لها علاقة بمنظمة ارهابية، بحسب مصادر قضائية.
وبعد ساعات من التحقيقات مع المدرس البالغ الخامسة والاربعين من العمر، والذي يعالج من جروح طفيفة في العنق، أقر بانه اختلق كامل الرواية وبانه جرح نفسه، بحسب ما أضافت نيابة باريس.
وكان هذا المدرس أعلن بأنه تعرض للطعن في عنقه نحو الساعة 6،10 بتوقيت غرينيتش، بينما كان يستعد لاستقبال تلامذته في مدرسة أوبيرفيلييه للاطفال في احدى الضواحي الشعبية شمال شرقي باريس.
وقال إن المهاجم كان يرتدي ملابس دهان وملثماً وينتعل حذاءً عسكرياً، وقام بطعنه بآلة حادة كانت موجودة داخل الصف وتستخدم لقطع الورق.
وأضاف المدرس أن المهاجم قال "إنها داعش، وهذا تحذير"، قبل أن يعلن بأنه نجح بالفرار.
وسارعت وزيرة التعليم الفرنسية نجاة فالو بلقاسم الى زيارة المدرسة وتحدثت عن "عمل في غاية الخطورة".
وبعد الكشف عن حقيقة الحادثة أعلنت الوزيرة أن مساعدة نفسية ستقدم لتلاميذ المدرسة والعاملين فيها، وأن سلامة المؤسسات التربوية "تبقى مصدر قلق" لدى الوزارة، موضحة أن "اجراءات جديدة اتخذت لتعزيز الأمن بالتعاون مع وزارة الداخلية".
ولم تعرف بعد دوافع المدرس لاختلاق هذه الرواية، خصوصاً أنه يمارس التعليم منذ اكثر من عشرين سنة في المدرسة نفسها، وهو يحظى بـ"التقدير ومعروف لدى اهل التلاميذ بشكل خاص"، بحسب ما قال رئيس بلدية المدينة باسكال بودي.
من جهتها قالت المدرسة ناديا بيريز إن هذا المدرس "يقوم بدور كبير في المدرسة".
وفي عددها نهاية تشرين الثاني، شنت مجلة "دار الاسلام" التي تروج لتنظيم "داعش" والناطقة بالفرنسية، هجوماً شديداً على الموظفين في القطاع التربوي في فرنسا، معتبرة أنهم "اعداء الله" كونهم "يدرّسون العلمانية"، ومؤكدة أنهم "في حرب مفتوحة ضد الأسرة المسلمة".
وكان التنظيم المتطرف الذي جند مئات الفرنسيين، دعا الى "قتال" المدرسين و"قتلهم" وعلى غرارهم موظفي الخدمات الاجتماعية.
وأضاف التنظيم ان "على المسلم أن يعلم بأن النظام التربوي الفرنسي يقوم على مناهضة الدين عموماً، وان الإسلام بوصفه دين الحقيقة الوحيد لا يمكنه التعايش مع هذه العلمانية المتطرفة".
ومنذ منتصف تشرين الثاني والاعتداءات الأخيرة، تم تعزيز التدابير الأمنية في المدارس وخصوصاً في منطقة ايل-دو-فرانس، حيث يمنع ايقاف السيارات امام اي مدرسة في موازاة تعزيز الدوريات على مقربة من المدارس وتحديث الخطط الأمنية الخاصة بكل مدرسة.
وهي ليست المرة الأولى تستهدف فيها مدرسة في فرنسا. ففي آذار 2012، هاجم الاسلامي المتطرف محمد مراح مدرسة يهودية في تولوز جنوب غربي البلاد، حيث قتل ثلاثة اطفال ومدرساً. وكان قتل أيضاً ثلاثة عسكريين بينهم مسلمان في اعتداءين منفصلين.

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...